مقال يهمك

2010/10/29

هؤلاء الشرفاء المحترمون..فهمي هويدي


الحكم الذى صدر ببطلان وجود رجال الشرطة فى الحرم الجامعى يطمئننا إلى ان المجتمع المصرى لايزال يحتفظ ببعض عافيته، وان جهود التفكيك والاجهاض والانهاك فشلت فى إخصاء المجتمع واستسلامه. ذلك ان الحكم والقضية برمتها كشفت عن أمرين مهمين هما:● انه مازالت فى مصر كتيبة من المثقفين المحترمين والشجعان، الغيورين على الدفاع عن المجتمع ومصالحه العليا. وهم ينتمون إلى أرض هذا البلد وناسه وحلمه، ولأنهم كذلك فقد عزفوا عن الاتجار بالسياسة ونأوا بأنفسهم عن ألاعيبها، ولم ينخرطوا فى أى من الأحزاب المصطنعة التى أصبحت تستمد قوتها ووجودها من رضاء السلطة عليها والصفقات التى تعقدها معها. هم ليسوا معروضين للبيع، شأنهم شأن غيرهم من المثقفين الذين استجابوا للغواية وضعفوا أمام المناصب والوجاهات، فتحولوا إلى مهرجين وحواة، واختاروا ان يكونوا ابواقا للسلطة وقطعا من الديكور الذى يجملها، بعدما تخلوا عن ضمير المجتمع وباعوه فى أول منعطف، هؤلاء المثقفون المحترمون الشجعان ــ الرجال منهم والنساء ــ هم الذين طعنوا فى وجود الحرس التابع لوزارة الداخلية داخل الحرم الجامعى، وهم الذين طعنوا فى فرض الحراسة على النقابات المهنية. وهم الذين طلبوا فسخ عقد «مدينتى» لما شابه من فساد وتواطؤ، وهم الذين وقفوا ضد بيع وحدات القطاع العام، وهم الذين طلبوا وقف تصدير الغاز لإسرائيل. ورفعوا قضايا طالبت بفتح معبر رفح وازالة الجدار الذى اقيم بين مصر وقطاع غزة.. الخ.● الأمر الثانى الذى لا يقل أهمية، هو ان تلك المبادرات ما كان لها ان تحفظ لنا جذوة الأمل، لولا ذلك الرهط من القضاة المحترمين بدورهم والشجعان، الذين تمتعوا بالنزاهة والغيرة والشجاعة، غير مبالين بغوايات السلطة واهوائها ــ ولأنهم نصبوا انفسهم حماة لمصالح الوطن وحراسا للحق والعدل، فإنهم أصدروا تلك الأحكام المنيرة التى ردت إلينا الروح وانتشلتنا من هوة الاحباط واليأس.ورغم ان الأحكام التى صدرت عن الإدارية العليا احتلت الواجهات لان اخطاء الحكومة كثيرة وجسيمة والقضاء الإدارى هو المختص بها، فاننا لا نستطيع أن نغفل أحكام القضاء العادى فى قضايا أخرى عديدة، أبرزها حكمه فى قضايا التعذيب، واحدثها الحكم على السفير الإسرائيلى فى مصر بدفع تعويض قدره عشرة ملايين دولار لأسرة جندى مصرى من المحلة الكبرى قتلته دبابة إسرائيلية عمدا مع اثنين من زملائه على الحدود مع قطاع غزة.ولا تحسبن ان استقامة القاضى واستقلاله وعدم اكتراثه بحسابات السلطة وغواياتها بالأمر السهل فى هذا الزمن، لان امثال هؤلاء القابضين على جمر النزاهة يدفعون ثمن موقفهم ذاك. لان غيرهم من «المتجاوبين» و«المتعاونين» لهم حظوظهم من المكافآت وعطايا السلطة، التى لا تبخل عليهم بالتعيين فى وظائف المحافظين والاستشاريين وأعضاء مجلس الشورى. فى حين يحال الأولون إلى التقاعد فى صمت لكى يغرقوا فى بحر النسيان بمضى الوقت.حفاوتنا بحكم «طرد» الحرس من الجامعات لا ينبغى ان تنسينا اننا بصدد رحلة طويلة وشاقة. لان قدرة السلطة على العناد والالتفاف لا حدود لها. فقضية بطلان الحرس الجامعى مثلا منظورة أمام المحاكم الإدارية منذ سنتين. وقد ظلت وزارة الداخلية تراوغ وتستشكل فيها حتى أوصلتها إلى المحكمة العليا التى حسمت الأمر أخيرا. ورغم ذلك فلن تعدم الأجهزة الأمنية سبيلا إلى بسط نفوذها وهيمنتها على الجامعات، خصوصا بعدما أصبحت تتحكم فى تعيين المديرين والعمداء والوكلاء، حتى ان بعضهم صاروا من رجالها. ولا أستبعد ان يصبح إلغاء الحرس مماثلا لإلغاء الرقابة على الصحف. حيث سحب الرقباء واستبدلوا برؤساء للتحرير ومديرين صاروا أكثر شدة وغلوا من الرقباء. صحيح ان المشكلة أكبر من حكم المحكمة، لكن يكفينا ان أولئك الشرفاء قاموا بما عليهم، واعطونا أملا فى المستقبل

2010/10/26

الآلهة الحية كوماري


من العاصمة كاتماندو عاصمة مملكة نيبال المملكة الهندوسية الوحيدة في العالم، نتعرف على أسرار وخفايا هذه العاصمة المستظلة تحت جبال الهملايا. صباح يوم باكر في العاصمة كاتماندو وعلى مقربة من القصر الملكي داخل هذه الأروقة الضيقة المزدحمة يتوجه السكان إلى معابد المدينة لأداء الطاعة قبل الانصراف إلى العمل اليومي، كل شيء عادي لكن ما يلفت النظر في مجمع ميربار معبد صغير شهير يعرف بمنزل كوماري، ترى البعض فور دخولهم ينادون كوماري بصوت عال لتطل عليهم من الشرفة، ولكن عليك الانتظار، ووضع بعض النقود في الصندوق والتصوير ممنوع. في هذا المعبد المصنوع من الخشب المزخرف والتماثيل المنحوتة بطريقة فنية رائعة تعبر عن براعة الفن النيبالي، ووسط هذه الباحة معبد صغير للإلهة سراسباتي، البعض يحاول الصعود إلى الأعلى، والبعض الآخر يجول في الباحة بانتظار طلة كوماري. هذه التحركات أثارت فضولنا أكثر لنتعرف على كوماري أو الإلهة الحية، إنها أسطورة حية لطفلة لم تتجاوز الرابعة ربيعاً تتربع على عرش الآلهة، والناس يركعون أمامها وتباركهم بمن فيهم ملك البلاد، إنها الإلهة العذراء تعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي وحسب الرواية أن الإلهة تليجو الهندوسية كانت تلعب مع ملك البلاد باستمرار، لكنها غضبت منه وهجرته عندما حاول استلطافها، وبعد توسلات عديدة قررت العودة لمجالسته ولكن على شكل طفلة صغيرة تتقمص روح تليجو وتعيش بجسدها حتى مرحلة الرشد. طفلة بريئة تتحول إلى إلهة حية، حُرمت من أهلها ورعايتهم لتعيش في منزل كوماري تتبع نظاماً روتينياً دينياً قاسياً.أنال بغال (دليل سياحي): هناك علاقة قوية بين الهندوسية والبوذية في عبادة الكوماري في وادي كاتماندو والتي تدل على التلاحم بين الهندوسية والبوذية منذ القدم، وهذه هي الفلسفة لما تعنيه هذه الإلهة كوماري هي جلب الديانتين معاً



