مقال يهمك

2011/01/25

مقال للصحفى السعودى ' الاستاذ جميل فارسى' عن مصر


يُخطئ من يقيّم الأفراد قياساً على تصرفهم في لحظه من الزمن أو فعل واحد من الأفعال
ويسري ذلك على الأمم, فيخطئ من يقيّم الدول على فتره من الزمان,
وهذا للأسف سوء حظ مصر مع مجموعة من الشباب العرب
الذين لم يعيشوا فترة ريادة مصر.
تلك الفترة كانت فيها مصر مثل الرجل الكبير تنفق بسخاء وبلا امتنان
وتقدم التضحيات المتوالية دون انتظار للشكر.
هل تعلم يا بني أن جامعه القاهرة وحدها
قد علمت حوالي المليون طالب عربي ومعظمهم بدون أي رسوم دراسية؟
بل وكانت تصرف لهم مكافآت التفوق مثلهم مثل الطلاب المصريين؟
هل تعلم أن مصر كانت تبعث مدرسيها لتدريس اللغةالعربية للدول العربية المستعمرة
حتى لا تضمحل لغة القرآن لديهم, وذلك كذلك علىحسابها؟
هل تعلم أن أول طريق مسفلت إلى مكة المكرمة كان هدية من مصر؟
حركات التحرر العربي كانت مصر هي صوتها وهي مستودعهاوخزنتها.
وكما قادت حركات التحرير فأنها قدمت حركات التنوير.
كم قدمت مصر للعالم العربي في كل مجال،
في الأدب والشعر والقصة وفي الصحافة والطباعة وفيالإعلام والمسرح
وفي كل فن من الفنون ناهيك عن الدراسات الحقوقيةونتاج فقهاء القانون الدستوري.
جئني بأمثال ما قدمت مصر؟
كما تألقت في الريادة القومية تألقت في الريادةالإسلامية.
فالدراسات الإسلامية ودراسات القرآن وعلم القراءات كان لها شرف الريادة.
وكان للأزهر دور عظيم في حماية الإسلام في حزام الصحراء الأفريقي.
وكان لها فضل تقديم الحركات التربوية الإصلاحية..
أما على مستوى الحركة القومية العربية فقد كانت مصرأداتها ووقودها
وإن انكسر المشروع القومي في 67 فمن الظلم أن تحمل مصر وحدها وزر ذلك,
بل شفع لها أنها كانت تحمل الإرادة الصلبة للخروج من ذل الهزيمة.
إن صغر سنك يا بني قد حماك من أن تذوق طعم المرارةالذي حملته لنا هزيمة 67,
ولكن دعني أؤكد لك أنها كانت أقسى من أقسى ما يمكن أن تتصور,
ولكن هل تعلم عن الإرادة الحديدية التي كانت عند مصريومها؟
أعادت بناء جيشها فحولته من رماد إلى مارد.
وفي ستة سنوات وبضعة أشهر فقط نقلت ذلك الجيش المنكسر
إلى اسود تصيح الله أكبر وتقتحم أكبر دفعات عرفهاالتاريخ.
مليون جندي لم يثن عزيمتهم تفوق سلاح العدو ومدده ومن خلفة.
بالله عليك كم دولة في العالم مرت عليها ستة سنوات لم تزدها إلا اتكالاً؟
وستة أخرى لم تزدها إلا خبالا.
ثم انظر
بعد انتهاء الحرب فتحت نفقاً تحت قناة السويس التي شهدت كل تلك المعارك الطاحنة
أطلقت على النفق اسم الشهيد أحمد حمدي.
اسم بسيط ولكنه كبر باستشهاد صاحبه في أوائل المعركة.
انظر كم هي كبيرة أن تطلق الاسم الصغير.
هل تعلم انه ليس منذ القرن الماضي فحسب،
بل منذ القرن ما قبل الماضي كان لمصر دستوراًمكتوباً.
شعبها شديد التحمل والصبر أمام المكاره والشدائدالفردية،
لكنه كم انتفض ضد الاستعمار والاستغلال والأذى العام.
مصر تمرض ولكنها لا تموت
إن اعتلت ومرضت اعتل العالم العربي وان صحت واستيقظت صحوا
ولا أدل على ذلك من مأساة العراق والكويت,
فقد تكررت مرتين في العصر الحديث,
في أحداها قتلت المأساة في مهدها بتهديد حازم من مصرللزعيم عبد الكريم قاسم حاكم العراق
عندما فكر في الاعتداء على الكويت, ذلك عندما كانت مصر في أوج صحتها.
أما في المرة الأخرى فهل تعلم كم تكلف العالم العربي برعونه صدام حسين
في استيلاءه على الكويت؟.
هل تعلم إن مقادير العالم العربي رهنت لعقود بسبب رعونته
وعدم قدرة العالم العربي على أن يحل المشكلة بنفسه.
إن لمصر قدرة غريبة على بعث روح الحياة والإرادة في نفوس من يقدم إليها.
انظر إلى البطل صلاح الدين, بمصر حقق نصره العظيم.
أنظر إلى شجرة الدر, مملوكة أرمنية تشبعت بروح الإسلام
فأبت ألا أن تكون راية الإسلام مرفوعة فقادت الجيوش لصد الحملة الصليبية.
لله درك يا مصر الإسلام
لله درك يا مصر العروبة
إن ما تشاهدونه من حال العالم العربي اليوم هو
ما لم نتمنه لكم. وأن كان هو قدرنا, فانه اقل من مقدارنا واقل من مقدراتنا.
أيها الشباب
أعيدوا تقييم مصرثم أعيدوا بث الإرادة في أنفسكم
فالحياة أعظم من أن تنقضي بلا إرادة.
أعيدوا لمصر قوتها تنقذوا مستقبلكم
نبذات ووقفات
هنا بعض نبذات قبل أكتشاف وخروج البترول..
الحجاز .. توفيق جلال , كان رئيس تحرير جريدة الجهادالمصرية , وتوفيق نسيم كان رئيس وزراء مصر , حدثت مجاعة وأمراض أزهقت آلاف من الأرواح بأراضى الحجاز ... كتب توفيق جلال فى صدر صحيفته الى توفيق نسيم رئيس وزراءمصر , كتب يقول , من توفيق الى توفيق , فى أرض رسول الله آلاف يموتون من الجوع وفىمصر نسيم !! أصدر توفيق نسيم أوامره فورا , وعبرت المراكب تحمل آلاف الأطنان من الدقيق والمواد الغذائية , وآلاف من الجنيهات المصرية والتى كانت عملتها أعلى وأقوى من العملة البريطانية , غير الصرة السنوية التى كانت تبعث بها مصر , وكانوا يشكرون مصر كثيرا على ذلك ..
الكويت .. كانت مصر تبعث بالعمال والمدرسين والأطباءوالموظفين لمساعدة الأخوة بالكويت
بأجور مدفوعة من مصر..
ليبيا .. كانت جزأ من وزارة الشؤن الأجتماعية المصرية..
كل هذا لم يكن منة من مصر , لكن كان دعما وواجبا وطنيا على أشقائها العرب,
مذكرات الثورى العظيم , أحمد بن بلة وقيادات الثورةالجزائرية تشهد , وهم يقولون , مهما قدمنا
وقدمت الجزائر لمصر جمال عبد الناصر, فلن نوفى حق مصرعلينا وما قدمته لنا... كذلك ما قدمته مصر جمال عبد الناصر لثورة الفاتح من سبتمبرالليبية...التضحيات الكبيرة والعظيمة والتى لا ينكرها
أبدا الشعب اليمنى لما قدمته مصر لليمن وحتى أشرف أقتصاد مصر على الأنهيار
مصر التى سطعت منها شمس الحريه على ربوع الكره الارضيه
مصر التى وقفت بكل امكانيتها المتواضعه وشعبها العظيم
فى وجه القوى الغاشمه فرنسا وبريطانيا العظمى
مصر التى ساندت قضايا المظلومين بالعالم شرقا وغربا
فأحتضنت حركات النضال والتحرير من مشارق الارض الى مغاربها
دون تمييز الى اللون او الدين او العرق
فكانت قبله الثوار والمناضلين من ربوع الكره الارضيه
فااحتضنت بتريسيا لو مومبا وحركته
وحزب المؤتمر الافريقى ضد التمييز العنصرى بقياده مانديلا
وروبرت موجابى وابطال وزعماء افريقيا ومناضليها
وقدمت الدعم والمسانده للثوره الجزائريه والليبيه
واليمن والعراق وفلسطين
واستقبلت على ارضها عظماء ثوار العالم
فااستقبلت الثائر العالمى جيفارا
وفيدل كاسترو
ونهرو واحمد ساكارنو وذو الفقار على بوتو ومحمد اقبال
وتيتو
مصر التى تعطى بسخاء ...........لايمكن ان تغدر
مصر التى تجمع تحتضن ........ لايمكن ان تفرق وتقتل
مصر التى تأوى................ لايمكن ان تخون
هذه هى مصر الصابره الامنه المؤمنه المحتسبه
يأيها السفهاء يامن تتطاولون على مصر وشعبها
هذه هى مصر العظيمه....... فمن أنتم؟؟؟؟
هذا ماقدمته مصر للعرب والعالم..... فماذا قدمتم؟؟؟؟؟
مصـــــــــر هى
بلاد الشمس وضحاها، غيطان النور،
قيامة الروح العظيمة، انتفاض العشق،
اكتمال الوحى والثورة "مراسى الحلم"
العِلم والدين الصحيح، العامل البسيط
الفلاح الفصيح، جنة الناس البسيطة
القاهرة القائدة الواعدة الموعودة
الساجدة الشاكرة الحامدة المحمودة
العارفة الكاشفة العابدة المعبودة
العالمة الدارسة الشاهدة المشهودة
سيمفونية الجرس والأدان
كنانة الرحمن أرض الدفا والحنان
معشوقة الأنبياء والشُعراء والرسامين صديقة الثوار
قلب العروبه النابض الناهض الجبار

