مقال يهمك

2010/10/26

الآلهة الحية كوماري


من العاصمة كاتماندو عاصمة مملكة نيبال المملكة الهندوسية الوحيدة في العالم، نتعرف على أسرار وخفايا هذه العاصمة المستظلة تحت جبال الهملايا. صباح يوم باكر في العاصمة كاتماندو وعلى مقربة من القصر الملكي داخل هذه الأروقة الضيقة المزدحمة يتوجه السكان إلى معابد المدينة لأداء الطاعة قبل الانصراف إلى العمل اليومي، كل شيء عادي لكن ما يلفت النظر في مجمع ميربار معبد صغير شهير يعرف بمنزل كوماري، ترى البعض فور دخولهم ينادون كوماري بصوت عال لتطل عليهم من الشرفة، ولكن عليك الانتظار، ووضع بعض النقود في الصندوق والتصوير ممنوع. في هذا المعبد المصنوع من الخشب المزخرف والتماثيل المنحوتة بطريقة فنية رائعة تعبر عن براعة الفن النيبالي، ووسط هذه الباحة معبد صغير للإلهة سراسباتي، البعض يحاول الصعود إلى الأعلى، والبعض الآخر يجول في الباحة بانتظار طلة كوماري. هذه التحركات أثارت فضولنا أكثر لنتعرف على كوماري أو الإلهة الحية، إنها أسطورة حية لطفلة لم تتجاوز الرابعة ربيعاً تتربع على عرش الآلهة، والناس يركعون أمامها وتباركهم بمن فيهم ملك البلاد، إنها الإلهة العذراء تعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي وحسب الرواية أن الإلهة تليجو الهندوسية كانت تلعب مع ملك البلاد باستمرار، لكنها غضبت منه وهجرته عندما حاول استلطافها، وبعد توسلات عديدة قررت العودة لمجالسته ولكن على شكل طفلة صغيرة تتقمص روح تليجو وتعيش بجسدها حتى مرحلة الرشد. طفلة بريئة تتحول إلى إلهة حية، حُرمت من أهلها ورعايتهم لتعيش في منزل كوماري تتبع نظاماً روتينياً دينياً قاسياً.أنال بغال (دليل سياحي): هناك علاقة قوية بين الهندوسية والبوذية في عبادة الكوماري في وادي كاتماندو والتي تدل على التلاحم بين الهندوسية والبوذية منذ القدم، وهذه هي الفلسفة لما تعنيه هذه الإلهة كوماري هي جلب الديانتين معاً