طريقه اختيار كوماري
ولكن من هي كوماري؟ وكيف يتم اختيارها؟ يجب أن تكون من قبائل الساكية المشهورة بصناعة الذهب وهم السكان الأصليون للعاصمة كاتماندو، وكان المئات من الأهالي في السابق يتجمعون خلال فترة البحث عن طفلة ما بين السنتين والخمس سنوات، إذ تُعد عملية اختيار الطفلة شرفاً كبيراً لعائلتها، وقد تكون طفلة إحدى أمهاتها عاملات في الحقول، أو ربما من داخل دور الحضانة، ويجب أن تتطابق الطفلة في مظهرها الخارجي مع المواصفات الاثنين وثلاثين، ومنها أن تنتمي إلى أسرة ذات سمعة جيدة جسمها مثل شجرة البنيان، ساقيها مثل الغزال، الخدود مثل الأسود، الشعر والعينين سوداوين، الصوت رقيق مخملي، وفوق كل ذلك يجب أن ينطبق فلكها مع ملك البلاد.مملكة النيبال المملكة الهندوسية الوحيدة في العالم وحيث الأغلبية من الهندوس وهناك أقلية بوذية ومسلمة.راميش براساد باندي (الراهب الملكي الكبير): علينا أن نختار الطفلة من قبيلة ساكيا البوذية، ويعود ذلك للقرن الحادي عشر عندما أصبحت هذه الآلهة تاليجو وكوماري المتقمصة بروحهما معاً الإلهتين للتعبد في النيبال جانب من المعبد للإلهة تاليجو والجانب الآخر بدأ بعبادة كوماري، وهذه هي تقاليدنا وأعرافنا.وائل عواد: ولدى الهندوس النيبال عادات وتقاليد تختلف عن الهندوس في شبه القارة الهندية، فعلى سبيل المثال الإلهة كوماري غير متبعة في الهند، واختلفت الروايات حول أصولها لكنها تمارس لقرون من الزمن وعلى نطاق واسع، وهناك عدة قبائل نيبالية تتبع نفس الإجراءات في اختيار الإلهة كوماري، وإخضاع الطفلة لتجارب مروعة وطقوس دينية مستهجنة، قبل أن تستقر روح الإلهة تاليجو بداخلها.شابماليا أماتيا (مؤرخ): إنها تضحية كبرى أن تقدم ابنتك لتصبح كوماري وهي لا تتجاوز الخامسة أو السادسة من عمرها عليها، أن تترك أهلها لتعيش في منزل مقدس لوحدها، إنها ليست بالعملية السهلة إنها تضحية كبرى. وتُجرى طقوس هندوسية مقدسة، لا يسمح لأحد بمشاهدتها سوى الرهبان وخلال هذه الطقوس للإله الهندوسي يتم التضحية بالعديد من الجواميس والخراف، وتوضع الرؤوس المقطوعة للحيوانات في غرفة مظلمة لا ينيرها سوى ضوء خافت من قنديل زيت، ويتم وضع الطفلة في هذه الغرفة طوال الليل، وتُرفض إذا بكت أو رجفت أو نامت أو امتنعت عن الدخول، ولكن إذا دخلت وصلت أو رقصت أو قامت بأي عمل آخر فإنها تظهر المزايا الخاصة من إلهة تليجو المجسدة بالطفلة الجديدة كوماري.مانا باندي (زوجة الراهب الملكي الكبير): علي أن أتفحص جميع المواصفات الفيزيائية للطفلة التي يقع الاختيار عليها وعلي أن أكون متأكدة من خلوها من العيوب وبصحة جيدة، ويجب أن تكون خليقة وعفيفة وأن ننظر إلى عقلها وفكرها.وائل عواد: ويتم الإعلان من قبل الرهبان أنه تم وقع الخيار على الطفلة الجديدة، ويعلن ملك البلاد النبأ السار على الشعب حيث تعم الفرحة والبهجة، وتُنقل كوماري إلى منزلها الجديد لاستقبال المتعبدين، وتصبح الطفلة ملكاً للشعب النيبالي يتطلعون إلى رؤيتها ومباركتها، وعمد الملك السابق برندرا على القيام باستعراض شعبي ويقوم هو شخصياً بزيارتها في منزلها ليركع أمامها ويحظى بمباركتها أيضاً، واستمر الملك الحالي على النهج ذاته حيث يتجمع الأهالي والسياح لمشاهدة هذا الاستعراض الديني التقليدي خاصة في الأعياد والمهرجانات الهندوسية، حيث يسمح لكوماري بالخروج من منزلها محمولة في عربة خاصة تجر شوارع العاصمة الضيقة لتعود إلى منزلها، وتطل من الشرفة النافذة الوحيدة لها على العالم حيث تبقى حبيسة المنزل طيلة أيام السنة لا ترى نور الشمس ولا يحق لها الاختلاط مع من تشاء.وائل عواد: فاصل قصير ثم نعود إليكم لمتابعة هذه الحلقة ابقوا مع العربية.[فاصل إعلاني]