2011/01/21

لا تدفنوا الرءوس فى الرمال /فهمي هويدي


أصل الداء الذى ساعد على قتل النظام، قمعه الشديد لحرية الرأى والتعبير، وتكميمه لكل الأفواه، وسيطرته على كل وسائل الإعلام التى لم تكن تستطيع أن توجه نقدا لحكومته أو تصرفات بطانته. وكانت نتيجة هذه السياسات استمرار الغليان تحت السطح.بهذه القيود التى كبلت حرية التعبير حرم النظام نفسه من فهم أبعاد ما يجرى تحت السطح، الذى ازدحم بمظاهر الزلفى والنفاق والحرص على ألا يسمع سوى ما يرضيه.. من ثم فإنه فقد جسور التواصل مع أجيال جديدة نهشت البطالة روحها وكرامتها، وكانت تلك الأجيال قوام الغضب العارم الذى اجتاح المدن.قد يكون صحيحا أن النظام حمى البلاد من أخطار تنظيمات متطرفة عصفت بأمن الجيران. لكن الاستقطاب الحاد الذى عاشته البلاد طيلة السنوات الأخيرة، والاعتماد بالكامل على قوى الأمن فقط، والعداء الشديد لكل رأى مخالف حرم النظام من مساندة قوى عديدة كان يمكن أن تكون جزءا من جبهته فى الحرب على التطرف.حين يقرأ المرء الفقرات السابقة سيجد أنها تصف الأوضاع فى أقطار عربية عدة. صحيح أن حالة تونس التى تتصدر نشرات الأخبار هى أول ما يخطر على البال، لكن القارئ سيلاحظ أيضا أن تونس لا تنفرد بتلك الصفات، لأنها تنطبق أيضا على أقطار عربية أخرى مغربية ومشرقية. والحق أن الفقرات كتبت فى التعقيب على ما جرى فى تونس، ولا غرابة فى ذلك، حيث لا نكاد نجد فى الحيثيات التى أوردتها أية مفاجأة.لكن المفاجأة الحقيقية أن تلك الحيثيات تم إيرادها للتدليل على أن ما حدث فى تونس يمثل حالة متفردة خاصة لا تنطبق على غيرها من الدول. والمفاجأة الأخرى أن الذى كتب هذا الكلام زميلنا الأستاذ مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المصريين (الأهرام 17/1/2011). للدقة فإنه لم ينفرد بهذا الخطاب، لأن الصحف القومية تضمنت تعليقات أخرى عبرت عن نفس الموقف، وبذلت جهدا ملحوظا لإقناعنا بأن ما حدث هناك لايمكن أن يتكرر فى مصر، وإن الذين يلمحون إلى احتمال انتقال العدوى إلى مصر يعبرون عن تمنياتهم الخاصة، بحيث إن أملهم ذاك لا يختلف عن عشم إبليس فى الجنة.لا أعرف إن كان الترويج لفكرة خصوصية وتفرد الحالة التونسية تم تطوعا من جانب بعض كتاب الصحف القومية الذين التقوا عليها «مصادفة»، أم أن ثمة توجيها بذلك، ولكن الذى أعرفه أن هناك فرقا حقا بين الأوضاع فى تونس ونظائرها فى مصر، ولكنه بخلاف ما ادعى زملاؤنا فرق فى الدرجة وليس فى النوع. أعنى أن ثمة أزمة واحدة فى البلدين، ولكن تفاصيلها مختلفة فى كل منهما. أزمة الحريات وإقصاء الرأى المخالف واحدة، والاعتماد على الأمن واحد. واحتكار السلطة والتفاف المنافقين والمهللين حول القائمين على أمرها مشهود هنا وهناك.أما الغلاء الذى طحن الناس والبطالة التى أذلتهم ودفعت بعضهم إلى الانتحار، والفساد الضارب أطنابه فى دوائر عدة، ذلك كله يكاد يكون وباء لم يسلم منه كل منهما. ولا أنكر أن ثمة فرقا لابد من الاعتراف به فى درجة تكميم الأفواه ومصادرة الآخرين وقمعهم، وربما كانت هناك فروق مماثلة فى المجالات الأخرى، ولكن تلك الفروق لا تلغى وجود أصل الأمراض. وتظل محصورة فى درجة الإصابة بها، وللعلم فثمة أوضاع فى مصر أسوأ منها فى تونس، أخص بالذكر منها حالة المجتمع المدنى، الذى هو فى تونس أقوى وأصلب عودا منه فى مصر. ونظرة على وضع اتحادات العمال والنقابات المهنية فى البلد تشهد بذلك. إذ هى حاضرة هناك بقوة فى حين أنها غائبة أو مغيبة تماما فى مصر.رغم أى تشابه يمكن رصده بين البلدين، فالذى لاشك فيه أن أحدا لا يتمنى لمصر أن تواجه ذات المصير الذى واجهته تونس.لكن التمنى وحده لا يكفى، كما أن دفن الرءوس فى الرمال لا يفيد. وللعلم فإن تجنب ذلك المصير ليس فيه سر ولا سحر، حيث طريق الاستقرار وكسب رضى الناس معروف للكافة. وهذا الطريق لا ينفع إلا من خلال الإصلاح السياسى الحقيقى وليس المزور، ومن خلال الالتزام بقيم الممارسة الديمقراطية وليس غشها أو الالتفاف عليها. والعبر فى هذه الحالة عديدة وماثلة بين أيدينا.لكن المشكلة تكمن فى كثرة العبر وندرة المعتبرين. إن الذين لا يتعلمون من دروس التاريخ ينبغى ألا يلوموا إلا أنفسهم إذا ما ضاقت بهم الشعوب فانتفضت وألقت بهم فى مزبلة التاريخ

كيف نفسـر الثورة التونسية؟ /جلال امين


ظللنا فترة طويلة لا نسمع إلا أخبارا سيئة حتى وصلتنا أخبار الثورة فى تونس، فبعثت البهجة فى النفوس والأمل فى أنه من الممكن، رغم كل شىء، ان يجبر الشعب حكامه الظالمين على الفرار. لابد أن هذه الأخبار قد أثارت فى نفس الوقت الرعب فى نفوس الحكام المستبدين فى كل مكان، إذ فوجئوا بأنه مهما كان جبروت قوات الأمن، فهناك حدود لما يمكن عمله إذا بلغ الغضب الشعبى حدا معينا. أما استدعاء الجيش للمشاركة فى قمع الناس، فهو يفترض أن يرضى قادة الجيش بالتحول من حماية الشعب من عدوان خارجى، إلى حماية حفنة ضئيلة جدا من الناس من غضب الشعب، وهو ما لم يتصور الجيش التونسى أنه من الممكن أن يقوم بهكانت المفارقة مذهلة بين ما حدث فى تونس فى الأسبوع الماضى وما حدث فى البرازيل منذ شهرين، حيث تنازل رئيس محبوب للغاية (لولا دى سيلفا) عن ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة، رفضا منه لفكرة احتكار شخص واحد للسلطة، فانتخب شعبه خليفة له سيدة تنتمى إلى نفس حزبه ومبادئه، وودع الشعب البرازيلى رئيسه العظيم بنفس الحب الذى استقبله به عند انتخابه، بينما اضطر الرئيس التونسى إلى الهروب هو وأسرته، واجدا صعوبة بالغة فى أن يجد دولة واحدة فى العالم تقبل أن تستضيفهولكن التونسيين لم يثوروا فقط ضد احتكار السلطة، ولكنهم ثاروا أيضا ضد سياسة اقتصادية ظالمة لم تجلب النفع إلا لنسبة ضئيلة للغاية من الشعب. إن الذى فجّر الثورة التونسية حادث مروع كان نتيجة مباشرة لهذه السياسة الاقتصادية شاب تونسى يحمل شهادة جامعية، فشل فى العثور على وظيفة يتكسب منها، ففكر فى أن يبيع الخضراوات على عربة فى الشارع، فمنعه رجال الشرطة بحجة أو أخرى من الحجج المألوفة لدينا فى مصر فى تحرش رجال الشرطة بالفقراء من البائعين فى الشوارع، فاستبد الغضب والحنق بالشاب، وسكب كمية من البنزين على جسمه وأشعل فيه النار، فمات محترقا أمام الناس فى الشارع.بطالة شائعة، خاصة بين المتعلمين، مع تجبر وتعنت من السلطة، أدت إلى فقدان الناس صوابهم فخرجوا إلى الشارع مصممين على تغيير النظام.هذا الاقتران بين سياسة اقتصادية ظالمة وديكتاتورية الحكم ليس مصادفة بالمرة، إذ يستحيل فى الحقيقة أن تسمح الديمقراطية بمثل هذه السياسة الاقتصادية، ولا يمكن استمرار هذه السياسة الاقتصادية فى دولة فقيرة إلا فى ظل الديكتاتورية. والمدهش أن المؤسسات الدولية التى تدعو الدول (المسماة بالنامية) إلى تطبيق هذه السياسة الاقتصادية الظالمة (دون التمييز الواجب بين ما يصلح لدولة وما يصلح لأخرى)، هى نفسها (والدول المسيطرة عليها) التى تدعو إلى الديمقراطية والشفافية واحترام حقوق الإنسان. هذا التناقض بين الدعويين مدهش حقا، ولكن غير المدهش هو أن هذه المؤسسات والدول الداعية لها، تبدى صبرا لا حد له على النظم الديكتاتورية التى تطبق هذه السياسة الاقتصادية، وتؤيدها وتدعمها سياسيا واقتصاديا، بحجة أن النظام السياسى أمر «داخلى» لا تستطيع التدخل فيه، بينما هى تعرف بالطبع أن هذا النظام السياسى وهذه السياسة الاقتصادية متلازمان، وأن أحدهما توءم الآخر.هكذا تعودنا طوال العشرين سنة الماضية على أن نسمع الثناء العاطر على الأداء الاقتصادى التونسى من مختلف المؤسسات المالية الدولية: صندوق النقد والبنك الدولى والمنتدى الاقتصادى الدولى، وتصنيف أدائها الاقتصادى على أنه أفضل أداء فى القارة الأفريقية كلها... إلخ.وسبب هذا الثناء العاطر، أن السياسة الاقتصادية التى طبقت فى تونس منذ أواخر الثمانينيات، أى منذ اعتلاء الرئيس المعزول للحكم، هى بحذافيرها توجيهات صندوق النقد الدولى لدول العالم الثالث، وهى نفس السياسة التى طبقتها معظم هذه الدول التى اضطرت لسبب أو آخر إلى تطبيق تعاليم الصندوق. وهكذا تنضم تونس إلى الدول التى شهدت ما يعرف الآن لدى المشتغلين بالتنمية بـ«أحداث الشغب الناتجة عن الصندوق» (IMF riots)، ولكنها فى هذه المرة، ولحسن حظ تونس، تجاوزت مجرد الشغب إلى الثورة الشعبية التى تهدف إلى تغيير النظام بأكمله.من المفيد أن نتذكر هذا ونحن نتأمل السياسة الاقتصادية المصرية وتطورها وآثارها، فنقارنها بما حدث فى تونس لقد بدأ تطبيق هذه السياسة المسماة بسياسة «التكيف الهيكلى» (Structrual Adjustment) فى مصر بمجىء حكومة عاطف صدقى فى 1986، أى قبل عام من اعتلاء زين العابدين بن على حكم تونس. فهذه السياسة عمرها الآن فى البلدين ما يقرب من ربع قرن، ويوعد الناس بأنها سوف تحقق، إن عاجلا أو آجلا، الأهداف الاقتصادية المرجوة، ومن ثم كثيرا ما يشار إليها بإنها «سياسة الإصلاح الاقتصادى». وتتكون من العناصر الأربعة الآتية: تحرير التجارة الخارجية (استيرادا وتصديرا)، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحفز الاستثمار الأجنبى على المجىء، وتحويل القطاع العام إلى خاص (الخصخصة)، وسحب يد الحكومة من التدخل فى حرية السوق، فتترك الأسعار حرة (بما فى ذلك سعر الصرف) ويخفض أو يلغى الدعم الممنوح للسلع والخدمات.طبقت تونس هذه الطلبات بسرعة بينما طبقتها مصر ببطء، ومن ثم استحقت تونس ثناء الصندوق وغيره من المؤسسات الدولية، بينما حصلت مصر على ثناء مشوب بالتحفظ، وذلك حتى جاءت حكومة الدكتور نظيف فى مصر منذ ست سنوات، فتسارعت خطوات الحكومة المصرية فى تنفيذ طلبات الصندوق (بل وأظن أن هذا هو الغرض الأساسى من إحلال حكومة نظيف محل حكومة عاطف عبيد)، ومنذ ذلك التاريخ بدأت مصر تحظى من هذه المؤسسات بنفس عبارات الاعجاب التى حظيت بها تونس من قبل.فى البلدين حدث تحسن فى المؤشرات التى يعلق عليها الصندوق أهمية ويقيس بها النجاح والفشل، بينما حدث تدهور فى المؤشرات التى يتجنب الصندوق الكلام عنها، ولا يعيرها اهتماما فى توزيع عبارات الثناء أو النقد: معدل نمو الناتج القومى يرتفع، ومعه متوسط الدخل، والاستثمارات الأجنبية تزيد. (حدث هذا فى تونس فى العشرين سنة الماضية وبدأ يحدث فى مصر منذ ست سنوات). ولكن حدث التدهور الشديد فى ثلاثة أمور لا يحب الصندوق أو المؤسسات المالية الدولية الحديث عنها إلا مضطرة وهى: زيادة البطالة، واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وزيادة انكشاف الاقتصاد أمام المتغيرات العالمية ومن ثم زيادة تأثره بما يحدث فى الخارج من تقلبات. كانت النتيجة أن تونس، بعد أكثر من عشرين عاما من تطبيق سياسة الصندوق، زاد الناتج القومى فيها بمعدل يفوق 5٪ سنويا (أى أكثر بنحو الخمس مما حدث فى مصر)، ولكن زاد أيضا معدل البطالة بشدة فأصبح أكبر من معدل البطالة فى مصر بنحو 50٪ (14٪ من إجمالى القوة العاملة بالمقارنة بـ9٪ فى مصر، طبقا للإحصاءات الرسمية التى يرجح أنها أقل بكثير من الحقيقة فى الدولتين). كذلك اتسعت بشدة الفجوة بين الأغنياء والفقراء، فأصبحت أكبر بكثير منها فى مصر (أغنى 10٪ من السكان فى مصر يحصلون على 8 أضعاف ما يحصل عليه أفقر 10٪ من السكان، بالمقارنة بـ13 ضعفا فى تونس)، طبقا لإحصاءات الأمم المتحدة عن سنة ٢٠٠٧/٢٠٠٨، والأرجح أن الحقيقة أسوأ هنا أيضا بكثير، إذ إن كثيرا مما يحصل عليه الأغنياء لا يُرى ولا يُحسب.كذلك كان أثر الأزمة العالمية الأخيرة التى بدأت فى 2008 أسوأ على تونس منه على مصر، فانخفض معدل نمو الناتج القومى فى البلدين من نحو 5٪ خلال العشر سنوات السابقة على الأزمة إلى 3٪ فى 2009 فى تونس وإلى نحو 4٪ فى مصر.هناك إذن من الأرقام ما يمكن أن يفسر لماذا قامت ثورة شعبية فى تونس قبل أن تقوم فى مصر. ولكن هذه الأرقام لا تقول بالطبع كل شىء، خصوصا إذا تعلق الأمر بالسؤال: متى تقوم الثورة؟ فالبطالة وحجم الفجوة بين الفقراء والأغنياء ليسا إلا سببين من أسباب السخط والثورة. هناك إلى جانب ذلك، درجة الفساد، وهنا أيضا لم يصل الأمر، فيما يبدو، إلى ما بلغه فى تونس، فقد نشر بعد هروب بن على أنه جمع خلال سنوات حكمه ثروة تزيد قيمتها على 13 ألف مليون دولار، تتراوح بين ودائع نقدية فى البنوك الأجنبية، وملكية شركة طيران فى تونس، وملكية عمارات فخمة فى باريس، وفنادق فى البرازيل والأرجنتين... إلخ. فضلا عن أن زوجته تسلمت من البنك المركزى التونسى قبيل الهروب طنا ونصف الطن من الذهب قيمتها 63 مليون دولار.الديكتاتورية وتقييد الحريات سبب آخر للثورة، وهنا نجد أيضا لدى التونسيين، فيما أظن سببا أقوى مما لدى المصريين، فنظام بن على فى تونس كان أشد قسوة وأكثر غلظة فى معاملة المعارضين وفى تقييد الحريات من النظام الحالى فى مصر.ولكن هناك أيضا أسبابا أخرى للسخط تتفوق فيها مصر على تونس. فزين العابدين بن على لم يحاول توريث الحكم لابنه مثلما يحاول النظام المصرى منذ عدة سنوات، وهناك أيضا درجة الفقر نفسه. فالفقر إذا تجاوز حدا معينا يولد شعورا لدى الفقير بأنه ليس لديه ما يفقده، وأنه مهما كانت خطورة الاحتجاج وعقوبة التمرد، فلن تكون أسوأ كثيرا مما هو فيه. وهنا لدى المصريين أسباب أقوى للسخط مما لدى التونسيين، فمتوسط الدخل فى مصر أقل من نصف مستواه فى تونس، ونسبة الواقعين تحت خط الفقر فى مصر (أقل من دولارين فى اليوم) تبلغ سبعة أضعاف حجمها فى تونس (44.6٪ من السكان فى مصر مقابل 6.6٪ فى تونس).أسباب السخط كثيرة إذن، والأرقام تشير فى اتجاهات متعددة والذى يحسم الأمر فى النهاية ليس هو حاصل جمع وطرح، ولكن أمورا نفسية يصعب قياسها، كقوة الشعور بالغضب، ودرجة عناد أصحاب السلطة، ناهيك عن مدى تأييد قوى خارجية للمتمردين فى الداخل

