مقال يهمك

2009/11/09

الذوق!!!!!

الذوق السليم من كتاب (جلال الدين السيوطي)،
وهو يقول عن صاحب الذوق السليم: «إنه لا بد وأن يكون مزاجه مستقيما، يتخذ التواضع سنة، والعطاء من غير منة، كريم طروب، قليل العيوب وكثير المزاح، صاحب للأصحاب وحبيب للأحباب، كيِّس لطيف ولكن ليس بكثيف، كما أنه إذا دعت الحاجة يواسيك ويسليك وزيادة على ذلك هو يتوجع إليك.
وعكسه تماماً (المسلوب الذوق الأحمق)، فعقله ممزق، وعيناه تتبحلق، يعيط ويبقبق ولزوجته يطلق، إن مدحته ازدراك وإن تركته عاداك، ولو أنك فرشت له خدك بالأرض لداس عليه معتبراً ذلك فرضا، ورغم أنه غلطان فهو ما زال يظن أنه سلطان».
وقد توقفت ملياً عند وصفه للرجل (النذل) من الناس والنذل يا سيدي القارئ هو ما كان: قليل الوفاء، مصفوع القفا، مندفعا مع كل خيل مغيرة، قليل الأدب، كثير الضحك بلا عجب، كما أنه كثير النوم وقليل الهمة بين القوم، وفوق ذلك كله هو كثير اللجاجة والبجاحة، ويعرقل ويعرقب لكل سائر في الطريق، ويزيد دائماً الطين بلة.
ونأتي لوصف السيوطي للمرأة أو الفتاة صاحبة (الذوق السليم) من النساء، فيقول:
«ليست صخابة ولا كذابة، جفونها وسنة وألفاظها حسنة، شفوقة رفيقة، كيَِّسة ظريفة، إنها لطيفة نظيفة، قليلة الصدود ناعمة الخدود»
أما (مسلوبة الذوق) من النساء، فهي الموت (والشق والبعج)، إنها:
«الصخابة السخاطة، الحمرية الشرواطة والحرفوشة العياطة، التي لا يصطلى لها بنار لأنها من الأشرار، لأنها تتمحنس وتغير، وزوجها المسكين يكون دائماً تحت إبطها كالأسير، نحسها معروف ولو أنفق عليها الألوف، حالها ملتوف، وهي لا تشبع حتى لو ذبح لها كل يوم خروف».
ـ وتفسيراً لبعض الكلمات: فالسخاطة هي كثيرة السخط، والحمرية هي التي يحمر وجهها عند الغضب، والشرواطة هي كثيرة الشروط، والحرفوشة هي كثيرة العراك، والتي تتمحنس هي التي يصاحبها النحس دائماً، والعياطة هي كثيرة الصياح واللجاجة

أنّا كارنينا

أنّا كارنينا (بالروسي:Анна Каренина) أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعه مئات المرات. وقد تباينت أراء النقاد في هذه الرواية، فوضعت فيها دراسات كثيرة راوحت بين الإعجاب التام والرفض النسبي، إن لم نقل الرفض التام. فمن أعجب بها قد أعجب لأنه رأى فيها عصارة فن تولستوي وخاتمة أعماله الكبرى، ومن انتقدها لأنه رأى فيها خللاً فنياً، ورأى أحداثاً ثانوية كبيرة تواكب الحدث الرئيسي وتكاد تطغى عليها. تطفو على سطح الحدث في الرواية نماذج بشرية متنوعة، معظمها مريض مرض الطبقية، مرض النبل، مرض الإرث الثقيل، والنماذج البشرية، هذه هي غالباً نماذج مهتزة غير سوية، تتفاعل في داخلها صراعات كثيرة، أبرزها ما بين القلب والعقل أو بين الحب والواجب، وما بين القشور واللباب، وما بين التخلف وحركة التنوير في أوساط المثقفين الروس

أنا كارنينا بالعربي
والفريد في كتابات
تولستوي هو أنك كقارئ لن تتأثر بكتابة تولستوي المحايدة تماماً في رأيه بكل شخصية، كما أن عقلية تولستوي العقلانية أدركت أنه لا توجد أي شخصية لا تنطق إلا بالخير ، وأخرى تسخر الشر في كل ما تفعله في الرواية، إنما آمن تولستوي أن لكل شخص قلباً وعقلاً ومصلحة عليا؛ فلا أحد يقوم بأمر ما إلا وله مبرره الخاص الذي قد يكون، وقد لا يكون مطابقاً للمُثُل العليا التي يسعى الروائييون عادة إلى تعزيزها في المجتمعات، حيث كل من في الرواية مثير للشفقة وكلهم أنانيون، وكلهم كان لهم المبرر المقنع والمنطقي لما قام به.كما أن تولستوي وكروائي لم يعتد في كتاباته عن الإبتعاد عن أهمية التمسك بالتعاليم الدينية كمَخرج هو الأفضل، لكل ما يواجهه الفرد من أحداث، فربما يكون ذلك نتيجة إيمانه بأن الحكمة الإلهية والتعاليم الدينية تعلو على كل الحلول والحكمة الإنسانية الوضعية، وهذا ما يلمسه القارئ في الرواية.
تعد هذه الرواية من أكثر الروايات إثارة للجدل حتى اليوم، ولأن
تولستوي يناقش فيها إحدى أهم القضايا الإجتماعية التي واجهت كافة المجتمعات الإنسانية، خاصة الأوروبية بُعَيْدَ الثورة الصناعية، وما نتج عنها من اهتمام بالمادة، وما ظهر من أمراض تتعلق بالمال لدى الطبقات الأرستقراطية آنذاك.

مدونتي صديقتي

أنا انثي لاأنحني كــي ألتقط ماسقط من عيني أبــــدا