كوماري حرمت من طفولتها ورعاية ذويها وتحظى بعبادة شعب كامل




كوماري طفلة كوفئت بعبادة شعب كامل، لكنها حُرمت من طفولتها ورعاية ذويها، يشرف على تربيتها أناس غرباء يقومون بتدريبها على أسلوب حياة جديدة، وطقوس دينية تقليدية يومية، والمرحلة الأصعب هي عملية وضع المكياج وتلبيسها هذه المجوهرات الثقيلة التي تزن أكثر من ثماني كيلو غرامات، وعليها أن تلبسها طيلة ساعات النهار لاستقبال الزوار بزيها الحريري الأحمر، وبعينين سوداوين مكحلتين بكثافة، وعلى جبينها عين ثالثة مرسومة، وكل قطعة من هذه المجوهرات لها دلالاتها الدينية كي ترتقي كوماري إلى مكانة الآلهة، وأهم هذه القطع الناك سترا وفور أن ترتديها حسب الرواية فإن روح الإلهة تدخل جسدها وتصبح هادئة ولا تتحدث على الإطلاق.شابماليا أماتيا (مؤرخ): هذه المجوهرات صنعت خصيصاً للكوماري ولا يجوز للعامة أن يتزينون بها، ولكل قطعة من هذه المجوهرات لها قوة خاصة.وائل عواد: وعليك أن تقرأ تعابير وجهها وحركاتها وإيماءاتها فقط، حياة كوماري مقدسة ومؤقتة حتى بلوغها سن الرشد، أو في حال تعرضها لخدش أو نزيف فإنها تفقد ألوهيتها وتعود مواطنة عادية، ومن ثم تمارس الطقوس الهندوسية الجديدة من جديد لاختيار البديلة التي ستستقر فيها روح الإلهة تاليجو، لكن هذا السقوط الفجائي من القمة إلى الهاوية ليس وقعه بالأمر السهل على الطفلة، والبعض منهن يرفضن حتى فكرة التخلي عن كوماري خاصة بعض قبائل الباتان، فهذه كوماري قاربت على الخمسين عاماً، قاربت على الخمسين عاماً وما زالت متربعة على هذه الكرسي، وخلال مراقبة دقيقة لمظهرها الخارجي بإمكانك أن تلاحظ أن هيكلها العظمي ومظهرها تأقلم مع هذه الكرسي التي تجلس بداخلها لأكثر من سبعة وأربعين عاماً، فقد اختيرت كوماري عندما كان عمرها سنتين فقط، وما زال أبناء القبيلة يترددون على منزلها لعبادتها وطاعتها علماً أن هناك طفلة كوماري للقبيلة تم اختيارها حسب الطقوس الهندوسية التقليدية.شابماليا أماتيا (مؤرخ): طالما أن أهالي قبيلة باتان يؤمنون بأنها ما زالت كوماري فليفعلوها ذلك، ولكن إذا سألتني عن وجهة نظري فأعتقد أنه يجب أن يتوقفوا عن عبادة كوماري المسنة لأنها تجاوزت السن المطلوب للإلهة كوماري.وائل عواد: بعض القبائل تحتفظ بالإلهة كوماري في منزل ذويها حيث يسمح لها بالاختلاط مع أهلها واستقبال المتعبدين في غرفة خاصة، كثيرون منهم طالبين حلاً لمشاكلهم اليومية وتحسين مستوى حياتهم المعيشية في بلد فقيرة يبلغ تعداد سكانها 23 مليون نسمة، وهناك اعتقادات قديمة أن مصير البلاد مرتبط بتصرفاتها وحركات وجهها ويديها، وهذه الحركات كافية لتغيير مسار الحياة في المملكة، فإذا غضبت كوماري لم تمطر السماء، وقطرة دمع من عينيها تسمى فيضانات، وإن اهتزت فقط أغضبت الملك، وإن لم تتحرك ساكناً فلا داعي للقلق.- هناك هندوسية في النيبال والهند ولكن الكوماري فقط في النيبال، وهناك اثنتان واحدة ملكية والأخرى هذه لأهل الباتان، ونحن نؤمن بهذه الكوماري ونؤدي لها الصلوات والطقوس في جميع المناسبات.وائل عواد: وتقول إحدى الروايات أن أحد الملوك مات عندما نامت الإلهة كوماري وهي تجالسه، ولذلك فإن عملية اختيار الإلهة كوماري معقدة ودقيقة، وفشلت جميع محاولاتي في إقناع كوماري بالحديث معي، لكنها اكتفت بالإيماء والابتسامة البريئة وإلا لكنت قد مرضت في كاتماندو، وعندما طلبت من والدتها أن تجولها في المنزل أو تأخذنا إلى غرفة العبادة أو تسمح لها باللعب مع أخويها رفضت ولم تتجرأ على الطلب، وقالت كيف أتجرأ أن أطلب من الآلهة أن تقوم بأي عمل، وغادرنا المنزل بعد أن دفعنا مبلغاً من المال للسماح لنا بهذه الزيارة وكي نحظى بالمباركة أيضاً، وعدنا أدراجنا نتجول في شوارع العاصمة كاتماندو التي تذب فيها الحياة، هذه المدينة المليئة بالكنوز التاريخية التي لا تقدر بثمن، وصنفتها الأمم المتحدة من ضمن المواقع الأثرية الواجب الحفاظ عليها والعناية بها. الشعب النيبالي بطبيعته مسالم ومتدين ويؤدي طقوسه الدينية كل حسب عاداته وتقاليده، والبوذيين هنا أيضاً ناشطون، والكوماري هي أيضاً من قبيلة بوذية ولذلك يتعبدها الهندوس والبوذيون على حد سواء، وخصصت الحكومة النيبالية في الآونة الأخيرة مبلغاً من المال للطفلة كوماري لما تواجهه من صعوبات بعد عودتها لممارسة حياتها الطبيعية.راميس براساد باندي (الراهب الملكي الكبير): لقد بدأنا بدفع راتبنا شهرياً للكوماري وهو عبارة عن مبلغ حوالي 80 دولار شهرياً و30 دولار للدراسة، ولا يبقى لكوماري سوى الذكريات من الصور للاحتفاظ بها بعد عودتها لحياتها الطبيعية، وتأهيلها من جديد للعيش مع ذويها الذين حرمت منهم سنين طفولتها مثل أميتا التي بقيت على عرش كوماري تسع سنوات متواصلة، وكانت مرتبكة وخجولة أثناء حديثها معنا، لكنها سرعان ما فتحت لنا قلبها.أميتا (كوماري سابقة): كنت أبدأ اليوم من الثامنة صباحاً بعد أن يتم وضع اللباس، ومن ثم يأتي المتعبدين من الساعة التاسعة حتى غياب الشمس، وبعدها أعود إلى غرفتي وأقضي معظم وقتي.وائل عواد: واستطاع والديها إقناع الملك بالموافقة على تدريسها أثناء قداستها، لأن الملك كان يرفض في السابق بحجة أن الآلهة لا تحتاج إلى التعليم.أميت (والد كوماري السابقة): إنها ابنتي ولسنوات أطفالي لا يدركون أين ذهبت ولكن فيما بعد علموا، وسألني ابني متى ستعود أختي إلى بيتنا؟ قلت له بعد 8 سنوات.وائل عواد: وتبقى جاهلة طيلة حياتها وتتذكر تلك الأيام المريرة، الآن أميتا طليقة وحرة بتصرفاتها، تصاحب من تشاء وتلعب مع من تشاء، تعيش أميتا طفولة متأخرة بالتأكيد برعاية والديها وأخويها.أميت (والد كوماري السابقة): لقد كنت أفتقدها كثيراً وفي معظم الأحيان في البيت في السوق في السيارة، كيف لي أن أنسى ابنتي؟ إنها ابنتي لقد بقيت كوماري لتسع سنوات لقد كانت مدة طويلة.وائل عواد: أميتا الآن تتجرأ على الخروج من منزلها، وتعودت على تسريح شعرها بنفسها، وبعد ذلك أيضاً التحقت في الجامعة وأصبحت الآن تقوم بشراء حاجياتها بكل ثقة، ويكّن لها سكان الحي الاحترام لأنهم يعرفون أنها كانت كوماري، وذهبوا مرات عديدة إلى المعبد للحصول على مباركتها.أميتا (كوماري سابقة): أريد أن أنهي دراسة أريد أن أعمل وأحسن من حياتنا المعيشية وأعتقد بأنني قادرة على ذلك.وائل عواد: وحسب العادات القديمة هنا فإنه لا يجوز التزوج من كوماري لأن ذلك يؤدي إلى الموت، لذلك تبقى كوماري عانس، بيد أن هذا الاعتقاد تغير وأميتا تطمح بتكميل تعليمها الجامعي وتحسين ظروف حياتها. راشميلا كانت أيضاً كوماري ملكية والآن تعارك الحياة للتأقلم والدراسة والقيام بالواجبات المنزلية في غرفة هادئة، ربما هذا السكوت يذكرها بتلك الساعات الطوال التي قضتها لوحدها بين أربعة جدران، ويصعب علينا قراءة بنات أفكارها وكيف تتطلع إلى مستقبلها.راشميلا (كوماري سابقة): لقد شعرت بخيبة أمل عندما انتهيت من دور الإلهة كوماري، ولم أكن أعرف كيف أمشي أو أخرج على الشارع أو التحدث إلى الناس، حيث لم يكن يسمح لي بذلك لقد واجهت الكثير من الصعوبات حتى استطعت الوقوف على قدمي وممارسة حياتي الطبيعية.شابماليا أماتيا (مؤرخ): بالتأكيد العدد يتقلص من الأهالي الذين يرغبون بتقديم طفلتهم لتصبح كوماري، وكما قلت لك فقد أصبحت هناك فرص كثير للعمل والدراسة وغيرها، وبالتالي فإن هذا العدد من الأهالي المتحمسين سينخفض بالتأكيد.وائل عواد: تساؤلات عدة تطرحها حياة العبودية هذه وحرمان الطفلة من اختيار حقها الطبيعي في النمو والرعاية والأمومة، فهي لا تذهب إلى المدرسة ولا تلعب مع زميلاتها، وهذه اللقطات نادرة لكوماري وهي تلعب لوحدها إذ لا يسمح لأحد بتصويرها، وتبقى كوماري جليسة البيت وحيدة، بينما يذهب إخوتها إلى المدرسة واللعب مع من يشاءون ومصاحبة ومشاجرة من يشاءون، وهي يجب ألا تتعرض لخدش أو ندب أو ترى النور إلا في المناسبات الدينية، ستبقى كوماري رهينة المنزل تنمو مع رهبة السكون كوجه ميت شاحب وعينين غارقتين في ظلمة النزع الموحش وأشباح الظلام تطوف المنزل، فهذه البراعم تذبل في الظلام، وتفقدها ابتسامة الطفولة البريئة المسلوبة منها. هذه الظروف دفعت بمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان للتدخل ومنع هذه العادة والطقوس باعتبارها انتهاكاً لحقوق الإنسان خاصة حقوق المرأة والطفلة بشكل خاص، كم طفلة ستواجه نفس المصير لا أحد يعلم، ربما مع زوال الفقر والجهل من النيبال، ولحينه ستبقى كوماري إلهة هندوسية حية لهذه الجبال المقدسة والوادي الخصيب لمملكة النيبال، وكما يقال هنا هذه الاعتقادات ستضيع البلاد.