2011/01/17

***** مجد الكلمة


أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} (24) سورة إبراهيم
قالوا قديما [في البدء كانت الكلمة ... وفي النهاية ... كانت الكلمة .. ومن دخل الكلمة لايموت ]لذلك قال سيد قطب ... كلماتنا عرائس من الشمع تظل صامتة حتى اذا متنا في سبيلها انتفضت وعاشت بين الأحياء..
كان لنا ان نقول بداية .. إن مهمة الكتابة صارت امرا مؤلم .. واصبحت وضعية الكاتب العربي صارفي الآونة الأخيرة [أشبه بالدجاجة التي انتحرت.. قائلة خلوا مكعبات ماجي المقولبة والمستوردة تنفعكم] إذا اعتبرنا أن الكتابة أصبحت عملا انتحاريا في ظل ثقافة العولمة والاستبداد السلطوي العربي اوانتهاء ان يسيل دم الكاتب من تحت اعتاب القضبان..
او كما قال عاصي الرحباني ..في مسرحية سقراط .. الدم حبر الحقيقة .. اذ انني اعتقد ان الدم هو حبر حقيقة الولاء لله والرسول والامة .. في تلك الحقبة من الزمان ..
زمن الكافر والدجال..
وكان لنا ان نتساءل..
:.لماذا قالوا ان من دخل الكلمة لايموت؟
ذلك لان كلمات الأديب عموما تكمن في أبعادها التوثيقية فنحن اذا أردنا ان نعرف كيف كان يفكر إنسان ما في العصر الحجري او الفرعوني او القبطي او الإسلامي بمراحله المختلفة سواء في الفترة نبوية اواموية او عباسية أو دويلاتية اوعثمانية او سايكس بيكية .
او اذا ذهبنا بعيدا الى عمق التاريخ ..فما كان المجد الذي حازته الحضارة المصرية مثلا.. الا لكون البعد التوثيقي .. فكانت في تلك الكلمات التي حفرت على الصخر.. فكان من ضخرها الكتب ..
ببساطة جدا فلنحضر قصيدة او نثرية او مخطوطة من أي مكتوب كان لأي فترة أو حقبة تاريخية لقصة أو لحكاية او لموضوع ما …ستعرف مباشرة كيف كان يعيش هؤلاء أو تعالى مثلا بعد مائة سنة وهات مقال للأستاذ فهمي هويدي أو محمود ابو شنب.. أو قصيدة لهاشم الرفاعي لكي تبكي على حال امة إربا مسكينة شربت القهر كاسات من كيعانها من الكفر.
.وتظل قيمة الكلمة على مر التاريخ ..لبعدها التوثيقي.. واذا انتقلنا من هذا البعد.. كان لابد لنا ان نتوقف مع .. الدور الهائل الذي تقوم به الكلمة .. في النهوض بالامم ..حيث تكمن قيمة الكلمة ..سواء من المنظورالعقدي كجهاد بالكلمة وانتهاء الى الابداع .. والاتيان بالجديد .. فهناك كلمة .. لهامن العمر ما يتجاوز الحاضر .. الى المستقبل .. الى الغد الاتي .. في بعدها التنظيرى .. وكونها تحمل تلك الروح الناهضه .. لتبعث الامم من تحت الركام .. قيمة الكلمة .. ان تستشعر آلام الاخرين .. ان تعيش لقضية .. ان يكون لها دورها الرسالي في الكون ..
ويبقى الهدف هو النهوض ..
ولما قال المحللون انه من المستحيل ان تنشأ حضارة في واقع الخوف والاستبداد.. كان العبء ثقيل على المثقف .. ليقوم بدوره .. الذي يمليه عليه الدين والضمير والولاء لله تعالى.. وهذا الدور..
يقابل بطبيعة الحال..بحالات من العداء والتضييق تنتهي في بعض الاحيان الى اربعة جدران يقف على بابها سجان .. ممن لديهم قناعات مختلفة لاتسير في السياق.. بل لديهم سياقات وركاب اخر .. ركاب بيع الامة .. سواء أكان جغرافيا.. وتاريخ ..واقتصاد ومقدسات .. وثقافة .. ودين .. الى اشياء لم نكن نتوقعها يوما ان تحذف ايات الله من كتب الصغار..كي لا تتغاضب علينا امريكا وتوصمنا بالارهاب .. او تكشر لنا اسرائيل عن انيابها ..
نعود الى موضوعنا ..
كثيرا من النظريات الغربية القديمة .. مثل نظرية art for art,s sake أي الادب من اجل الأدب وقد صدروها لنا يوما ما .. إلى ان تجاوزها الزمن وصار لها رائحة النفتالين .. الا ان مجد الكلمة .. يبقى في قيمتها في صنع الأمم وتحريك الامم من على الورق ..تحرك الامم في شعوبا تزحف ورايات تخفق
قيمة الكلمة .. هي صنع الفكر .. الرائع .. والإتيان بالجديد في عالم الابداع الذي لا يخرج عن مباديء الامه ..
والا اعتبرنا .. ما ساقه البعض ..في التطاول على ثوابت الامة وخطوطها الحمراء.. مجدا .. وهو في حقيقته لا يعدوا الا كمثل .. الذي ذهب ليبول في ماء زمزم بموسم الحج .. وحينما سألوه .. كيف يأتي بهذا المسلك .. قال لأكون مشهورا ..وللاسف لقد اصبح ذلك .. التصرف الغير موزون والغير مسئول .. والذي اعتبره نوعا من العار الثقافي.. يحكم بشكل او بآخر حياتنا الثقافية والفكرية.. تلك الحقبة الرديئة من الزمان ..
وهانحن اليوم .وبعد قراءتنا لجي دي موباسان وجبران ووليم بليك وت س اليوت.إلاانه يجب ان نرصد للامانة . انه كان هناك على سطح الكون.. كلمة من نوع اخر .. لها نوع معين من المجد ..
الاوهو مجد كلمة الله .... حيث كان القران بمثابة ..كتاب يختلف عن كل كتب الارض قاطبة .. بين دفتيه كلام الله .. كلام السماء .. يصفه الله تعالى بالقرآن المجيد .[.ق والقران المجيد] ..[ بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ]..
اذ ان كل سورة من القران بمثابة منشور سماوي الى البشرية .. لتعلموا فقه المجد والثورة.. اذ اعتبرنا ان الأنبياء ثوار الله في الارض ..
كان وسيظل وسيبقى .. كلام الله هو .. أروع .. ما في الوجود..
ان أعلاه لمثمر .. وان اسفله لمغدق
وانه يعلو ولايعلوا عليه
كلام الله ما أروعه .. إن هذه الروعة والهيبة ..ليست لأي كلام في العالمين اللهم إلا كلام السماء ... نعم كلام الله ..ماذا.. بعده .. ماذا يريدون .. نعم {فما لهم لا يؤمنون وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ*} (21) سورة الإنشقاق
إن كلام الله .. لايستلزم منا .. إلا الركوع .. والسجود ..وان لم تصدقوني اذهبوا الى مكة المكرمة واسمع سورة ق او طه في صلاة الفجر بالحرم المكي بلا مبالغة واستشعارا منك بالجو النفسي والروحي و كانه قد نزل لتوه من السماء لن يكون عتيقا او قديما كما هو الحال لكلام البشر قاطبة .بعد 50 أو 100سنة ولكن يبقى كلام الله دوما يانع رائع وكأنه نزل لتوه من السماء.. ويظل هذا اللغزمسيطرا على الحواس مبديا العجز من البشر والتضاؤل والتصاغر البشري أمام كلام الله. او الاتيان بمثله. وان كانت سورة من ثلاث ايات او لمجرد آية لسبب ما لانعرفه نجتهد لنحفظها في خلوة لنعطر بها مجالسنا.. بهذا الكلام الرائع..
وإن أحد من المشركين استجارك فأجره .. حتى يسمع كلام الله .. ثم أبلغه مأمنه.. ليس فقط ليقيم الحجة..
إن مجرد السماع له من التاثير فيما يشبه الصدمة على المتلقى فكرياً وعصبياً وروحياً وكان محمد r ..أجمل من صمت وأجمل من تحدث
إنه المصطفى من بين كل البشر .. تجرى مفردات الله على شفتيه .. ولأن صمته تشريع .. وكلامه تشريع ..
[ إنه لم يسحرهم بعصا .. تلقف .. ماصنعوا .. كموسي
ولم يحي ميتهم كعيسى ولكنه أحياهم .. بكلمة الحق .. فكانت أخلد على مدى الزمان وأبقى في الوجدان * ]
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (51) سورة العنكبوت
هكذا كان محمد يجهر بكلمة السماء .. لا إله إلا الله .. محمد رسول الله .. يغرسها لواءاً في الكون .. يرويها بجراحه ودماءه النازفه من شفتيه في احد وجراحه النازفه من قدميه في الطائف.. هذا محمد .. يركز لواءاً للحرية والعزة والمجد في الكون.. لاركوع لبشر.. ولاسجود لصنم سواء بشرى أو حجرى.. رفع جباه البشرية الناكسة الراس من تقبيل النعال .. وأحذية الطغاه.. ولا ثمة اله في الكون إلا الله .
نعم هذا محمد .. الذي يسبه .. ماكسيم رودنسون ويتداول كتابه بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ولم يرفع ضدهم دعوى للثأر ورد الإعتبار ..
وحول الكلمة يقول الاستاذ احمد الخطيب في احد مقالاته:
[ربما كان ضياع الكلمة وعدم الدقة فيها سبباً في انهيار الأمة .]. وربما كانت سيادة الكلمة .. أيضاً سبباً رئيساً في رقيها وسيادتها ، فالكلمة كما يقول المفكر الإسلامي " الدكتور محمود عكام [ تعتبر الكلمة بمثابة أهم معابر الحضارة ومنابرها] .
ربما عمق المأساه للكلمه فى عصرنا الحالى كما يصورها الأستاذ سالم الحافى فى مقاله "برقع الحياء تعيش أنت "بالحقيقة العدد 527 . إذ قال مختصرا .
[ الكتاب لوثتموه ياأقزام الكلمة الكلمة التى هى سر الله باتت تباع وتشترى فى سوق النخاسة ..القلم الذى أقسم الله به صار مداده فى أيديكم ملوثا ] انتهى
كانت لا إله إلا الله كلمة حق لاتصمت في وجوه الطغاه تلجمهم .. تخرسهم تمرغ أنوفهم في التراب ..
كان هناك ثوار يحملون قضية لا اله الا الله .. فكانوا فرسانا وشهداء للكلمة .. كما هو الحال للفارس الشهيد سيد قطب .. ليكون رجلا شاهقا ..فوق حبل المشنقة .. وتسيل كلمة الحق بالدم من بين شفتيه ..
وفي سنة 61 هجرية .. حيث حاول يزيد .. اللعب بكلمة لا إله إلا الله .. رواها الحسين بدماءه في كربلاء .
نعم كانت لحظات كربلاء تختزن أزمنة ودهور من الاباء والعزة والرجوله والوفاء لدين الله .. تختزن أزمنه من الثورات المتكرره .. نعم كانت كلمة الحسين في كربلاء ..
" إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا شقاءاً وبرما " ...
نعم .. لقد كان الامام الحسين هو الحرف المدمّى الاول في سفر المجد

