مقال يهمك

2011/10/18

يا قطن مين يشتريك!!!!

 
عندما ارتفع ثمن القطن وبالتالي كل شيئ مصنوع من القطن سألت احد مالكي الاراضي الزراعية بالمنزلة  لماذا لا تزرع قطن انت وغيرك لحل هذه المشكلة ورجوع القطن لمستواه  اجابني انه يؤجر الارض  وان  زراعه القطن مكلفه وغير مربحة من قبل الدولة والتجار اللذين يخسفون بثمنه الارض
فمزارعو القطن يعانون هذا العام مشكلة خطيرة تتمثل فى قيامهم بجنى محصول القطن وتخزينه بعد فشلهم فى بيع المحصول وذلك بعد أن تخلت الدولة عن فتح حلقات للتسويق والشراء كما كان يحدث خلال الأعوام السابقة.
قال أحمد عباس من قرية لسا الجمالية إن القرية زرعت نحو 4 آلاف فدان من صنف جيزة 86 طويل ورفيع التيلة وقمنا بانتاج محصول جيد هذا العام بزيادة قنطار عن العام الماضى وبعد مرور أكثر من شهر من عملية جنى المحصول وتخزينه بمنازلنا فوجئنا بعدم قيام الشركات بشراء المحصول فى الوقت الذى يقوم فيه اصحاب المحالج الأهلية بشراء كميات قليلة جدا منه لتحويلها الى قطن تنجيد
وقد أصبح محصول القطن فى خطر ومعرض للسرقة والتلف لقرب موسم هطول الأمطار وذلك رغم المعاناة الشديدة التى تحملها المزارعون من أبناء المحافظة لزراعة هذا المحصول المكلف لغاية والانفاق عليه على مدى أكثر من 9 شهور كاملة من حرث للتربة وتجهيز الأرض وشراء القتاوى غالية الثمن وزراعتها ووضع الأسمدة التى تم شراؤها من السوق السوداء بواقع 170 جنيها للشيكارة الواحدة وكذلك شراء المبيدات وغيرها من مستلزمات الانتاج، وأخيرا جنى هذا لمحصول حيث وصل أجر العامل الزراعى خلال موسم جنى المحصول الى 50 جنيها للفرد الواحد وتحمل المزراعون مبالغ مالية كبيرة لجنى هذا المحصول وبعد ذلك كله فشل الجميع فى بيع المحصول أو تسويقه حتى الآن بعد أن تخلت الدولة عن مساندة الفلاحين وشراء هذا المحصول منهم أو فتح حلقات لتسويق القطن حيث لم يتم حتى الآن فتح أى حلقات للتسويق بالمدن والقرى على مستوى المحافظة.
فى الوقت الذى زادت فيه انتاجية فدان القطن هذا العام باراضى الدقهلية (66 ألف فدان) بالمقارنة بالاعوام السابقة وانتهاء المزارعين من عمليات الجنى منذ أكثر من شهر فإن شركات تصدير الأقطان مازالت تتقاعس عن شرائه من المزارعين الذين تكدست فى بيوتهم كميات كبيرة من الأقطان لعجزهم عن التصرف فيها ومما يزيد من حجم المشكلة أن تجار القطن يساومونهم على الشراء بمبلغ ألف جنيه فقط للقنطار وهو ما يزيد شعورهم بالمرارة خاصة بعد موسم زراعى طويل استنفدوا خلاله كل مدخراتهم لتوفير مستلزمات الانتاج وأصبحوا فى أمس الحاجة لبيعه قبل أن يتلف خاصة أن موسم الشتاء على الأبواب.
.
 قال فرج مختار راشد من الجمالية استجبنا لدعوة وزارة الزراعة فى التوسع لزراعة محصول القطن وقمنا بزراعة 4 أفدنة وجنينا المحصول وخزناه بمنازلنا ويقوم التجار بمساومتنا بشرائه بمبلغ 1000 جنيه للقنطار وقال ان هذا السعر لا يحقق للفلاح أى ربحية خاصة ان تكاليف زراعية القطن عالية جدا من مقاومة واسمدة ورى وجنى لافتا أن أجرة «نفر» الجنى تزيد على 40 جنيها حتى الظهر يوميا وليس هناك من يبحث عن مصالحنا فلمن نتوجه ولمن نلجأ؟!
فيما أكد أحد خبراء تسويق الأقطان بالمنصورة أن سبب المشكلة يرجع الى عدم قيام شركات تصدير الأقطان بشراء القطن من الفلاحين لعدم قيامها بالتعاقد مع شركات الغزول الأجنبية خاصة بالهند وباكستان، وقال إنه على الدولة التدخل كمشتر لشراء الأقطان من الفلاحين حتى لا تتلف أو على الأقل تكون ضامنة لمن يقوم بشرائه حيث يتم بعد ذلك بيعه بالأسواق بأسعار مرتفعة وقال إن أحد الأسباب ايضا ان سعر قنطار القطن الشعر من القطن «البيما الأمريكي» الذى ينافس القطن المصرى يبلغ 1500 جنيه وأضاف انتاج مصر من القطن الشعر لا يتجاوز 4 ملايين قنطار فى حين تحتاج مصانعنا الى 4.5 مليون قنطار من الغزول الرفيعة والسميكة وان على الدولة ان تطور المغازل المصرية الحالية التى تتناسب مع الأقطان فائقة الطول والنعومة لعمل انسجة راقية للمنافسة فى القطن الشعر، وكذلك فى النسيج. فى حين أكد المهندس أنور أحمد سالم وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية ان الوزارة حددت سعر ضمان لشراء القطن الشعر من المزارعين بواقع 1200 جنيه للقنطار، وان عملية التسويق ستبدأ خلال الأسبوع القادم من خلال شركات الأقطان والجمعيات التعاونية بعد حل مشكلة التمويل. وأضاف وكيل الوزارة ان الدقهلية حققت أعلى انتاجية هذا العام حيث بلغ متوسط انتاج فدان القطن 10.5 قنطار بزيادة قنطار عن العام الماضي، لافتا الى انه تمت زراعة 66 ألف فدان قطنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يهمنا ويشرفنا

مدونتي صديقتي

أنا انثي لاأنحني كــي ألتقط ماسقط من عيني أبــــدا