2010/10/15

قصة الطيران في مصر فصول مجهولة من ملحمة مصر للطيران

صورة للطيار ثابت بك لدى نزوله فى ميدان الطيران الايطالى عام 1934

وراء مصر للطيران ملحمة طويلة ومسيرة حافلة، تعددت بداياتها وفصولها، الأمر الذي يعني أن المصريين يلحون علي الفكرة أكثر من محاولة إلي أن يتحول الحلم إلي حقيقة، وقد استعرضنا خمس بدايات لبداية ملحمة الطيران المدني المصري وهنا نرصد بدايات أخري وصولاً لعام ١٩٥٥.
(٦)أما البداية السادسة فتمثلت فيما نشرته الأهرام يوم الاثنين ١٢ يناير عام ١٩٣١ في وزارة «إسماعيل صدقي» وجاء الخبر تحت عنوان «في مطار ألماظة ـ وزير المواصلات وطلعت حرب بك يطيران في طيارة صغيرة».
وقد تضمن الخبر إشارة إلي أنه جرت في اليوم السابق حفلة أقيمت للطيران تمهيداً لمشروع إنشاء شركة له في مصر تحت إشراف ذلك المعهد الوطني الكبير وهو بنك مصر، وبهمة الرجل الكفء القدير طلعت حرب بك. وقدمت الصحيفة وصفاً تفصيلياً للحفل الذي كان حاضراً فيه «وزير المواصلات» ووكيل وزارة الخارجية، ومدير المشروعات ببنك مصر، والملحق التجاري بدار المندوب السامي بالقاهرة، ومدير قسم الطيران بوزارة المواصلات، و«الأمين الأول للملك» و«طلعت حرب» كل هؤلاء جاءوا ليشاهدوا مدير مطار هيستون بإنجلترا وهو يحلق بطائرته التي كانت من طراز «بوس موث» ذات الثلاثة مقاعد التي وصفتها الصحيفة بقولها «أحدها للطيار ومقعدان لراكبين ومقفلة اتقاء للبرد والهواء»، وبعد أن عرض الرجل طائرته وقام بجولة وعدة حركات دلت علي مهارته ركب صاحب العزة طلعت حرب بك لأول مرة طيارة، وحلق فوق مدينة هليوبوليس نحو عشر دقائق ولما نزل كان معجباً بالتجربة وذكر أنه لم يشعر بأي تعب، بل كأنه راكب سيارة مع عدم التقيد بحركة المرور وما فيها من مضايقة.
ويبدأ طلعت حرب ورجاله في بنك مصر في دراسة مشروع إنشاء شركة للطيران التجاري، وتقدموا به إلي وزارة المواصلات التي نشرت تفصيلاته في تقريرها السنوي الصادر في منتصف مارس من ذات السنة، وكان التقرير قد تضمن إشارة أيضاً للجهود المبذولة خلال السنوات الأربع السابقة لتحويل الحلم إلي حقيقة إذ تم في أعوام ١٩٢٧ و١٩٢٨ و١٩٢٩، إرسال ثلاث بعثات إلي إنجلترا للتخصص في الطيران التجاري، وأنه ـ علي حد وصف الصحيفة ـ «قدأنشئ أول خط جوي لنقل البريد والبضائع بين القاهرة والبصرة في يناير ١٩٢٧م، تم مده إلي كراتشي في الهند و«باكستان» في أبريل سنة ١٩٢٩م، ومن المتوقع أن يمتد في المستقبل القريب إلي ما وراء الهند الهولندية، أي «إندونيسيا» ومنها إلي أستراليا». وكان العام ذاته قد شهد إنشاء خط جوي آخر بين الإسكندرية وأوروبا «بطائرات مائية فوق البحر المتوسط» وفي العام التالي رخصت وزارة المواصلات إنشاء خط جوي ثالث بين القطر المصري وجنوب أفريقيا، افتتح قسمه الشمالي بين القاهرة وموانزا، وبذلك أصبحت مصر حلقة اتصال جوي بين أوروبا والهند وأفريقية».
وكان تقرير وزارة المواصلات قد تناول البرنامج الذي أعدته الحكومة لترويج الطيران المدني في القطر المصري بإنشاء ميناءين جويين تجاريين في كل من القاهرة «ألماظة» والثاني في الإسكندرية، كما ذكر أن الحكومة أنشأت الطرق اللازمة للميناء وقامت بتمهيدها لنزول الطائرات علي وجه يبعث علي الطمأنينة وأدخلت النور والكهرباء وأقامت سوراً حديديا جديداً حول الميناء، وأنشأت حظيرة للطيارات الخفيفة مع ملحقاتها، وكان قسم الطيران بوزارة المواصلات قد وضع التصميمات اللازمة لجعل الميناء صالحاً للطيران التجاري وقد افتتح فعلاً أول فبراير سنة ١٩٣١م.
التقرير ذاته تضمن مجموعة من المقترحات كان منها الاشتراك مع شركة الطيران البريطانية «Air Work» في تأليف شركة مصرية لمزاولة أعمال الطيران برأسمال قدره ١٢ ألف جنيه علي أن يكون للمصريين ٦٠% منه، وأن تقوم شركة مصر للطيران بكل أنواع الطيران المدني وتنشئ في أول الأمر مدارس لتعليم الطيران وإدارته وممارسة النقل الجوي، قدم البنك بعد ذلك باسم الشركة المزمعة مجموعة من المطالب، كان منها «أن تستخدم الشركة المكاتب الجوية في القطر المصري، نظير دفع رسوم مخفضة مع تخويلها حق الانتفاع بالمنشآت الخاصة بالمواصلات اللاسلكية والأرصاد الجوية، وأن تنشئ مدارس لتعليم الطيران المدني في مطارات الحكومة» وبعد أقل من شهرين وعرض الأمر برمته علي الملك، جاءت الأخبار أن الحكومة قد رحبت بالمشروع وأعربت عن نيتها أنها ستمنح الشركة أقصي ما تستطيعه من التسهيلات والمساعدة، وذلك رغبة في تشجيع الطيران المدني في القطر المصري، إلي أن وصل إلي مصر نائب عن جماعة من الفنيين الأجانب للتفاوض مع بنك مصر بهذا الشأن.
وفي صحيفة «الأهرام» يوم ٢٦ مايو سنة ١٩٣١، وتحت عنوان «شركة بنك مصر للطيران» جاء ما نصه أن رأس مال الشركة المزمعة ١٢ ألف جنيه، وأنه سيكون لديها في بداية الأمر خمس طائرات فقط، وبعد أقل من أسبوع نشرت الصحيفة ذاتها خبراً تحت عنوان «شركة مصر للطيران» بشرت فيه المصريين بأنها ستبدأ العمل في موسم الشتاء التالي، وأن همها الأول منصرف إلي إنشاء الشركة، وتأكيد وجودها دولياً.
مرحلة البناء من عام ١٩٣٢ إلي ١٩٥٢يمكن اعتبار الفترة من عام ١٩٣٢ إلي ١٩٥٢ هي مرحلة البناء الأولي والتأسيسية لشركة مصر للطيران ولما خرجت شركة مصر للطيران إلي حيز الوجود كانت أول شركة في المشرق العربي كله لتعليم الطيران وتسيير خطوط منتظمة، وقد بدأت عملها مقتصرة علي النزهات الجوية وتعليم الطيران مع تكثيف الدعاية. يذكر الدكتور «عبد اللطيف الصباغ» في كتابه الطيران المدني في مصر، أن الشركة عانت في هذه الفترة من عدم إقبال المسافرين، إذ لم يكن الطيران أمرًا مألوفًا بعد،
وعندما دخلت الشركة الميدان العملي- قبل تسيير الخطوط- وجدت أن رأس المال غير كافٍ فرفع مجلس الإدارة إلي الجمعية العمومية المنعقدة في ٢١ مارس ١٩٣٣ اقتراحًا بتفويضه في زيادة رأس المال إلي خمسة وسبعين ألف جنيه فوافقت الجمعية بل استجابت لاقتراح جبرائيل تقلا بجعل رأس المال ثمانين ألف جنيه وما لبث أن زاد اسطول الشركة في يوليو ١٩٣٣ إلي عشر طائرات وفي ١٣ أغسطس ١٩٣٣ افتتحت الشركة أول خطوطها بين القاهرة والإسكندرية بطائرة «فوكس موت» ذات محرك واحد وأربعة مقاعد في رحلتين يوميا وفي عام ١٩٣٥ أضافت الشركة لأسطولها سبع طائرات جديدة كان بينها طائرتان من طراز هافيلاند ذات أربعة محركات وأربعة عشر مقعدًا وبدأت الشركة في تسيير خطوط خارجية إلي فلسطين «١٥ فبراير ١٩٣٤» امتدت إلي قبرص وبغداد بين عامي ١٩٣٥ و١٩٣٦.
ويذكر أنه في عام ١٩٣٣ بعد عودة صدقي كان في مصر ثمانية طيارين كان علي رأسهم محمد صدقي وخليل الكاشف.وفي أبريل ١٩٣٥ كانت مصر قد حققت مركزًا دوليا ممتازًا بانتخابها عضوًا في الاتحاد الدولي للنقل الجوي، وكان كمال علوي قد سافر إلي بروكسل في ٢٢ أغسطس ١٩٣٥ لحضور اجتماع الاتحاد.