شرف الكلمة
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } (10) سورة فاطر
هناك كلمات ساقها اللاستاذ عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحيته
الحسين ثائر قال فيها على لسان الامام
[ الكلمه فرقان بين نبي وبغي ..]
نعم ايها السادة : الكلمة فرقان بين نبي وبغي
وشتان مابين كلام الأنبياء التي تقطر حكماً ، وحباً وزهراً وعدلاً تلك التي تختلف جذرياً عن كلام البغايا التي تقطر تلك الامراض السارية لهذا العصر..
نعم هناك فرق .. مابين من يموتون من أجل الكلمة ومن يقتاتون من أجل الكلمة.
وهذا ماقاله سيد قطب .. لذلك الأزهري الذي جاء ليلقنه الشهادة كما جرت العادة في إجراءات الإعدام بمصر ..
فيقول له ..
حتى أنت جئت لتكمل المسرحية [ نحن نموت من أجل لا إله إلا الله ]
وأنت تأكل عيش ( خبز ) بـ لا إله إلا الله
الكلمة لها حياة ولها عمر ..وهناك كلمات خالده وكلمات بلا عمر .. وقصيرة العمروهناك كلمات تحبس وتصادرأذكر أحد المواقف في أحدالايام قد صادرت وزارة اعلام لدولة مااحد المجلات ولسوء حظي كان لي بها احد مقالاتي"فذهبت لكي احصل على نسخة من المجلة من قبل الشركة الموزعة فوجدت المجلة التي بها المقال موضوعة في غرفة ومغلقة بقفل "يال
"عرفت يومها كيف تحبس الكلمة بالقفل"
وكيف تؤلف مجموعة من الكلمات والمفردات.. سواء أكانت مقالا او قصيدة .. تنظيما حركيا لابد ان يتم اعتقاله من قبل الطغاة.عرفت يومها ان الكلمة تخيف الطغاة وتنغص معيشتهم لدرجة أنني ألححت على الموظف المسئول فقال لي من المستحيل أن تأخذ عدد واحد لأنه يتم المراجعة عليهم بصورة دورية وكأن المقالات معتقلات سياسيات يجرى عليهن ما يجري علي السجينات والسجناء من تمام الصباح وطابور مساء.
لكن ماذا عسانا أن نقول بعد ماكممت الأفواه.. وصار الحق ضد الشفتين .. ..اعتقد في بعض الأحيان ان يستلزم على الكاتب ان تنفجر الحنجرة والقصبة الهوائية ولتخرج حشرجات الألم نزيفاً من الكلمات ..ولم يكن غريباً .. أن يوزن مداد العلماء بدم الشهداء إننا في بعض الأحيان .. نعتبر أن الورقة .. أرض مقدسة كالميدان كتلك التي كنا لا نسير عليها إلا ونحن نلبس الباريه أو طاقية الجند ... كنا لانمشي عليها إلا بالبياده أي ذلك الحذاء العسكري ذو الرقبة ...إنها صرح مقدس للحق .. تهرق دماءنا وتنفجر كلماتنا دماءاً تنزف الكلمات .. اللون لون الدم .. والريح ريح المسك .وكما قالت الأديبة كوثر الكيالي :
إن كان في قلب الكاتب جرح
ففي الكتاب دماؤه مطبوعاً
أو كما قال الأستاذ الياس أبو شبكة :
إجرح القلب وإسقى شعرك منه فدم القلب خمرة الأقلام
لقد ارتبطت الكلمة.. الجادة.. بالمجد و الخلود كما قال الفيتوري عن احد قصائده [انها قصيدة لا تلبس الكفن ]..
وأنا لا اختلف معه ان هناك كلمات ضد الموت تأخذ قيمة البعث المتكرر لها من قيمة الحق الذي تحمله والقضية الفاضلة التي تطرحها والدم الذي اهر ق من اجلها وهذه الرؤي تختلف جذريا عما ساقته الكاتبه غادة السمان بأن الكاتب (يولد على صفحة بيضاء ويموت مع آخر سطر )فهذا الرأي متجاوزا للحقيقة فان الكاتب حينما يوقع بدمائه على ما كتبه.. فهو يكون في هذه الحالة..قد قال كل ماعنده..
ولما كان الإسلام دين الحق فالكلمة لانتمائيتها لذلك الحق تأخذ بعدها الذي لا يموت او الخلود .. او المجد أذا صح التعبير ..
وهذه الرؤية قد ساقها أحد الأقدمين حيث قال لو انتابني مجرد شك بأن كلماتي لن تعيش من بعدي للآلاف السنيين لما كتبتها
قد تتهيأ في منتصف الليل مشانق كي تخنق حلم الكلمة ..ترفع المصاحف من فوق أعواد
المشانق…تتهدل الأيدي وتنفرج الأصابع عن المصحف لا يسقط أرضا يتناوله الصغار
قبل السقوط
ليعودوا رفعه في وجه الباطل من جديد!!
سيكون الموقف كما قال السياب:
أغرق في دمي إلى القرار
احمل العبء عن البشر
فأبعث الحياة مع بعث أفكارهم
إن موتي انتصار
أو كما قال أحمد مطر
فخنقوا صوت الببغاء
ليعطوني صوت أبدي يتكلم
اوكما قال سيد قطب
أخي إن زرفت علي الدموع وبللت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع وسيروا بها نحو مجد جديد
وفكرة رفات الشهيد وارتباطها بالمجد أمر قلما يستوعبه إلا من فهم حقيقة الحياة وحقيقة الدين الإسلامي على وجه التحديد.وكيف يضيف المرء أعمارا إلى عمره كما قال الشاعر
و من يعرف التاريخ في سره أضاف أعمارا إلى عمره
في مهمة الكتابة ..أحياناً نعمل من الاقواس دروعاً للحق ندافع بها عن إمة مستباحة أمة يغتصبها الكفر جنسياً في ابو غريب حتى اللحظة .. في العادة نلغم الطريق المستقيم من السطور بعبوات ناسفة من الآيات " آيات الله " لكي نزهق بها الباطل ويخرج حشرجاته ونمرغ أنفه في تراب الصفحة البيضاء .
ويسيل دمنا عبرالنقاط وحين نضحي لتعلوا كلمة الله أكبر وننكس كلمة الباطل.. تتميز كلماتنا ساعتها بالرفعة دون غيرها من كلمات البشر . تتميز عن كلمات تجار الكلمة.. او تلك النوعية التي اشرنا اليها منذ قليل ..تلك التي تولد لتموت في مهدها لأنها لاتحمل سمو الكلمة.. ولا روعة الرسالة.. إن الكلمة مسؤلية .. كما قال الحسين على لسان عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحيته الحسين ثائراً .. ايها السادة: " إن كلمة الحق لها تجلياتها وهي تطفئ الباطل من بعد... كلمة الحق لو أطلقتها في الفضاء البعيد فإنها تخيف قوى الاستبداد فما أهش قوى الاستبداد.
كما قال نزار[ يسرني ان ترتعدوا من نقطة حبر وخشخسة الاوراق]
إن عروش الطغاة أهون من بيوت العنكبوت.. تخيل معي بكلمة تزول ..لذلك اندهشت ان يؤكد الدكتور سمير سرحان في لقاء له بمجلة اليمامة العدد1571 ان يقول بالنص[ ان (انظمة الرقابة) نستطيع ان ندخل أي جهة ونحن محملين بالملابس والعطور والإكسسوارات, ولكن الكتاب ممنوع فالكتاب مجرم في كل الجمارك العربية حتى تثبت براءته]
ذلك لأن الباطل عوامل ضعفه وانهياره كامنة في أصل كيانه والدعاية الواسعة التي يحيط بها نفسه ما هي إلا دعاية كاذبة .مهمة الرسل عملية جبارة ضخمة لا يحمل تبعتها إلا الأفذاذ من الرجال لأنهم يستعذبون أشواك الطريق ولا ينتظرون المكافأة إلا من الله .. الحق يستمد قوته من صاحب الحق الذي أمرنا باتباعه.. والسجود له ولا نسجد لغيره مهما كلفنا عدم السجود للطغاة من تضحيات دماء لأننا لم نؤثر الباطل على ما جاءنا من البيانات فليقضي ما هو قاض كما ان لفظ الباطل جاء في لسان العرب لابن منظور اسم من أسماء إبليس .
" وقديماً قالوا " ..
يموت المرء ويبقى ماكتبت يداه فلا تكتب غير شيء يسرك في القيام أن تراه .
ولماذا لاتنهض كلمات هؤلاء .. لماذا تظل كسيحة ..
وإن عطرت وإن مكيجت ..
هناك كتاب .. كثيرون .. قرأت لهم في صباي .
كنا مفتونون بالعديد من الكتاب.. في مرحلة الصبا ..وبعد ذلك زال بريقهم وخبا .. ولم يبقى له بريق في الجمجمه وظلت مفرداتهم وكلماتهم أشباحاً باهته في سجلات التذكر ..
ذلك لأنهم كتبوها في مرحلة ما بين اليقظة واللاوعي .ككتابة المساطيل ووحي الشياطين بزخرف القول غروراً أحياناً ..نقرأ كلمات لبعض الكتاب... نراه كلام في الهواء الطلق على المقهى حيث قهقهات لآخر نكته .وكركرة الشيشة والدخان الأزرق يعبق بالأجواء لايعدو ..
إلا أن يكون كما يقول العوام . كلام جرايد ... لأن كلام بعض الجرائد الرسمية هو نوع من الأكلشيه المتكرر لأنه لايعبر عن رؤية الكاتب ولكن رؤية الدولة .. يمضغ .. ويلقى بعد ذلك ويلف به حذاء إلى الإسكافي ليرقع كما يرقعون .. البنية الفكرية لشعوبهم ويخدرون ويعطون المسكنات .,في بعض الأحيان تقتضي الضرورة الا نوزع المسكنات ولن نحذر الأمة .. كما يفعل تجارالكلمة الذين أمتهنوا قيمتها
ونسوق هنا أحد الرؤى العلمانية للكلمة كمجرد المثال لا الحصر .. نعم هناك .. فرق بين من يجعل الصفحة كميدان مقدس يلغمها بعبوات ناسفة من الآيات السماوية .
يقول أحد الكتاب في الشرق الأوسط الأربعاء 3-6-1998م :
" كيف تحول الدور الرسالي إلى معالجة من نوع اخر [جنسية]
يقول الكاتب [بعد معاناة التجربة تأتى معاناة الكتابة الحدث جاهز إنه النقطة الأبدية الأولى ,لكن الورقة البيضاء مساحة أفعوانية تنظر إلى أبداً بعيون باردة مخيفة .. هنا الصراع بين الكاتب والورقة البيضاء يقوم الصراع وحين أغلق الباب من ورائي وأوقد شموعي وأتطيب غالية تعطرى الدنيا بالشميم المخدر يكون على أن أذهب في المكتب وآجيء .. كأنني عريس في ليلة دخلته تدوي من حوله الدفوف وتنطلق الزغاريد وهو مشغول بهموم الامتحان الصعب أنه أمام بكارة الموجه العذراء .. عليه أن يثبت إنه فارس أو يترجل عن حصانه الأبيض أمام التي حلمت به الورقة البيضاء عروس - ويستطرد - والفارس هو أنا وفي كل ليلة يتكرر الحلم حين يتكرر الإمتحان .. سيجارة تشتعل من أختها وفنجان قهوة يجيء وفنجان آخر في الطريق والسيجارة تشتعل من أختها والليل يمضي والتوتر يشتد .. والسم يجري مجرى الدم في العروق " . إنتهى كلام الكاتب
وكان لنا ان نقول .. ان عملية الابداع التي تتم على هذا النحو .. لا تنهض بها الامم .. ولا ترتفع بها راية ..
كما قال تعالى {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (105) سورة الأنبياء
لقد حول هذه الكتابة من قدسية الرسالة إلى آلية جنسية
والدماء المقدسة تحولت الى دعارية للفكر
ولقد ذكرني هذا ..باحد الكتاب ممن امتهنوا الادب الرخيص وبالتحديد في الجنس.. في حوارله بمجلة الشباب
. أنا أتحدى أي انسان يأتي لي بشيء مخل في كتبي أكثر مما هو موجود في روايات جميع المؤلفين وأنا أكتب عن مشاكل الشباب وأحاول أن أعالجها ..
وحينما يسأله الصحفي .
" وأبنتك هل تقرأ كتبك وتناقشها معك "
يرد بكل برود .. نعم تقرأ رواياتي وتناقشها معي .
.
ان مسيرة المفكر الإسلامي هي مسيرة لشفاء وليس لشقاء الناس .. ومكانه في القمم .. في اعالي الجبال .
كما قال المصطفى r : " إن الله يحب معالى الأمور ويكره سفاسفها "
أو كما قال الشابي :
ومن لم يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
إن مسيرة المفكر الإسلامي ماهي إلا مسيرة النحل .. ومسيرة وحي قلمه إتخاذ الجبال والقمم بيوتاً والمسيرة بين الثمرات وتلك سبل الله زللاً وليس سبل الشيطان ..
وتفرز من الجمجمة ماهو شفاء للناس
) وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذ من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلى من كل
الثمرات فاسلكي سبل ربك زللاً يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس إن في
ذلك لأية لقوم يتفكرون ( ( 69 النحل )
إن النحل في الشكل الخارجي قريب من الزبابة.. ولكن هناك فرق وهوه شاسعة بين تلك التي تتخذ من الجبال بيوتاً وبين من تتخذ من القاذورات بيوتاً .. هناك بون شاسع بين الإفرازات الفكرية التي فيها شفاء للناس وبين الإفرازات الفكرية التي يشقى بها الناس عند الأطباء يطلبون لها العلاج ..
لقد بحثت في قواميس المفردات عن الشهادة والموت ودم الأبطال . بحثت عن كل المعايير والأفكار التي يعيش من أجلها البشر ومن أجلها يموتون وجدت بداية أن الفكرة هي الأساس والمنطلق فما الإنسان إلا مباديء متحركة ومن أجل الأفكار يحيا ومن أجلها يموت ..
وعن الحقيقة يقول محمد قطب في كتابه النفس والمجتمع ..
" ثمة حقيقة واحدة مطلقة في هذا الكون العريض هي الله وحده هو الحقيقه المطلقة لأن الحقائق النسبية تنتهي إليه - انتهاء مطلقاً لأنه خالقها بينما لاينتهي بعضها إلى بعض إلا بالنسبة التي قدرها الله بين بعضها البعض والله وحده هو الذي ينبغي أن يعبد ويطاع لأنه الحقيقة الواحدة في هذا الكون.. ولكن الإنسان يركب رأسه ويرفض أن يطيع الله ويزعم أن بصره بالأشياء أصدق من خالقه . وإذا كانت الحقيقة من هذا المنظور الإسلامي على هذا النحو من المثالية فمالها إلا قول الشاعر ..
إذا المرء لم ينهض بقائم سيفه فياليت شعري كيف تحمى الحقائق
الحقيقه التي استوعبناها من خلال التجربة والواقع أن الإنسان بدون رصيد عقدي كعملة غير مغطاة برصيد ذهبي .