طريقه اختيار كوماري
ولكن من هي كوماري؟ وكيف يتم اختيارها؟ يجب أن تكون من قبائل الساكية المشهورة بصناعة الذهب وهم السكان الأصليون للعاصمة كاتماندو، وكان المئات من الأهالي في السابق يتجمعون خلال فترة البحث عن طفلة ما بين السنتين والخمس سنوات، إذ تُعد عملية اختيار الطفلة شرفاً كبيراً لعائلتها، وقد تكون طفلة إحدى أمهاتها عاملات في الحقول، أو ربما من داخل دور الحضانة، ويجب أن تتطابق الطفلة في مظهرها الخارجي مع المواصفات الاثنين وثلاثين، ومنها أن تنتمي إلى أسرة ذات سمعة جيدة جسمها مثل شجرة البنيان، ساقيها مثل الغزال، الخدود مثل الأسود، الشعر والعينين سوداوين، الصوت رقيق مخملي، وفوق كل ذلك يجب أن ينطبق فلكها مع ملك البلاد.مملكة النيبال المملكة الهندوسية الوحيدة في العالم وحيث الأغلبية من الهندوس وهناك أقلية بوذية ومسلمة.راميش براساد باندي (الراهب الملكي الكبير): علينا أن نختار الطفلة من قبيلة ساكيا البوذية، ويعود ذلك للقرن الحادي عشر عندما أصبحت هذه الآلهة تاليجو وكوماري المتقمصة بروحهما معاً الإلهتين للتعبد في النيبال جانب من المعبد للإلهة تاليجو والجانب الآخر بدأ بعبادة كوماري، وهذه هي تقاليدنا وأعرافنا.وائل عواد: ولدى الهندوس النيبال عادات وتقاليد تختلف عن الهندوس في شبه القارة الهندية، فعلى سبيل المثال الإلهة كوماري غير متبعة في الهند، واختلفت الروايات حول أصولها لكنها تمارس لقرون من الزمن وعلى نطاق واسع، وهناك عدة قبائل نيبالية تتبع نفس الإجراءات في اختيار الإلهة كوماري، وإخضاع الطفلة لتجارب مروعة وطقوس دينية مستهجنة، قبل أن تستقر روح الإلهة تاليجو بداخلها.شابماليا أماتيا (مؤرخ): إنها تضحية كبرى أن تقدم ابنتك لتصبح كوماري وهي لا تتجاوز الخامسة أو السادسة من عمرها عليها، أن تترك أهلها لتعيش في منزل مقدس لوحدها، إنها ليست بالعملية السهلة إنها تضحية كبرى. وتُجرى طقوس هندوسية مقدسة، لا يسمح لأحد بمشاهدتها سوى الرهبان وخلال هذه الطقوس للإله الهندوسي يتم التضحية بالعديد من الجواميس والخراف، وتوضع الرؤوس المقطوعة للحيوانات في غرفة مظلمة لا ينيرها سوى ضوء خافت من قنديل زيت، ويتم وضع الطفلة في هذه الغرفة طوال الليل، وتُرفض إذا بكت أو رجفت أو نامت أو امتنعت عن الدخول، ولكن إذا دخلت وصلت أو رقصت أو قامت بأي عمل آخر فإنها تظهر المزايا الخاصة من إلهة تليجو المجسدة بالطفلة الجديدة كوماري.مانا باندي (زوجة الراهب الملكي الكبير): علي أن أتفحص جميع المواصفات الفيزيائية للطفلة التي يقع الاختيار عليها وعلي أن أكون متأكدة من خلوها من العيوب وبصحة جيدة، ويجب أن تكون خليقة وعفيفة وأن ننظر إلى عقلها وفكرها.وائل عواد: ويتم الإعلان من قبل الرهبان أنه تم وقع الخيار على الطفلة الجديدة، ويعلن ملك البلاد النبأ السار على الشعب حيث تعم الفرحة والبهجة، وتُنقل كوماري إلى منزلها الجديد لاستقبال المتعبدين، وتصبح الطفلة ملكاً للشعب النيبالي يتطلعون إلى رؤيتها ومباركتها، وعمد الملك السابق برندرا على القيام باستعراض شعبي ويقوم هو شخصياً بزيارتها في منزلها ليركع أمامها ويحظى بمباركتها أيضاً، واستمر الملك الحالي على النهج ذاته حيث يتجمع الأهالي والسياح لمشاهدة هذا الاستعراض الديني التقليدي خاصة في الأعياد والمهرجانات الهندوسية، حيث يسمح لكوماري بالخروج من منزلها محمولة في عربة خاصة تجر شوارع العاصمة الضيقة لتعود إلى منزلها، وتطل من الشرفة النافذة الوحيدة لها على العالم حيث تبقى حبيسة المنزل طيلة أيام السنة لا ترى نور الشمس ولا يحق لها الاختلاط مع من تشاء.وائل عواد: فاصل قصير ثم نعود إليكم لمتابعة هذه الحلقة ابقوا مع العربية.[فاصل إعلاني]