ومع قيام الحرب العالمية الثانية أعلنت الحكومة المصرية الأحكام العرفية مما استتبع ضرورة إعادة النظر في وضع الشركة، وكان قانون الأحكام العرفية لعام ١٩٣٣ يقضي باستيلاء الحكومة علي ممتلكات الشركة، وبعد دراسة الموضوع قرر وزير الدفاع الوطني الاستيلاء علي الشركة اعتبارًا من سبتمبر عام ١٩٣٩. وفي ٢٦ يوليو ١٩٥١ تم تعديل الاسم الاجنبي للشركة من Misr Air Work إلي Misr Air «مصر للطيران».
وشهد عام ٤٨ مولد ثاني شركات الطيران في مصر واسمها شركة الخطوط المصرية للطيران الدولي «سعيدة» التي تأسست بجهود النبيل سليمان داوود وساهم فيها الملك فاروق بمشاركة شركة فيات الايطالية وقد بدأت برأسمال قدره ربع مليون جنيه كان للجانب المصري فيها من رأس المال ٥٥% وبدأت بأسطول قوامه إحدي عشرة طائرة لكن سرعان ما تعرضت لأزمات مالية وتم تصفيتها في نوفمبر ١٩٥٢ لأسباب سياسية ومالية.
وكان عام ١٩٥٠قد شهد مولد الشركة المصرية الثالثة، وكان اسمها الشركة المصرية الهندسية للطيران علي يد مجموعة من رجال الأعمال ومحبي الطيران من بينهم رجال من مؤسسي مصر للطيران من أمثال محمد طاهر وكمال علوي لكن تم تصفيتها هي الأخري عام ١٩٥٣ لعجزها عن منافسة الشركة الأم.
حاذق.. من رواد الطيرانمن أوائل الطيارين في مسيرة الطيران المدني في مصر أيضاً كان الطيار محمد حاذق والذي نشرت له مجلة «اللطائف» صورة تذكارية وهو يرتدي «البدلة الرسمية والطربوش» وهو مستنداً إلي طائرته.. كان ذلك في عدد «اللطائف» المصورة في أول يناير ١٩٣١م، وقد أشار التعليق أسفل الصورة إلي أن ثمن تلك الطائرة كان ٥٥٠ جنيهاً، وكانت هناك أول سيدة «طيارة» في نفس العدد من «اللطائف» وهي «لطفية النادي» التي شاركت بطائرتها في سباق طائرات بين طيارين أجانب ومصريين، وفي اللطائف، نجد «للطفية» صورة جماعية تتصدرها وهي واقفة إلي جوار وزير الطيران البريطاني اللورد «لند ندري» وحرمه، وجمهور من علية القوم في مطار ألماظة يحيطون بالآنسة لطفية النادي الطائرة الجرئية عقب نزولها من طيارتها بعد عودتها من سباق السرعة،
ونجد لمحمد حاذق صوراً أخري داخل العدد ذاته من اللطائف إحداها له وهو واقف بزي الطيران أمام طائرته وتحت الصورة تعليق يقول: «الطيار الجريء الباسل محمد أفندي حاذق وهو شاب جميل الطلعة وسيم الوجه رشيق القامة عمره ١٩ عاماً وقد هوي الطيران منذ صغره وأبدي رغبته في السفر إلي الخارج ليتعلم هناك فحال والداه دون ذلك لأنه وحيد عائلته ومازال مصراً علي الطيران حتي تعلم في مطار ألماظة». وهناك أيضاً معلومات فنية عن طائرة محمد حاذق، فهي من طراز «كامبر سويفت» وقوة محركها ٨٥ حصاناً وسرعتها ١٦٠ كيلو متراً في الساعة.
ما بعد الثورة طيرانبعد قيام ثورة يوليو دخل الطيران المدني المصري منعطفاً جديداً وخطيراً، وقد بلغت الأزمة ذروتها في النصف الثاني من عام ١٩٥٢، فعماد الطيران المدني الأمن والسلامة، ولا يعمل في الأجواء السياسية المضطربة، فبدأت الاضرابات في ٢٦ يناير ١٩٥٢ بحريق القاهرة وما استتبعه من الإجراءات الأمنية المشددة، ومع قيام الثورة عمدت حكومة الثورة إلي اتخاذ إجراءات لتقييد السفر للخارج، ووضع المزيد من الضوابط والمحاذير أيضاً،
وبلغت خسائر الشركة نحو ١٣٥ ألف جنيه، فضلاً عما سببته إسرائيل من مضايقات للطيران المصري، الذي يمر بالمجال الجوي القريب من أجوائها، ومن بين هذه المضايقات ماحدث في ٩ أغسطس ١٩٥٤، إذ اعترضت ٦ طائرات حربية إسرائيلية طائرة تابعة لمصر للطيران، وهي في طريقها لبيروت صباحاً، واحتجت مصر رسمياً علي هذا السلوك الإسرائيلي، لكن هذه الأزمات استتبعتها زيادة في رأسمال الشركة لتدارك الخسائر فنجحت الشركة في استعادة توازنها، ومع استقرار الأوضاع حققت أرباحاً تقترب من سبعة وأربعين ألف جنيه. وفي عام ١٩٥٤ وعلي إثر انعقاد الجمعية العامة تقرر زيادة رأس المال بمبلغ سبعمائة ألف جنيه، ومن بعده شراء ثلاث طائرات «فايكونت» ذات الأربعة محركات، والتي تحمل ٤٤ راكباً، وتسلمتها الشركة في النصف الثاني من عام ١٩٥٥، وبعد عدوان ١٩٥٦ الذي استهدف المطارات المصرية، نقلت مصر للطيران في يوليو ١٩٥٦ حركة الخطوط من ألماظة إلي مطار القاهرة الحالي.
نساء رائدات في مجال الطيرانفي أوج ظاهرة تحرر المرأة وخروجها للعمل ومشاركتها في سائر الميادين الوطنية، ومن هذه الميادين كان مجال الطيران، وقد دشن لهذه الظاهرة فتيات مصريات كن رائدات في هذا المجال، ومن هؤلاء الفتيات (عصمت فؤاد) ابنة مدير مصلحة الكباري، والتي كان عمرها آنذاك أربعة عشر عاماً وكانت تدرس في مدرسة الراهبات بشبرا فما إن أعلنت مدرسة الطيران عن فتح أبوابها حتي لجأت عصمت إلي عمها الذي توسط لها عند طلعت حرب، والتحقت بالمدرسة وأثبتت حماسة وتفوقاً، حتي أمكنها التحليق منفردة حتي هنأها طلعت حرب بذلك، ثم ما لبثت أن لحقت بها الشقيقتان قدرية ثم عائشة إسماعيل شقيقة الطيار حجاج، لكن أياً منهن لم تحصل علي شهادة طيران لصغر سنهن، إذ يشترط في الحاصل عليها أن يكون عمره سبعة عشر عاماً، فانصرفن عن الطيران قبل بلوغهن هذه السن.
ولذلك فإن الدكتور عبداللطيف الصباغ في كتابه «الطيران المدني في مصر» يعتبر أن البداية الحقيقية للفتاة المصرية في مجال الطيران كانت مع «لطفية النادي» التي كانت تعمل سكرتيرة بشركة مصر للطيران وما لبث أن تعلقت بفن الطيران فالتحقت بمدرسة الشركة في ١٨ يوليو عام ١٩٣٣ وتمكنت من الطيران بمفردها بعد ثلاث عشرة ساعة من الطيران المزدوج مع مستر كارول كبير معلمي الطيران بالمدرسة فتعلمت في ٦٧ يوماً وقد تلقت الصحافة الدعوة لحضور الاختبار العملي لأول طيارة «كابتن» مصرية في أكتوبر ١٩٣٣ وكانت «لطفية» قد شاركت في الجزء الثاني من سباق الطيران الدولي الذي عقد في ديسمبر عام ١٩٣٣ وهو سباق سرعة بين القاهرة والإسكندرية وفازت لطفية بالمركز الأول.
لكن اللجنة حجبت عنها الجائزة لوقوعها في خطأ فني في الإسكندرية عندما نسيت الدوران حول النقطة المحددة وأوصت اللجنة بمنحها جائزة شرفية، وأرسلت لها هدي شعراوي برقية تهنئة تقول فيها: «شرفت وطنك، ورفعت رأسنا، وتوجت نهضتنا بتاج الفخر بارك الله فيك».
بل تولت هدي شعراوي مشروع اكتتاب من أجل شراء طائرة خاصة للطفية لتكون سفيرة لبنات مصر في البلاد التي تمر بأجوائها أو تنزل بها، وظلت لطفية تمارس الطيران فترة ثم عملت سكرتيرة لدي النبيل عباس حليم، وكانت قد فتحت الباب لبنات جنسها لخوض التجربة فلحقت بها زهرة رجب ونفيسة الغمراوي ولندا مسعود وبلانش فتوش وعزيزة محرم وعايدة تكلا وليلي مسعود وعائشة عبدالمقصود وقدرية طليمات.
ويذكر أن نفيسة الغمراوي كانت مفتشة تربية رياضية بوزارة المعارف، وكانت هواية الطيران قد جمعت بينها وبين تلميذة بالصف الثالث الثانوي هي «لندا مسعود».
ولم يقتصر زحف الجنس الناعم علي الطيران فقط بل امتد لتدريسه، ومن أوائل المعلمات كانت لندا مسعود وعزيزة محرم التي كانت تتقن خمس لغات، وتزوجت من معلمها علي ذهني واستمرت في التدريس بينما توقفت لندا مسعود بعد زواجها، ثم أحجمت فتيات مصر عن الطيران بصفة نهائية فلم تدخل مجال الطيران فتاة مصرية منذ عام ١٩٤٥