الامة الاسلامية لن تموت.. لأنها تستمد وجودها من الكتاب الذي هو من روح الله والله حي لايموت .. الإنسان بدون ربه .. يصبح بلا قيمه وبلا هدف وبلا ثمن .. لأنه فقد الغاية والمصير .. لذلك قال نبي الله عيسى عليه السلام .. ليس بالخبز وحده يحيا الانسان .. لأن هناك مباديء .. لابد أن يعيش من أجلها .
وقال محمد r " حسب ابن آدم بضع لقيمات يقمن صلبه " .
يقول الإمام على بن أبي طالب .. ( إذا كان الإنسان همه مايدخل بطنه فقيمته ما يخرج منها ... ) المباديء الإسلامية .. ليست مباديء أرضية الجذور سرعان ماتذبل وتتحلل كأديان عبثت بها أيدي البشر أو جدلية مادية .. لا.. إن المباديء الإسلامية هي مباديء فوقية من السماء .. وهذه المباديء لو طبقت في الأرض تحولت إلى مجتمع مثالي . والى مدينة فاضلة .. وتحولت حياتهم من علو في الحياة .. إلى علو في الممات ومن ثم إلى عليين في الآخره .
عن كل الشهداء .. قرأت وعن معظم الشهداء كتبت دارت الأفكار في جمجمتي وبحثت عيناي في مفردات أصحاب البيان وأهل الكلمة مابين المتاجرون بالكلمة وما بين المشنوقون على حبال الكلمة في بداية دربي قرأت " كتاب قصتي مع الشعر .. لنزار قباني " .. يتساءل فيه .. من في الشعراء العرب مثل لوركا (1) الذي شنق على حبال الكلمة (1) لوركا - شاعر وكاتب أسباني - ولد في 5 حزيران 1899 في قرية قرب غرناطة بالأندلس
واندهشت كيف ضل نزار الطريق عن سيد قطب .. وعبد القادر عوده .. كيف ضل الطريق عن الحسين .. ومن ساروا على درب الحسين وهو الذبيح قرباناً إلى الله من أجل الكلمة .
يقول الحسين في حواره .. مع الوليد .. كما جاء في " الحسين ثائراً لعبد الرحمن الشرقاوى " :
الوليد .. نحن لانطلب إلا كلمة ..
فلتقل بايعت واذهب بسلام إلى جموع الفقراء
فلتقلها واذهب ياابن رسول الله حقنا للدماء
فلتقلها ما أيسرها إن هي إلا كلمة ..
الحسين : كبرت كلمة
وهل البيعة إلا كلمة
ومادين المرء سوى كلمة
وماشرف الله سوى كلمة
ابن مروان : بغلظه فقل الكلمة واذهب عنا ..
الحسن .. أتعرف مامعنى الكلمة
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمه
وقضاء الله هو كلمه
الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور
الحسين الكلمة نور ..
وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخه يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبى وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة .
عيسى ماكان سوى كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم ..
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسؤولية
إن الرجل هو كلمة
شرف الله هو الكلمة
قال الله I .. - } ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثه اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار { ..
يقول " سيد قطب " .. (إن الكلمة الطيبة راسخة ثابتة لاتهزها الأعاصير ولا العواصف اما الكلمة الخبيثة فهي هشه الجذور سرعان ماتزول مع أول عاصفة .. وإن بدت .. إنها .. منتفشه)..
وعن الكلمة يقول .. " مالك بن نبى في كتابه شروط النهضه
" ( إن الكلمة لمن روح القدس إنها تساهم إلى حد بعيد في خلق الظاهره الاجتماعية فهي ذات وقع في ضمير الفرد إذ تدخل سويداء قلبه وتستقر معانيها فيه لتحوله إلى انسان ذى رسالة فالكلمة يطلقها إنسان تستطيع أن تكون عاملاً من العوامل الاجتماعية حين تثير عواصف في النفوس تغير الأوضاع العالمية )
وهكذا كانت كلمة " جمال الدين الأفغاني " فقد شقت كالمحراث في الجموع النائمة طريقها فأحيتها وألقت بذوراً بفكره بسيطه فكرة النهوض فسرعان ما أتت أكلها في الضمير الإسلامي ضعفين وأصبحت قوية وفعاله بل غيرت مابأنفس الناس من تقاليد وبعثتهم إلى أسلوب حياه جديد . انتهى
من هذا المنطلق يتضح لي أن الذي غير الكون كله وسيغيرها مستقبلاً هي كلمة " لا إله إلا الله محمد رسول الله " وبسبب هذه الكلمة دارت رحى المعارك دوماً منذ أن بعث الله الرسل وانتهاء بخاتم الأنبياء ومن أجل هذه الكلمة كانت الدماء في بدر وأحد .. والقادسية . انتهاء الى الفالوجة وان لم تكن النهاية... حتى أنهم في اللغة الأردية يقولون أن فلاناً قد قال الكلمة أي أنه قد اسلم..
فلقد كان " المصطفى صلى الله عليه وسلم " عملاقا ذو قضية.. كانت قضيته.. تغيير الكون بـلا اله الا الله الى الامثل .. ومن أجل الكلمة كان الخروج من مكه .. وما أسهل طريق المهادنه .. ولكن ليس هذا طريق الرسل فلقد سأل " اعرابي " " المصطفى r " - إلى أي شيء تدعوهم يامحمد قال - المصطفى أدعوهم إلى لا إله إلا الله محمد رسول الله ..
- فقال الأعرابي .. إن هذا لن تتركه لك قريش ولن تتركه لك العرب.. وضع الكلمة في الاسلام شديد الحساسية.. فبكلمة واحدة يكون المسلم رفيقاً لسيد الشهداء حمزه ..وبكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوي بها في جهنم سبعين خريفا
- فقد قال المصطفى .. ان سيد الشهداء حمزه ورجل قال كلمة حق عند سلطان جائر .. أمره ونهاه فقتله وبالكلمة تنهض الأمم وبالكلمة تنتكس الأمم
فقد قيل أن سبب هزيمة المسلمين في بلاط الشهداء أنها مجرد " إشاعة " أطلقت مفادها أن عبد الرحمن الغافقى قد مات .. وبالكلمة تنهض الأمة .. وتبعث موات الشعوب ..
وإذا كانت الحره تموت ولاتأكل من ثدييها .. فكذلك يموت الحر ولايأكل من وراء كلمته .
الكلمة هي زاد الثوار .. وماكانت الله أكبر .. التي يصدح بها الآذان خمسة مرات يومياً إلا إعلاناً للحرية فوق بقاع الأرض .. وأن وضعها لايتحمله الشيطان فيفزع منها وله ضراط .. كما جاء في الحديث .. النبوي ولقد كان الآذان ملهماً للثوار ..
يقول " بدر شاكر السياب "(1)
من آجره خضراء
عليها كتب إسم الله بقيا من دم فينا
أأذان فجر هو أم تكبيرة ثوار
هذا ، يشبه ماقاله " هاشم الرفاعي " ..
حتى سرى في النيل صوت مؤذن بالفجر فجر المجد والعزمات
وأنا أؤمن أن وقعها مؤلم على طغاة العالم كما هو الحال في ميدان الجهاد ..فهي تزلزل الكفر في عقر داره . كما كان في الشيشان حينما يسمع الروس التكبير يبولون على أنفسهم ..
قال " الأستاذ فهمي هويدي " يومافي احد مقالاته .. أثناء انعقاد مؤتمر صحفي في القاهرة قالت صحفية فرنسية .
(ألا ترون أن الآذان خمس مرات يومياً يذكى من ظاهرة التطرف)
ولا اعرف هل هناك ثمة رابطة ما بين ما قالته الصحفية ضد المساجد والماذن .. سواء في البوسنة أو مسجد بابري بالهند أو أنفاق تحت مسجد الأقصى المبارك او ماذن البوسنة والفلوجة.. وهاهي أحوال المساجد الاخرى في فلسطين ويصدم المسلمين بتقرير ساقته مجلة المجتمع الكويتيةالعدد 1214وكيف حولوا مساحدنا الى نواد ليلية يفعلون بها كل قبيح اوملاه ليلية او مكبات للنفايات ومزابل اولكنيس يهودي وعزز التقرير بصورتين احداها لمسجد وضعوا في قبلتة نجمة داوود ذرقاء…….
كانت قيمة الكلمة الكلمة.. هي ان تتصدر الجموع وتلبس الكفن .. وتشهر سيف الحق والعدالة ونبالة الرسالة..
ولقد قال .. " المصطفى r " .. " إذا هابت أمتى أن تقول للظالم ياظالم فقد تودع منها"
إن كلمة الحق من المقدرة بمكان أن تسفل كلمة الباطل وتعلى كلمة الله .. في الارض ولقد ذكرالقرآن كلمات الثوار من الأنبياء ضد الكفر الفرعوني أو النمرودي . فها هو " إبراهيم " أبو الأنبياء
يدحض حجج النمرود باسلوب بليغ فيبهت الكافر ويصدم .. ويفقد الجوله . هاهو " موسى "
الكريم مع فرعون .. والرد البليغ المعجز ..
) قال فمن ربكما ياموسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى قال فما بال القرون
الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لايضل ربي ولاينسى (
هاهو الطفل في قصة اصحاب الاخدود الصغير يقول .... لأمه اصبري ياأماه فأنت على الحق .. مثل هذه الكلمات يخلدها ..التاريخ ويسير بها الركبان . ومثله أيضاً في تلك القصة التي كان بطلها طفل
صغير - رأى حاكماً ظالماً .. فقال الطفل إنه عار تماماً . إنه عار حتى من ورقة التوت..
قالوا ان اضعف مداد يخطه القلم ابقى من احد ذاكرة
the weakest ink is better than the greatest memory..
الا ان قيمة الشهداء دوما انهم يوقعون بدماءهم ..فيكون اكثر بقاء من المداد ..
.. ذلك كما هي طبيعة الثوار دوما.. وبتوقيع الدم تعرى كل الأقنعة..و ليتوقف الفعل المضارع للاستبداد عن ممارسة افعاله الجهنمية..
بقي ان نقول قضية القلم و الكلمة ووصولها الى المتلقي ليست بالأمر الهين في إطار الإبداع سواء من جرح القلب واسقاء الشعر منه كما قال ابو شبكة او المعاناة في اخراج نزيف المشاعر على سطح الورقة فعلى ما اعتقد ان ابراهيم ناجي قد ضرب رأسه في الحائط عشرات المرات مع كل بيت ليخرج لنا الأطلال هذا هو الشعور الذي استنتجه من مفرداته..
وهناك على الجانب الاخر قد لاحظتها في من رؤى بعض الكتاب الإسلاميين.. حيث تكون معظم الإلهامات له اثناء سماعه .. لآيات القران في الصلاة فمع الوضوء وفنح مسام البشرة والاذن.. بماء الوضوء والاقبال على الله وانسيابية القران مع روحك قد تستوعب اشياء لم تكن تستوعبها.. في الأحوال الأخرى..
في مكان اخر وهذا ربما كان السر في استشهاد الفراهيدي نظرا لأصتدامه بأحد سواري المسجد.
تقول الباحثة سلام خياط:بالكلمة شيدت الحضارات وتلاقت المعارف
وفلسفات والعدم والخلود والفناء وتؤكد الكاتبة انتصار العقيل
بهذا الصدد في احد المقالات.. ان الكلمة المبدعة بأنواعها سواء أكانت شعرا او رواية او مقالة هي [ هبة ] طبيعية غير مكتسبة [ هبة ] من الخالق ينعم بها على المبدع فيميزه عن سائر البشر… وتؤكد ان المعاناة هي اهم عامل محرك لجذوة فكره …واقوى محرض لها في دروب الابداع الوعرة..وبهذا تؤكد ما سقناه في وضعية ناجي مع الاطلال ..
وتذكر الكاتبة كلمة لوركا في هذا الصدد ياله من الم الا يكون لك الم وان الابداع لايذهب الى الجحيم.. بل الى فردوس التألق والجمال والخلود.
مجد الكلمة في عالم تقنية المعلومات.
*في عالم النظريات والقوانيين رأينا ان النظرية يمكن ان تلغى بنظرية اخرى استجدت على الساحة
اما القانون فهو امر ثابت قد اخذ شكله النهائي بناء على تجربة او استنتاج.. من هنا كانت مرجعية الامة في الحق المنزل من السماء ..
وكان لابد ان نقول بعد ان مضغنا الفكر الغربي جيدا.. ثم بصقناه.. ان مجد المعلومة الإسلامية بزخمها الالهي المنزل تأخذ شكل القانون الغير قابل للإجهاض حتى يرث الله الأرض ومن عليها نظرا لمصداقيتها كحق منزل وإعجازها العلمي على مر العصور..
ذلك لان مجد المعلومة المنزلة تقص الحق والله خير الفاصلين … انه امر سماوي من عليم خبير وليست بقول شيطان ولا ساحر ولا كاهن.. ناهيك عن ان المعلومة الإلهية نور والعلم كما قال الكواكبي قبسة من نور الله …فكم من ارفف للمكتبات اكتظت بالمراجع والكتب نسجا لمفرداتنا وكلماتنا حول اية او سورة معينة ذلك لان مجد المعلومة الالهية ربما تكون اية واحدة بمثابة قران كامل..
تكمن قيمة مجد الكلمة الإسلامية لنا ككتاب .. في ان نعرض كلماتنا لأشعة نورانية كلام الله .. فانعكاسية نور الكلام الالهي على كلماتنا يعطيها .. ذلك الزخم من المجد .. والبقاء والخلود ..
تكمن اهمية المعلومة انها ركيزة البحث وانها تشكل وتهندس حياة الأمم والشعوب..
ونحن امة ذات وضع خاص وهذا الوضع الخاص وسط الضخ المعلوماتي الهائل اليوم..فلابد ان نأخذ المعلومة بالتدبر والدراسة والتحليل..قبل ان تستقر في ذهنه كمبدا حياتي.
والنهاية للحق دوما .إذ ان الباطل يعتبر بمثابة العدم ليس له وجود..[ وان بقي من الحق ذرة ازالت جبال الباطل]
نحن ضد الانزوائية الفكرية والدونية الفكرية وفي المقابل نطمح في الهيمنة والندية وهذا امر يلزمه الذهن المتوقد والتمسك بالثوابت.. بل والموت في سبيل تلك الثوابت..
والغرب يدرك ذلك فلقد جاء بمقال اسمة موت اللغات نشرته التايم الأمريكية في 7 يوليو97
[ ان مازال هناك أفراد معينين من جماعات محدده لهم القدرة على ارباك قوى العولمة والثقافة الشاملة ويؤكد المقال..
[ ان هؤلاء المتشبثين بلغاتهم وثقافاتهم سيكون لهم الكلمة النهائية في هذا الموضوع ]
أنا لا أخاف على الأمة من هذا الوضع الغربي الذي يتسيد