كوماري حرمت من طفولتها ورعاية ذويها وتحظى بعبادة شعب كامل




كوماري طفلة كوفئت بعبادة شعب كامل، لكنها حُرمت من طفولتها ورعاية ذويها، يشرف على تربيتها أناس غرباء يقومون بتدريبها على أسلوب حياة جديدة، وطقوس دينية تقليدية يومية، والمرحلة الأصعب هي عملية وضع المكياج وتلبيسها هذه المجوهرات الثقيلة التي تزن أكثر من ثماني كيلو غرامات، وعليها أن تلبسها طيلة ساعات النهار لاستقبال الزوار بزيها الحريري الأحمر، وبعينين سوداوين مكحلتين بكثافة، وعلى جبينها عين ثالثة مرسومة، وكل قطعة من هذه المجوهرات لها دلالاتها الدينية كي ترتقي كوماري إلى مكانة الآلهة، وأهم هذه القطع الناك سترا وفور أن ترتديها حسب الرواية فإن روح الإلهة تدخل جسدها وتصبح هادئة ولا تتحدث على الإطلاق.شابماليا أماتيا (مؤرخ): هذه المجوهرات صنعت خصيصاً للكوماري ولا يجوز للعامة أن يتزينون بها، ولكل قطعة من هذه المجوهرات لها قوة خاصة.وائل عواد: وعليك أن تقرأ تعابير وجهها وحركاتها وإيماءاتها فقط، حياة كوماري مقدسة ومؤقتة حتى بلوغها سن الرشد، أو في حال تعرضها لخدش أو نزيف فإنها تفقد ألوهيتها وتعود مواطنة عادية، ومن ثم تمارس الطقوس الهندوسية الجديدة من جديد لاختيار البديلة التي ستستقر فيها روح الإلهة تاليجو، لكن هذا السقوط الفجائي من القمة إلى الهاوية ليس وقعه بالأمر السهل على الطفلة، والبعض منهن يرفضن حتى فكرة التخلي عن كوماري خاصة بعض قبائل الباتان، فهذه كوماري قاربت على الخمسين عاماً، قاربت على الخمسين عاماً وما زالت متربعة على هذه الكرسي، وخلال مراقبة دقيقة لمظهرها الخارجي بإمكانك أن تلاحظ أن هيكلها العظمي ومظهرها تأقلم مع هذه الكرسي التي تجلس بداخلها لأكثر من سبعة وأربعين عاماً، فقد اختيرت كوماري عندما كان عمرها سنتين فقط، وما زال أبناء القبيلة يترددون على منزلها لعبادتها وطاعتها علماً أن هناك طفلة كوماري للقبيلة تم اختيارها حسب الطقوس الهندوسية التقليدية.شابماليا أماتيا (مؤرخ): طالما أن أهالي قبيلة باتان يؤمنون بأنها ما زالت كوماري فليفعلوها ذلك، ولكن إذا سألتني عن وجهة نظري فأعتقد أنه يجب أن يتوقفوا عن عبادة كوماري المسنة لأنها تجاوزت السن المطلوب للإلهة كوماري.وائل عواد: بعض القبائل تحتفظ بالإلهة كوماري في منزل ذويها حيث يسمح لها بالاختلاط مع أهلها واستقبال المتعبدين في غرفة خاصة، كثيرون منهم طالبين حلاً لمشاكلهم اليومية وتحسين مستوى حياتهم المعيشية في بلد فقيرة يبلغ تعداد سكانها 23 مليون نسمة، وهناك اعتقادات قديمة أن مصير البلاد مرتبط بتصرفاتها وحركات وجهها ويديها، وهذه الحركات كافية لتغيير مسار الحياة في المملكة، فإذا غضبت كوماري لم تمطر السماء، وقطرة دمع من عينيها تسمى فيضانات، وإن اهتزت فقط أغضبت الملك، وإن لم تتحرك ساكناً فلا داعي للقلق.- هناك هندوسية في النيبال والهند ولكن الكوماري فقط في النيبال، وهناك اثنتان واحدة ملكية والأخرى هذه لأهل الباتان، ونحن نؤمن بهذه الكوماري ونؤدي لها الصلوات والطقوس في جميع المناسبات.وائل عواد: وتقول إحدى الروايات أن أحد الملوك مات عندما نامت الإلهة كوماري وهي تجالسه، ولذلك فإن عملية اختيار الإلهة كوماري معقدة ودقيقة، وفشلت جميع محاولاتي في إقناع كوماري بالحديث معي، لكنها اكتفت بالإيماء والابتسامة البريئة وإلا لكنت قد مرضت في كاتماندو، وعندما طلبت من والدتها أن تجولها في المنزل أو تأخذنا إلى غرفة العبادة أو تسمح لها باللعب مع أخويها رفضت ولم تتجرأ على الطلب، وقالت كيف أتجرأ أن أطلب من الآلهة أن تقوم بأي عمل، وغادرنا المنزل بعد أن دفعنا مبلغاً من المال للسماح لنا بهذه الزيارة وكي نحظى بالمباركة أيضاً، وعدنا أدراجنا نتجول في شوارع العاصمة كاتماندو التي تذب فيها الحياة، هذه المدينة المليئة بالكنوز التاريخية التي لا تقدر بثمن، وصنفتها الأمم المتحدة من ضمن المواقع الأثرية الواجب الحفاظ عليها والعناية بها. الشعب النيبالي بطبيعته مسالم ومتدين ويؤدي طقوسه الدينية كل حسب عاداته وتقاليده، والبوذيين هنا أيضاً ناشطون، والكوماري هي أيضاً من قبيلة بوذية ولذلك يتعبدها الهندوس والبوذيون على حد سواء، وخصصت الحكومة النيبالية في الآونة الأخيرة مبلغاً من المال للطفلة كوماري لما تواجهه من صعوبات بعد عودتها لممارسة حياتها الطبيعية.