2010/10/14

مصر والعرب وإيران!..سلامة أحمد سلامة


أثارت اتفاقية الطيران والنقل الجوى التى عقدتها مصر مع إيران اعتراضات الحكومة الأمريكية، بحجة أن العقوبات التى فرضها مجلس الأمن على إيران تفرض احترام الالتزامات الدولية. وعلى الرغم من أن عقوبات مجلس الأمن لا تحظر غير النقل الجوى للمواد النووية أو ما من شأنه دعم النشاط النووى الإيرانى، إلا أن الرقابة الأمريكية الإسرائيلية على كل ما يتصل بالعلاقات الإيرانية الخارجية باتت تشمل مصر والعالم العربى. حتى وإن كانت خارج نطاق القرارات التى أصدرها مجلس الأمن، بدعوى منع حصول إيران على السلاح النووى!والواقع ان موقف مصر كان ومازال خاضعا إلى حد كبير لرغبات واشنطن وتوجيهاتها فيما يتعلق بإيران وبسياسة منع الانتشار النووى فى المنطقة ــ ليس بهدف الحد ــ من أخطار التسلح النووى ولكن حفاظا على تفوق إسرائيل النووى وانفرادها بقدرات التسلح النووى. وتستخدم واشنطن كل امكانياتها ككلب حراسة للدفاع عن مصالح إسرائيل بنفس القدر الذى تستخدم به أمريكا إسرائيل كشرطى لفرض سياساتها فى الشرق الأوسط.ولا تنفرد مصر فى سياستها تجاه إيران بممالأة الرغبات الأمريكية، ولكن واشنطن استطاعت أن تجعل من دول الخليج أداة لحصار إيران ومستودعا للأسلحة والذخيرة والقواعد الأمريكية التى تقف على أهبة الاستعداد لضرب إيران. وتعمل واشنطن كل ما فى وسعها لإثارة مخاوف دول الخليج من اختراق إيران لأمنها والتأكيد على أن الخطر النووى الحقيقى يأتى من الجار القريب إيران وليس من إسرائيل.ومن هنا جاء قرار مصر بعقد اتفاقية للنقل الجوى مع إيران تسمح بتبادل خطوط جوية بين البلدين، بمثابة تحد أو إعلان للعصيان فى وجه الهيمنة الأمريكية المتزايدة.. التى أضحت غطاء لهيمنة إسرائيلية متصاعدة. انعكست بقوة فى الجهود المستميتة التى بذلتها أمريكا بمساعدة دول الاتحاد الأوروبى لمنع صدور قرار من الوكالة الدولية للطاقة الذرية باخضاع المنشآت الإسرائيلية النووية للتفتيش. وأجهضت بذلك محاولات عربية لاخلاء المنطقة كلها من السلاح النووى. ثم انكشف الموقف الأمريكى الذى أرغم الفلسطينيين والعرب على الدخول فى مفاوضات مباشرة، عند تقاعس وتراجع أمريكى شديدين فى الضغط على إسرائيل لتجميد المستوطنات، وانقلبت الآية ليصبح العرب هم الذين يعطون أمريكا مهلة شهر لاستئناف المفاوضات كما قرر القادة العرب فى مؤتمرهم الفاشل فى سرت.لست من الذين يؤيدون الجهود الأمريكية الإسرائيلية لمنع حصول إيران على القدرات النووية أو تطوير مفاعلاتها وأجهزة الطرد المركزى فيها، بما يمكنها من تقوية دفاعاتها فى وجه التهديدات الإسرائيلية. فالسوابق الإسرائيلية فى العدوان على الطرق وعلى سوريا لضرب أية منشآت نووية تمت فى ظل صمت أمريكى متواطئ. وفى اعتقادى أن العرب بانضمامهم إلى الصف الأمريكى الإسرائيلى ضد إيران، انما يفقدون ورقة مهمة من أوراق الضغط التى تحميهم من الابتزاز والتهديد الإسرائيلى. وإذا كان البعض يرى فى توغل النفوذ الإيرانى فى العراق ولبنان وغزة خطرا على الأمن العربى، فإن الجانب العربى لم يحاول فى أى وقت من الأوقات التوصل إلى اتفاق للأمن المشترك وحسن الجوار مع إيران.. بما يمنع تدخل القوى الأجنبية التى انتهزت فرصة الفراغ الأمنى فى الخليج لتملأه بالقواعد والاتفاقيات العسكرية.وبعد ان أعلنت إسرائيل نفسها دولة يهودية تتضاءل فيها فرص الوجود العربى، لم يكن غريبا أن تعلن القمة العربية التى انعقدت فى ليبيا عجزها عن الاتفاق على معاهدة للجوار التى اقترحها عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، لاقامة علاقات أمن وحسن جوار مع الدول المحيطة بالمنطقة. وطبعا كان مربط الفرس ومنبع الخلاف هو إيران.. التى رفضت بعض دول عربية اعتبارها من دول الجوار!ومن هنا تأتى أهمية الخطوة التى اتخذتها مصر باتفاقية النقل الجوى مع إيران، لتكسر حاجز الجمود العربى، ولتغلب منطق المصلحة على منطق التبعية الأمريكية.. ولكن هل تستمر؟!