2011/01/10

رئاسة الوزراء في مصر من وجه نظر الحكومة


مرت التشكيلات الوزارية بعد قيام الثورة عام 1952وحتى الآن بعدة مراحل هى :
مرحلة الرئيس جمال عبد الناصر : شهدت الفترة التي امتدت من قيام الثورة وحتى وفاة الرئيس عبد الناصر ( 52 – 1971) 18 تشكيلاً وزارياً وكان كل من تولي منصب رئاسة الوزراء من العسكريين ، وذلك باستثناء وزارة علي ماهر في يوليو 1952 . ويلاحظ على هذه المرحلة ما يلى :في الفترة من 23 يوليو 1952 وحتى 27 ابريل 1954 كان متوسط عمر الوزارة ثلاثة أشهر وأصبح 17 شهراً في الفترة من 1954 – 1964 .اما في الفترة من مارس 1964 وحتى وفاة عبد الناصر في 1970 فقد انخفض متوسط عمر الوزارة إلي 14 شهراً ، وبصورة عامة فإن متوسط عمر الوزارة في عهد عبد الناصر كان نحو 14 شهراً . وخلال الفترة 1952 – 1970 تولي عبد الناصر رئاسة الوزارة ثماني مرات ، وباستثناء الوزارات التي ترأسها رئيس الجمهورية ، فإن أطول الوزارات عمراً في عهده كانت تلك التي ترأسها نور الدين طراف في أكتوبر 1958 ، في فترة الوحدة مع سوريا واستمرت 23 شهراً في حين كان أقلها عمراً تلك التي استمرت أقل من شهر ( 25 فبراير – 8مارس 1954) والتي انهارت في ظروف أزمة مارس ، والخلاف بين عبد الناصر ومحمد نجيب . مرحلة الرئيس محمد أنور السادات : شهدت فترة حكم الرئيس السادات من ( 1970 – 1981 ) 16 تشكيلا وزارياً ، تولي أنور السادات رئاسة الوزارة فيها ثلاث مرات ،وبلغ متوسط عمر الوزارة نحو7 شهور، وكان معظم رؤساء الوزارة من المدنيين ، وتعتبر وزارة السادات الثالثة ( مايو 1980) هي أطول الوزارات عمراً خلال فترة حكمه ، إذ استمرت 17 شهراً وحتى اغتياله في أكتوبر 1981 .ولقد زاد خلال فترة السادات تكرار تولي شخص واحد لرئاسة الوزارة ، فممدوح سالم علي سبيل المثال تولي رئاسة الوزارة بشكل متـــتال لعدد 5 مرات ، ومحمود فوزي 4 مرات ، ومصطفي خليل مرتين .وتعتبر وزارة محمود فوزي الأولي هي أقل الوزارات عمراً اذ استمرت نحو شهر واحد فقط ( 20 أكتوبر – 18 نوفمبر 1970 . مرحلة الرئيس محمد حسني مبارك : اما عن فترة الرئيس مبارك التي تمتد من عــام 1981 حتـى الآن ( 2009) ، فلقد تولي رئاسة الوزارة 8 شخصيات وهم علي الترتيب محمد حسني مبارك ، د. فؤاد محي الدين ، كمال حسن علي ، د. علي لطفـي ، د. عاطف صدقي ، ود. كمال الجنزورى ، د. عاطف عبيد ، ً د. أحمد نظيف . وفي فترة الرئيس مبارك تأكد الطابع المدني للوزارة ، كما تمتعت الوزارة بأعلي درجة من الاستقرار منذ عام 1952 .وتعتبر وزارة د. عاطف صدقي أطول الوزارات في عهد الرئيس مبارك بل وأطول الوزارات عمراً منذ قيام ثورة 1952، إذ استمرت من نوفمبر 1986 إلي يناير 1996 ،ومع استمرار رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء ، فقد شهدت عضويتها عدداً كبيراً من التغييرات . ثم تشكلت وزارة جديدة في أكتوبر 1999 برئاسة د. عاطف عبيد كان من أهم أولوياتها : المضي في المشروعات القومية الكبري و تنفيذ المشروع القومي للنهضة التكنولوجية ، وتعميق مفهوم دولة المؤسسات ،وتحسين الأداء الاقتصادي المصري وزيادة قدرته التصديرية ، وكذلك الالتزام بتحقيق العدالة الاجتماعية .وفي نوفمبر 2001 حدث تغيير وزاري محدود داخل وزارة د. عاطف عبيد شمل 6 وزارات فقط هي الصناعة والتخطيط والكهرباء والبيئة والتجارة الخارجية والاقتصاد.وفي يوليو 2004 أعلن تشكيل وزاري جديد برئاسة د. أحمد نظيف شمل 14 وزيراً جديداً ، 20 وزيراً احتفظوا بمقاعدهم بينهم 4 تغيرت مواقعهم الوزارية . وعقب الانتخابات الرئاسية عام 2005 تقدمة الحكومة باستقالتها إلى رئيس الجمهورية الذى كلفها بالاستمرار فى عملها حتى تم تشكيل الحكومة الجديدة بالقرار الجمهورى رقم 424 فى 30/12/2005 برئاسة الدكتور / أحمد نظيف أيضا شمل 8 وزراء جدد، ودمج بعض الوزارات ،واحتفظ 22 وزيراً بمقاعدهم بينهم وزير تم تبديل الحقيبة الوزارية له لتصبح بذلك عدد الوزارات 30 وزارة بدل من 34 وزارة فى الحكومة السابقة مباشرة. وفى مارس عام 2009 صدر القرار الجمهورى رقم 74 لسنة 2009 ،و الذى أجرى تغيراً وزارياً محدداً شمل وزارة الرى ونص على استبدال مسمى وزير الصحة والسكان بمسمى وزير الصحة ،وجعل شئون السكان فى مصر من اختصاص وزارة جديدة تحت مسمى وزارة الأسرة والسكان. مما سبق يتضح ما يلى :- 1- أن متوسط عمر الوزارة قد حقق أعلي المعدلات في فترة الرئيس مبارك مما يعكس استقراراً مؤسسياً عالياً .2- أن فترة الرئيس السادات شهدت أعلي معدل تكرارات لتولي شخص واحد منصب رئاسة الوزراء لأكثر من مرة .3- ويعتبر التشكيل الوزارى الذى رأسه الرئيس جمال عبد الناصر الأول أقل التشكيلات الوزاية عمراً اذ استمر لأيام معدودة ( 25 فبراير – 8 مارس 1954 ) بينما تعتبر وزارة د. عاطف صدقي أطول رؤساء مجالس الوزارات استمراراً فى منصبه عمراً ( 110 شهــراً

سوئل 10 وزراء سابقين: طردوك ازاي يا معالي الوزير؟



الكفراوي: تقدمت باستقالتي حتي لا يطردوني جويلي: الحديث في حساس ويسبب مشاكل الليثي: أبلغوني بالإقالة وأنا في مكتبي عمارة: الحكومة أهانتني أبوالمجد: لا يشرفني لقب «وزير» «مكالمة تليفونية» قد تحمل في مضمونها الشكر والاعتذار إلا أنها في النهاية تكون اللحظات الأخيرة لمعالي الوزير الذي يضاف إلي لقبه كلمة «سابق».. وسرعان ما يقوم «السابق».. بجمع كل متعلقاته من مكتبه ويستعد لاستقبال الوزير الجديد الذي يتلقي منه الحقيبة الوزارية وهذه هي إحدي الطرق التقليدية للفصول الأخيرة في حياة أي وزير مقال. وعلي الجانب الآخر توجد طرق غير تقليدية في اقالة معالي الوزير ولعل آخر ما حدث مع وزير التعليم المقال حديثاً د.يسري الجمل الذي تلقي خبر اقالته وهو يستعد لتلقي مصل إنفلونزا الخنازير من باب الشو الإعلامي لبث روح الاطمئنان بين أولياء أمور التلاميذ وهناك بعض الوزراء تلقي خبر اقصائه وهو خارج حدود الوطن في مهمة رسمية وغيرها وغيرها من الاساليب التي تحمل في مضمونها الاطاحة وليس الاقالة. «الموجز» رصدت طريقة الاقالة أو الاطاحة وسألت 10 وزراء سابقين عن اللحظات الأخيرة لهم في دواوين الوزارة وكيف تعرضوا للاقالة بطريقة مهينة كما حدث مع محمود أبوزيد وزير الري والدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم وقبلهم الدكتور أحمد جويلي وزير التموين وأحمد الليثي وزير الزراعة وحسب الله الكفراوي وزير الإسكان والدكتور عبدالمنعم عمارة وزير الشباب والرياضة وغيرهم والمشكلة تأتي من اسلوب الحكومة في التعامل مع خروج الوزير من منصبه والتي تجعل من هؤلاء الوزراء شهداء وضحايا حتي ولو كان بعضهم فشل في مكانه ومع ذلك بعض الوزراء السابقين بعد التغيير يحظون برعاية الحكومة وينالون العديد من المناصب المهمة مثل رئاسة بنك أو شركة أو هيئة ما ومنهم إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق الذي تولي رئاسة شركة الخدمات البترولية والبعض الآخر الذين لا ترضي عنهم الحكومة ويسدل عليهم الستار ويعاملون مثل خيل الحكومة ولا يجدون أمامهم سوي العمل العام أو المعارضة ومنهم الدكتور يحيي الجمل وزير التنمية الإدارية الذي تولي حزب الجبهة الديمقراطية لفترة وعلي السلمي وزير التنمية الإدارية وحالياً عضو في حزب الوفد وغيرهما. وهناك نماذج من الوزراء السابقين استطاعوا أن يحفروا أسماءهم في التاريخ المصري وحظوا بحب وتقدير المصريين نتيجة جهودهم وانجازاتهم أثناء توليهم كرسي الوزارة ومنهم كان الدكتور حسب الله الكفراوي وزير الإسكان والتعمير الأسبق الذي تولي منصبه عام 1977 وخرج من تشكيل حكومة د.