راميس براساد باندي (الراهب الملكي الكبير): لقد بدأنا بدفع راتبنا شهرياً للكوماري وهو عبارة عن مبلغ حوالي 80 دولار شهرياً و30 دولار للدراسة، ولا يبقى لكوماري سوى الذكريات من الصور للاحتفاظ بها بعد عودتها لحياتها الطبيعية، وتأهيلها من جديد للعيش مع ذويها الذين حرمت منهم سنين طفولتها مثل أميتا التي بقيت على عرش كوماري تسع سنوات متواصلة، وكانت مرتبكة وخجولة أثناء حديثها معنا، لكنها سرعان ما فتحت لنا قلبها.أميتا (كوماري سابقة): كنت أبدأ اليوم من الثامنة صباحاً بعد أن يتم وضع اللباس، ومن ثم يأتي المتعبدين من الساعة التاسعة حتى غياب الشمس، وبعدها أعود إلى غرفتي وأقضي معظم وقتي.وائل عواد: واستطاع والديها إقناع الملك بالموافقة على تدريسها أثناء قداستها، لأن الملك كان يرفض في السابق بحجة أن الآلهة لا تحتاج إلى التعليم.أميت (والد كوماري السابقة): إنها ابنتي ولسنوات أطفالي لا يدركون أين ذهبت ولكن فيما بعد علموا، وسألني ابني متى ستعود أختي إلى بيتنا؟ قلت له بعد 8 سنوات.وائل عواد: وتبقى جاهلة طيلة حياتها وتتذكر تلك الأيام المريرة، الآن أميتا طليقة وحرة بتصرفاتها، تصاحب من تشاء وتلعب مع من تشاء، تعيش أميتا طفولة متأخرة بالتأكيد برعاية والديها وأخويها.أميت (والد كوماري السابقة): لقد كنت أفتقدها كثيراً وفي معظم الأحيان في البيت في السوق في السيارة، كيف لي أن أنسى ابنتي؟ إنها ابنتي لقد بقيت كوماري لتسع سنوات لقد كانت مدة طويلة.وائل عواد: أميتا الآن تتجرأ على الخروج من منزلها، وتعودت على تسريح شعرها بنفسها، وبعد ذلك أيضاً التحقت في الجامعة وأصبحت الآن تقوم بشراء حاجياتها بكل ثقة، ويكّن لها سكان الحي الاحترام لأنهم يعرفون أنها كانت كوماري، وذهبوا مرات عديدة إلى المعبد للحصول على مباركتها.أميتا (كوماري سابقة): أريد أن أنهي دراسة أريد أن أعمل وأحسن من حياتنا المعيشية وأعتقد بأنني قادرة على ذلك.وائل عواد: وحسب العادات القديمة هنا فإنه لا يجوز التزوج من كوماري لأن ذلك يؤدي إلى الموت، لذلك تبقى كوماري عانس، بيد أن هذا الاعتقاد تغير وأميتا تطمح بتكميل تعليمها الجامعي وتحسين ظروف حياتها. راشميلا كانت أيضاً كوماري ملكية والآن تعارك الحياة للتأقلم والدراسة والقيام بالواجبات المنزلية في غرفة هادئة، ربما هذا السكوت يذكرها بتلك الساعات الطوال التي قضتها لوحدها بين أربعة جدران، ويصعب علينا قراءة بنات أفكارها وكيف تتطلع إلى مستقبلها.راشميلا (كوماري سابقة): لقد شعرت بخيبة أمل عندما انتهيت من دور الإلهة كوماري، ولم أكن أعرف كيف أمشي أو أخرج على الشارع أو التحدث إلى الناس، حيث لم يكن يسمح لي بذلك لقد واجهت الكثير من الصعوبات حتى استطعت الوقوف على قدمي وممارسة حياتي الطبيعية.شابماليا أماتيا (مؤرخ): بالتأكيد العدد يتقلص من الأهالي الذين يرغبون بتقديم طفلتهم لتصبح كوماري، وكما قلت لك فقد أصبحت هناك فرص كثير للعمل والدراسة وغيرها، وبالتالي فإن هذا العدد من الأهالي المتحمسين سينخفض بالتأكيد.وائل عواد: تساؤلات عدة تطرحها حياة العبودية هذه وحرمان الطفلة من اختيار حقها الطبيعي في النمو والرعاية والأمومة، فهي لا تذهب إلى المدرسة ولا تلعب مع زميلاتها، وهذه اللقطات نادرة لكوماري وهي تلعب لوحدها إذ لا يسمح لأحد بتصويرها، وتبقى كوماري جليسة البيت وحيدة، بينما يذهب إخوتها إلى المدرسة واللعب مع من يشاءون ومصاحبة ومشاجرة من يشاءون، وهي يجب ألا تتعرض لخدش أو ندب أو ترى النور إلا في المناسبات الدينية، ستبقى كوماري رهينة المنزل تنمو مع رهبة السكون كوجه ميت شاحب وعينين غارقتين في ظلمة النزع الموحش وأشباح الظلام تطوف المنزل، فهذه البراعم تذبل في الظلام، وتفقدها ابتسامة الطفولة البريئة المسلوبة منها. هذه الظروف دفعت بمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان للتدخل ومنع هذه العادة والطقوس باعتبارها انتهاكاً لحقوق الإنسان خاصة حقوق المرأة والطفلة بشكل خاص، كم طفلة ستواجه نفس المصير لا أحد يعلم، ربما مع زوال الفقر والجهل من النيبال، ولحينه ستبقى كوماري إلهة هندوسية حية لهذه الجبال المقدسة والوادي الخصيب لمملكة النيبال، وكما يقال هنا هذه الاعتقادات ستضيع البلاد.



مدونتي صديقتي

أنا انثي لاأنحني كــي ألتقط ماسقط من عيني أبــــدا