2010/10/12

كيف تنجو بنفسك من آثار الانتخابات المزورة؟ كتب محمد الدسوقى رشدى

قبل أن تقرأ.. هذا المقال يشبه إلى حد كبير شريط من المسكنات أو المهدئات مضمونة المصدر والمفعول، يمكنك أن تحتفظ به وتعود إليه حينما يرتفع ضغط دمك أو تنهار أعصابك مع علو موجة التزوير والبلطجة فى الإنتخابات القادمة.. إذا هاجمك الإحباط مما سيحدث عد إلى هذه السطور لكى تعرف أن أعصابك أهم مليون مرة من مقاعد هذا البرلمان ومن الذين يجلسون أو سيجلسون عليها.. وصدقنى الاتنين ميفرقوش عن بعض كتير.. المقاعد والجالسين عليها؟!أجمل مافى الأمر الذى نتحدث عنه هنا.. هو وجود حقيقة ليست فى حاجة إلى مراجعة أو نقاش.. الناس فى مصر تعلم يقينا أن البرلمان الموقر بمبناه ورئيسه وأعضاؤه، المعارض منهم والمستقل والنائم فى حضن الحكومة أشبه "بخيال مأتة" بس على كبير شوية.هكذا وللمرة الأولى فى مصر يتفق الشعب مع الحكومة فى وصف البرلمان المصرى، ويبدو أن حالة من الرضا قد سيطرت على الطرفين بخصوص هذا الاتفاق، الذى أصبح المواطن يرى أعضاء مجلس الشعب من خلاله مجرد كارت واسطة لتعيين ابنه، أو الحصول على توصية حكومية من أى نوع حتى ولو كانت رقم لوحات مميزة للسيارة، بينما ترى الحكومة الأعضاء الموقرين عبر هذا الإفاق مجرد عرائس ديكور لإستكمال الشكل العام للدولة، التى كان من المفترض أن تكون ديمقراطية.الغريب فى الأمر أن الأعضاء أنفسهم لم يتوصلوا للحقيقة التى اجتمع عليها الشعب والحكومة، وخاصة السادة النواب الموقرين.. المستقل منهم والحزبى والإخوانى، بعضهم أوهم نفسه بوجود دور رقابى حقيقى وأعجبته صوره فى الصحف و على الفضائيات التى تبحث عن مايشغل هوائها حتى ولو كانت قصة قطة بخمسة أرجل.المهم ينطلق سيادة النائب ويصنع من الاستجوابات والأسئلة ما يستطيع، بغض النظر عن جدية الأمر وحقيقة المعلومة، متجاهلا حالة الاستهزاء والتراخى والتفاهية، التى تقابل بها الحكومة ومسؤليها حمرة وجه سيادة النائب وهو يصرخ: (ياريس أنا عندى الأوراق كاملة). فلا يجد سوى ابتسامة سرور الساخرة وكأنها تقول: (ياشيخ اتلهى واقعد مكانك).لعبة الاستجوابات أصبحت مجالا للمنافسة بين نواب المعارضة، لدرجة أن بعضهم اتهم الأخر بسرقة استجواباته وأسئلته، وفى وسط هذا الصراع غفل السادة النواب العظام عن دورهم الحقيقى، فمرت قوانين الطوارئ، والمعاشات، وتعديلات الدستور وغيرها من القوانين التى يكرهها الشعب، وكان كل رد السادة النواب أن اكتفى بعضهم باعتصام لعدة ساعات، أو رفع لوحة مكتوب عليها كلام مراهقين لمدة دقائق، ثم العودة لممارسة الحياة داخل المجلس بشكل طبيعى، ينحنى أمام الوزير ليحصل على توقيع، ويتودد لأحمد عز كى يتقى شره، ويقتطع أخبار من الصفحات الأولى للصحف ليصنع بها استجوابات تنقله لشاشة الفضائيات بغض النظر عن النتيجة، ويحصل لنفسه وأحيانا لأهل دائرته إن كان ينوى معاودة الترشيح للانتخابات القادمة على ما يشاء من التسهيلات حتى ولو كانت على حساب القانون والوطن، ثم فى آخر الشهر يحصل على مرتب يمكنه إعاشة 10 أسر كاملة رغم أنه يتفاخر بأن عضويته البرلمانية عمل تطوعى.فتش فى صفحات الحوادث ودفاتر تقييم الأهالى لنواب الدوائر الخاصة بهم، ستجد من قصص التربح الغير المشروع واستغلال نفوذ ووظيفة وإهدار مال عام، ما يمكنك أن تدين به نواب المعارضة قبل نواب الحكومة.. ولكن للأسف يمكنك أن تلتمس العذر لنواب الحكومة لأنهم أعلنوا موقفهم مبكرا بالإنضمام للطرف الفاسد، بينما الآخرون نصبوا أنفسهم أبطال، وقادة لنضال لم ير أحد له أى ثمرة حتى ولو كانت فى حجم الدبوس، أو تكاد تكون غير مرئية أصلا.. من أجل كل ماسبق يا عزيزى القارئ لا تنزعج إذا زوروا وبلطجوا وجاءوا برجالهم أسفل القبة لأن الأمر فى النهاية مجرد صفر كبير على الشمال

2010/10/09

باحثة مصرية تتوصل إلى إمكانية صناعة الحلويات باستخدام نشارة الخشب

توصلت الدكتورة دعاء عبد الرحمن، أستاذ مساعد بقسم كيمياء المنتجات الطبيعية، بالمركز القومي للبحوث، إلى إمكانية استخدام نشارة الخشب في صناعة الحلويات.
وأوضحت الباحثة أنها أجرت بحثًا حول أن استخدام نشارة الخشب فى صناعة الحلويات تُزيد حلاوة المذاق، وذلك من خلال تحضير محلول سكري عالي القيمة والجودة كناتج لإضافة مخلفات الخشب مع مخلفات مصانع السكر مثل "المولاس" الذى يحتوي على 50% سكروز، مؤكدة أنها حصلت من خلاله على براءة اختراع.
وتضيف عبد الرحمن أنه يكمن دور مخلفات الخشب في تحميل إنزيم عليها يسمي "الإنفريتيز"بطرق طبيعية محلية بسيطة، وهذا الإنزيم هو المسئول عن تحويل سكر السكروز إلى محلول سكري نقي من خليط الجلوكوز والفركتوز، وذلك المحلول هو عبارة عن الشراب السكري اللزج الذي يستخدم في صناعة الحلويات خاصة البنبون، الشيكولاته، الكريمة شربات، التحلية وغيرها، كما يمكن استخدام هذا المحلول السكري لتغذية النحل لإنتاج أجود أنواع العسل.
يعد إنزيم الإنفريتيز بديل آمن لصانعي الحلوى، - حسبما قالت الدكتور دعاء عبد الرحمن -، فالبعض منهم يلجأ إلى إستخدام مواد رخيصة الثمن تحتوي على مواد سامة، والبعض الآخر يلجأ إلى استخدام إنزيم الإنفريتيز الموجود بأسعار مرتفعة وهو ما ينعكس على أسعار الحلويات.
وأوضحت دعاء أنه بإضافة جرام واحد من نشارة الخشب على 20 مللي جرام من إنزيم "الإنفريتيز"سيوفر جالوناً من محلول مخلفات السكر، والذى يمكن استخدامه عشرات المرات فى صناعة الحلوى دون أى تكلفة إضافية

2010/10/07

مزاعم إسرائيلية.. رئيس الموساد السابق يزعم بأن أشرف مروان عمل لصالح إسرائيل ولم يكن عميلاً مزدوجًا.. وأكد على أنه أنقذ تل أبيب من كارثة خلال حرب أكتوب