عاطف صدقي في عام 1993 البعض أطلق عليه لقب «ابوالمدن الجديدة»، حيث قام بتأسيس نحو 17 مدينة خلال 17 عاماً مدة توليه وزارة الإسكان منها مدينة 6 أكتوبر والعاشر من رمضان ودمياط الجديدة وغيرها.. أيضاً قام بتأسيس بنك الإسكان والتعمير عام 1978 بهدف تمويل مشروعات بناء الوحدات السكنية للشباب وكان نتاج ذلك بناء ما يقرب من مليوني وحدة سكنية لمحدودي الدخل وقيل عنه إنه كان اعف الناس يداً وأكثرهم اخلاصا وصدقا وقضي حياته كوزير كل ما يشغله هو توفير سقف لكل مواطن وإنشاء مدن جديدة. وقضي الكفراوي حوالي خمس سنوات في عهد السادات و12 عاماً في عهد مبارك وعندما خرج من الوزارة عام 1993 كانت بالنسبة له اسعد لحظات حياته بعكس غيره من الوزراء وذلك لأنه كان غير راض عن سياسة الحكومة، لذلك تقدم الكفراوي بطلب اعفائه من منصبه مرتين لكن الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك وقتها اقترح عليه عدم تقديم الاستقالة والانتظار حتي التعديل الوزاري القريب وكان رد الكفراوي علي الدكتور الباز «يعني عايزني أخرج مع الوزراء الأقل كفاءة فكان رد الدكتور الباز لا اطمئن يا دكتور هتخرج مع اللي زيك»، بعد خروج الكفراوي شعر بأن دوره لم ينته في الحياة لذلك قرر أن يخوض الحياة السياسية وأن يفصح عن آرائه وانتقاداته للحكومة بحرية وكان ذلك من خلال مشاركته في بعض الحركات السياسية التي ظهرت خلال السنوات الماضية، بالإضافة لتصريحاته اللاذعة التي يطلقها من وقت لآخر لمهاجمة الحكومة والنظام. ويقول الدكتور أحمد كمال أبوالمجد وزير الإعلام الأسبق وحالياً نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان إن الوزارة بالنسبة له مجرد عمل عام خرج منه منذ 35 عاماً حيث عين وزيراً للشباب أثناء حكومة الدكتور عزيز صدقي وبعدها تسلم وزارة الإعلام مع حكومة الدكتور عبدالعزيز حجازي إلا أنه يذكر أن الفترة التي قضاها وزيراً للشباب كانت أهم من فترة وزارة الإعلام، حيث كان اهتمامه ينصب دائماً علي العمل العام والاهتمام بالشباب وعن لحظات خروجه من الوزارة قال إنه لم يحزن علي ترك الوزارة خاصة أنه كان أستاذاً جامعياً وكاتبا إسلاميا وشعر أن عمله الآن أفضل كثيراً من الماضي مؤكداً: أنا اغصب عندما يخاطبني أحد بلقب وزير لأن ذلك اللفظ يرتبط بفترة العمل الوزاري والمفترض أن تنتهي مع انتهاء الوظيفة لكني أكون سعيداً واتشرف بلقب دكتور أكثر. ويوضح الدكتور أبوالمجد أنه ينبغي علي الوزراء السابقين أن يكون لديهم حق المواطنة والمعارضة ولكن بدون سب أو اهانة وأضاف: ليس عيباً أن تكون هناك علاقة بين النظام والوزير السابق بل يجب أن يهتم النظام بهؤلاء الوزراء السابقين وتوفير حياة كريمة لهم وهذا حقهم. أما الدكتور أحمد جويلي وزير التموين الأسبق فقد رفض الحديث عن لحظات خروجه من الوزارة بعد تغيير حكومة الدكتور كمال الجنزوري عام 1999، وقال الحديث في هذا الأمر حساس للغاية لكن هذا لا يعني أن نغفل دوره عندما أصبح وزيراً للتموين والتجارة الداخلية في حكومة الدكتور عاطف صدقي عام 1994 والذي يشهد له بأنه حارب السلع مجهولة المنشأ وإعاد تنظيم وتفعيل وزارة التموين وقضي علي ظاهرة اختفاء بعض السلع الأساسية في الأسواق وقضي علي الاحتكار من وقته وارتفع رصيده لدي الجماهير ونال حب واحترام رجل الشارع وكان خروج جويلي من الوزارة نتيجة لرفضه الانضمام إلي حكومة الدكتور عاطف عبيد عام 1999 وذلك لأنه لم يقبل سحب اختصاصات التجارة منه وضمها إلي الدكتور يوسف بطرس غالي كما أنه تعرض للعديد من الهجمات الشرسة ضده في ذلك الوقت بسبب مواقفه وفي انتخابات مجلس الشعب في عام 1995 تم ترشيحه في دائرة الجيزة والتي اضطر فيها لخوض جولة إعادة نتيجة عدم وقوف الحزب الوطني ومساندته له بالقدر الكافي. بعد الوزارة تولي الدكتور جويلي منصب الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية أيضاً وقام بالعمل مع الأمير الوليد بن طلال في مشروع توشكي. وهناك نماذج من الوزراء اختفوا تماماً من الساحة بعد خروجهم من الوزارة ومنهم الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم والذي يحسب له التنظيم الطليعي الذي تأسس في عهد الرئيس جمال عبدالناصر وبهاء الدين رفض الحديث مؤكداً أنه اتخذ قراراً بالابتعاد عن الإعلام منذ 4 سنوات موضحاً أنه أخذ حظه من العمل العام والحكومي واكتفي بعمله الخاص. أما الحديث عن تعامل الحكومة مع الوزراء السابقين مثل خيل الحكومة فقد أكده أحمد العماوي وزير القوي العاملة السابق الذي قال إن الحكومة تتعامل بطريقة غير لائقة في ابلاغ الوزراء بخبر الاقالة أو التغيير حيث ينبغي أن يتم ذلك من خلال بروتوكول معين منعاً للاحراج الذي يتعرض له الوزير الذي ترك المنصب والمفروض أن تكون مسألة اختيار الوزراء وتعيينهم محسوبة ومعلنة ولا تحدث عملية الاستغناء عنه فجأة بشكل مهين حي يستطيع الشخص أن يرتب نفسه علي الوضع الجديد وينهي عمله بشكل محترم ويحمل اغراضه في هدوء لكن ما يحدث يشعرك وكأن خروج هذا الوزير فضيحة في دقائق قليلة يحمل اغراضه ويترك مكتبه حتي بدون أن يودع زملاءه في العمل ويذكر العماوي واقعة منذ 15 عاماً عندما كان أحد المحافظين في اجتماع مع مرؤسيه لاداعي لذكر اسمه وفي وقت الاجتماع شاهد مدير مكتبه المحافظ الجديد يقوم بتأدية اليمين في التليفزيون وتحدث علي الفور إلي المحافظ الذي وجد مجلس الوزراء علي الهاتف يبلغه بالتغيير وهذه كانت أكبر اهانة لهذا المسئول لذلك يجب تغيير الاسلوب الذي تستخدمه الحكومة في القيام بالتعديل أو التغيير الوزاري لذلك أشار العماوي لسياسة التمييز التي تمارسها الحكومة في التعامل مع الوزراء السابقين، حيث تنعم علي البعض بمراكز وقيادات مرموقة وتهمل البعض الآخر وتحكم عليهم بالاعدام السياسي وقال العماوي إنه منذ ترك منصبه عام 2003 يتقاضي معاشاً 1200 جنيه شهرياً ويتساءل كيف يواجه الحياة بهذا الراتب الضعيف بعد أن أصبح فجأة يعيش حياة الناس العاديين وابتعدت عنه الأضواء لذلك فهو يشعر بالحزن والأسف لعدم اهتمام الدولة بالوزراء السابقين إلي هذا الحد المهين، ويتساءل أين الاحترام والتقدير من الدولة للرجل الذي شغل منصباً مهما لسنوات؟! ويؤكد العماوي أن وضع الوزير في مصر هو الاسوأ علي مستوي الدول العربية باختلاف ظروفها الاقتصادية وهذا ما يصيبه بالإحراج عند لقائه مع نظرائه العرب ويجد الاختلاف الكبير بين تعامل حكومتهم معهم وتعامل مصر مع وزرائها السابقين. أما المهندس أحمد الليثي وزير الزراعة السابق والذي تولي الوزارة لمدة عام واحد وتركها عام 2005 ويحسب له خلالها انه رفع شعار الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح وعدد من السياسات التي حاولت تصحيح مسارات سابقه وزير الزراعة يوسف والي وعن لحظات خروجه قال ابلغت عن طريق تليفون من مجلس الوزراء وأنا في مكتبي بالوزارة في الخامسة مساء وكانت لدي لقاءات فقمت بالغائها، وفي رأيي المفروض أن تتم هذه المسألة بشيء من الاحترام لأنه صعب جداً علي أي وزير سماع هذا الخبر لذا نري انه في حال كلف رئيس الجمهورية رئيس الوزراء بتغيير وزراء في هذا الوقت يجب أن يستدعي رئيس الحكومة الوزراء في مكتبه وابلاغهم بالخبر قبل ابلاغ الوزراء الجدد لمنحهم قدرا كافيا لتقبل المسألة وحتي لا يقعوا في احراج مع اقرانهم وزملائهم في العمل ثم إن الخروج من الوزارة لا يعني نهاية العالم لكي تتم العملية بهذه الطريقة المهينة والتي تألمت منها سابقاً. الدكتور عبدالمنعم عمارة الذي كان وزيراً للشباب والرياضة وقبلها محافظا للإسماعلية، قال إن التعديل الوزاري يتم في مصر منذ قيام ثورة يوليو 1952 وهو سمة من سمات الحكومة غير الديمقراطية ففي أمريكا يتم اختيار المسئولين والوزراء بطريقة معلنة حيث يتم تقديمهم للكونجرس وبعد إجراء عدد من استطلاعات الرأي الجماهيرية عليهم يتم تحديد قبول أو رفض هؤلاء المرشحين أما في مصر فلا توجد معايير لاختيار الوزراء ولا توجد مدة محددة لبقاء الوزير، حيث إن الاختيار يتم في مصر من خلال الاعتماد علي التنكوقراطيين أو الفنيين أكثر من الاعتماد علي الوزراء السياسيين الذين يعتمدون في سياستهم علي الرأي العام والشعب. ويري الدكتور عمارة ان الوزراء السابقين ينقسمون إلي فريقين منهم فريق المحظوظين الذين تمنحهم الحكومة وظائف كبري «رئيس بنك أو شركة» مثل الدكتور إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق وفريق آخر لا تسأل عنه الحكومة ونحن منهم أما عن خروج المسئول من الوزارة بأي شكل فهذا لا يفيد بمعني آخر بماذا يضر سلخ الشاة بعد ذبحها؟! ولكن يجب أن يكون هناك تمهيد لخروج الوزير لترتيب أوراقه. أما المهندس عصام شرف وزير النقل الأسبق والدكتور يحيي الجمل وزير التنمية الإدارية فرفضا الحديث عن لحظات خروجهما من الوزارة لأسباب خاصة

2011/01/03

وهنا فى قلب مدينتنا ..
يتعلم كل غلام ..
ما معنى صمت الأفواه .. الأقلام ..
مامعنى أى كلام يخلو من أى كلام ..
مامعنى أن تخرس فى القلب «لماذا ؟» ..
أو «كيف ؟» و «أين ؟» و «لم لا ؟» ..
وجميع علامات الاستفهام ..
لا تبقى إلا الـ «مش معقول »..
أللامعقول ..
لاتبقى غير علامات تعجب ..
ورويداً يغدو العجب ذهول ..
ورويداً تنصب خيمات الصمت على المعقول ..
الصمت .. الصمت ..
ويحل على الغلمان ظلام الموت ..
والواحد بعد الأخر .. يسكت صوت ..
بعد الصوت ....
وإذا الكلمة ..
فى الأسواق بضاعة ..
قبل الفتح مباعة ..
سقطت «ماذا» .. «كيف» ...
سقطت كل علامات الاستفهام ..
سقط العقل ..

ليسوا مصريين ولا مسلمين!..سلامة أحمد سلامة


أن تقع تلك المجزرة الشنعاء بحق الإخوة المسيحيين وهم على أبواب كنيسة القديسين بالإسكندرية بعد أن أدوا صلاة قداس عيد الميلاد ليلة رأس السنة، إنما يقطع بأن مرتكبى الجريمة المروعة ليسوا مصريين ولا مسلمين ولا ينتمون لأى جنس أو دين. لأنهم بتلك الجريمة لا يفجرون صفوف الشعب المصرى فحسب ولكنهم أيضا يستنزلون اللعنات على الذين يشوهون مبادئ التسامح والأخوة فى كل العقائد السماوية بما فيها الإسلام.تبدو هذه الجريمة الإرهابية التى اختير توقيتها فى لحظات السكينة والدعاء بالأمل فى عام جديد، يخلو من الكوارث والحروب ويسوده السلام على الأرض والمحبة بين الناس، وكأنها رسالة تنذر بشرور جسيمة وتوحى بأن الذين أضمروا الشر والعدوان سوف يواصلون شرهم وعدوانهم لتمزيق الأمة وإضعافها لحساب أعداء يريدون إنزال الضرر بمصر عن طريق إثارة الكراهية ضد المسلمين أنفسهم. والتفرقة بينهم وبين إخوانهم المسيحيين.والحاصل أن لهذا الحادث سوابق لا تجدها إلا فى المشرق العربى من خلال حملات الاعتداء المنظمة على بيوت المسيحيين العراقيين وكنائسهم، التى بدأت بتفجير كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك فى أكتوبر الماضى وأسفرت عن مقتل 44 مصليا وكاهنين. وما تلاها بعد ذلك من اعتداءات على منازل أسر مسيحية فى مناطق متفرقة من بغداد، جاءت امتدادا لهجمات مماثلة تعرض لها المسيحيون فى العراق قبل عامين.. أخذت شكلا منظما ونسبته حكومة العراق إلى تنظيم القاعدة.وليس معروفا حتى الآن ما هى حقيقة تنظيم القاعدة فى العراق وكيف أمكنه أن يعشش بخلاياه فى ظل السيطرة شبه الكاملة للقوات الأمريكية على كل دبة نملة فى العراق طوال السنوات الخمس الماضية. غير أن الاتهامات توجه أيضا إلى بعض الفصائل وشخصيات سياسية فى العراق بالقيام بحملات ضد المسيحيين لإرغامهم على الهرب وترك ممتلكاتهم.يتبادر إلى الذهن ما يجرى فى العراق بعد الأنباء التى ترددت عن تهديدات مصدرها تنظيم القاعدة إلى الكنائس المصرية للإفراج عن سيدتين احتجزتهما الكنيسة لقضايا تتعلق باعتناق الإسلام.وسواء كانت هناك أصابع أجنبية أو لم تكن ــ وهى حجة تتردد دائما فى مثل هذه الظروف ــ فالثابت أن الجهود السطحية التى تبذل واللقاءات الودية التى تعقد بين القيادات الإسلامية والمسيحية لا تصل إلى لب المشكلة، ولا تقدم حلولا ناجعة ولا تخفف حدة الاستقطاب والتوتر بين العناصر المتطرفة والمتعصبة فى الطرفين. ولعل الوصول إلى هذه العناصر والتعامل معها هو لب المشكلة وهو مسئولية القيادات الدينية من الجانبين، ومسئولية المجتمع والمدرسة والمسجد ومختلف المؤسسات الاجتماعية!أن تصل الأمور إلى حد تدبير عملية انتحارية ضد الكنائس معناه أن بابا جديدا من الإرهاب قد فتح. وأن ثورة غضب المسيحيين لن تطفئه مقابلة البابا والرئيس أو البابا وشيخ الأزهر. بل علينا أن نتوقع مزيدا من الغضب. وأن نبحث عن أسلوب أكثر جدية فى حماية المسيحيين وممتلكاتهم ودور عبادتهم.إن أول رد فعل تثيره مثل هذه الاعتداءات البربرية أنها تلطخ صورة مصر فى عيون العالم الخارجى التى لا يظهر منها غير الجهد الخارق فى الحفاظ على نظام الحكم.. وهى تعطى مبررا وذريعة لجهات مثل بابا الفاتيكان ــ الذى لا يخفى كراهيته للإسلام والمسلمين ــ كى يطالب بتدخل دولى لحماية المسيحيين فى الشرق الأوسط، قاصدا بذلك مصر والعراق. ولعلنا نعرف أن ما تعرض له المسيحيون فى العراق قد أثار ثائرة دول عديدة على نظام نور المالكى فى بغداد. وبصفة عامة فإن انتشار مناخ الإسلاموفوبيا الذى يجتاح أوروبا الآن والذى بدأ يطال جماعات المهاجرين المسلمين والعرب عموما فى أوروبا، مرجعه إلى أحداث العنف الدينى التى تشهدها المنطقة وانتشار المصادمات بين الطوائف والأديان المختلفة.. وهو ثمن مضاعف لابد أن ندفعه فى علاقاتنا بالعالم الخارجى!!

مدونتي صديقتي

أنا انثي لاأنحني كــي ألتقط ماسقط من عيني أبــــدا