زعم الجنرال، تسفى زامير، رئيس جهاز الموساد الأسبق، أن مستشار الرئيس المصرى السابق أنور السادات خلال حرب السادس من أكتوبر عام 1973، أشرف مروان، لم يكن عميلا مزدوجا لمصر وإسرائيل فى آن واحد كما روج سابقا، إنما كان يعمل لصالح إسرائيل فقط. وأضاف زامير، خلال حديثه لإذاعة الجيش الإسرائيلى ونقلتها صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليوم، الخميس، أن من يقرأ "الوثائق" السرية التى نشرت مؤخرا حول كواليس حرب عام 73 يتيقن أن من يروج بأن مروان كان عميلا مزدوجا يحاول أن يبحث لنفسه عن مخرج، علمًا بأن البعض كان يروج إلى أن مروان نقل رسالة إلى الجنرال زامير مفادها أن الحرب ستندلع الساعة السادسة، بشكل مخالف للوقت الحقيقى للحرب كإشارة إلى أنه كان يعمل عميل مزدوج.وقاطعته المذيعة بقولها: "إن من يروج بأن أشرف مروان كان عميلا مزدوجا هو، إيلى زاعيرا، رئيس المخابرات العسكرية فى ذلك الوقت"، فرد زمير عليها: "لا أريد التطرق إلى أسماء، ولو كان أشرف مروان عميلا مزدوجا لما طلب لقائى وحضر ليلتقى بى، فقد أتى للقائى بمبادرة منه بنفسه، ولو عميلا مزدوجا كان عليه حينها أن يقنعنى بأنه لن تندلع حرب، ولا يمكن لأحد أن يثير أى شكوك حول القيمة الإستخبارتية التى كان يجسدها أشرف مروان حينها".وأضافت الصحيفة أن جميع الشخصيات المشاركة فى "الوثائق" التى تم نشرها مؤخرا لم تعد موجودة، فمعظم وزراء الحكومة والقيادة العسكرية أثناء حرب 1973 والذين كان لهم أدوار رئيسة خلال الحرب جميعهم ماتوا ماعدا تسفى زامير.وقالت هاآرتس إن زامير فجر مفاجئة أخرى من العيار الثقيل، حيث قال: "كان لنا كجهاز موساد حينها مصادر معلومات أخرى التى لم يتم الكشف عنها حتى يومنا هذا"، مضيفا: "نحن كجهاز موساد منعنا من معلومات مسبقة لدينا سقوط الجيش فى كمين القناة، ونحن أبلغنا الجيش الانتظار وأبلغناه أن المصريين سينقلون مدرعاتهم ودبابتهم إلى شرق القناة وانتظر الجيش ذلك، وبعد يوم نقل المصرون مدرعاتهم إلى الشرق من القناة بالفعل"، على حد قوله. وزعم زامير قائلا: "إنه حتى اليوم وبعد مرور 40 تقريبا والحرب لا تتوقف على مروان"، مضيفا أن الجيل الذى شهد الحرب حمل على كتفيه أسرار كبيرة، مضيفا: "أننى أعتقد أننى أعرف لماذا حدث ما حدث، وأنا أكتب عن ذلك، وأنا مدين لأصدقائى، وعلينا جميعا أن نقول أن الحقيقة عارية تماما، فقد كان مروان عميلا إسرائيليا أصيلا، ونحن مدينون بذلك لأطفالنا وأحفادنا حتى يعرفوا الحقيقة

عملية اصطياد إبراهيم عيسى /وائل قنديل

لا مفاجأة على الإطلاق فيما جرى لجريدة الدستور والزميل القدير إبراهيم عيسى.. المقدمات كلها كانت تشى بأن ثمة شيئا ما تم التخطيط له بمهارة ودهاء سيغير معالم هذه الصحيفة المزعجة، ومن ثم كان من السهل توقع النتائج.
ومنذ أن تسربت أنباء عن صفقة يتم تجهيزها فى الخفاء لشراء الدكتور السيد البدوى شحاتة لجريدة الدستور، بدأت قطاعات عريضة من عشاق الصحيفة فى معارضة الصفقة والتحذير من أنها ستؤدى لا محالة إلى تحويلها إلى جريدة مستأنسة.ولعل ثورة «الفيس بوك» التى اندلعت ضد الصفقة كانت دليلا على إدراك المهتمين بالأمر بسيناريوهات المستقبل، صحيح أن العملية انتهت بأسرع مما تصور كثيرون، إلا أن النهاية جاءت منطقية بحسابات المقدمات والنتائج.
ذلك أن دخول السيد البدوى على خط شراء الدستور كان غريبا ومريبا ومثيرا لعلامات الاستفهام، فالرجل لديه صحيفة الوفد بعد فوزه السينمائى برئاسة الحزب فى انتخابات احتفى بها الجميع وصوروها على أنها قمة الممارسة السياسية الناضجة فى مصر، بمن فى ذلك إبراهيم عيسى شخصيا، كما أن لديه مجموعة قنوات فضائية ناجحة، أى أنه باختصار ليس «جوعان إعلام» فلماذا يصر على شراء جريدة، وهذه الجريدة بالذات، وإذا كان مولعا بالصحافة الورقية إلى هذا الحد لماذا لم يؤسس جريدة جديدة، وإذا كان مغرما بأداء إبراهيم عيسى المهنى إلى هذه الدرجة فلماذا لم يفاوضه على إنشاء مطبوعة جديدة يتولى رئاسة تحريرها ويباهى بها الأمم؟ظنى أنه فى اللحظة التى قرر فيها إبراهيم عيسى الموافقة على صفقة بيع الدستور والتعايش مع المالكين الجدد كان عليه أن يتوقع الخطر، لأن هؤلاء ما جاءوا عشقا فى الدستور وسياستها التحريرية الجامحة، ولا من أجل الاستثمار بمعناه الاقتصادى المباشر، بل إن وراء الأكمة ما وراءها من أهداف تم تحديدها فى مطابخ أخرى غير صحفية وغير إعلامية بالطبع.غير أن الإثارة لا تتوقف عند هذا الحد، فهناك أطراف تستغل مأتم الدستور للإعلان عن نفسها، فبعد الكلام عن أن قرار إقصاء إبراهيم عيسى جاء بسبب مقال الدكتور البرادعى، ها هو أيمن نور لا يفوت الفرصة ليطرح اسمه قائلا إن مقالاته وراء التخلص من رئيس التحرير.وفى رأيى المتواضع أن القصة ليست مقال البرادعى ولا مقالات أيمن نور، ولا الخلافات المالية والإدارية، القصة أكبر وأوضح من ذلك بكثير.. اقرأوا المقدمات لا تدهشكم النتائج

2010/10/03

قصة حقيقية A true story



نقلاً عن صحيفة التايمز اللندنية)
التخطيط الذكي للتقاعد
From The London Times: A Well-Planned Retirement
خارج حديقة حيوان بريستول يوجد ساحة لوقوف السيارات تتسعد لـ 150 سيارة و8 حافلات. وعلى مدى 25 عاماً كان يدير هذه المواقف رجل لطيف يقوم بتحصيل الرسوم (1,40 جنيه) عن السيارات و (7 جنيهات) عن الحافلة.
وفي أحد الأيام بعد 25 عاماً كاملة من العمل المتواصل بدون تسجيل حالة غياب واحدة لم يعد مراقب المواقف يحضر للعمل لذا اتصلت إدارة حديقة الحيوان بالبلدية تطلب إرسال موظف آخر لإدارة ساحة المواقف.
وبعد بحث ردت البلدية بأن ساحة المواقف هي من مسؤولية حديقة الحيوان، فعادت حديقة الحيوان تسأل ولكن الموظف الذي يدير المواقف هو من موظفي البلدية، ولكن البلدية ردت بأنه لايوجد في سجلاتها وظيفة مراقب مواقف لحديقة الحيوان.
وفي هذه الأثناء على ما يبدو فإن بطل القصة يجلس في فيللته على سواحل أسبانيا أو جنوب فرنسا أو أيطاليا، بعد أن ركب على مدى ربع قرن نظاماً خاصاً به لتحصيل الرسوم، وبدأ بالمداومة يومياً في ساحة المواقف لاستلام هذه الرسوم من زوار الحديقة، بما معدله 560 جنيهاً في اليوم لمدة 25 سنة.
وبحساب 7 أيام في الأسبوع يكون هذا الرجل اللطيف قد حصل على ما يتجاوز 7 ملايين جنيه استرليني .... والطريف أن لا أحد يعرف اسمه!
هذا هو التخطيط الذكي للتقاعد

مدونتي صديقتي

أنا انثي لاأنحني كــي ألتقط ماسقط من عيني أبــــدا