مقال يهمك

2009/05/05

بحيرة المنزلة



من بين البحيرات الاربع " مريوط - ادكو - البرلس- المنزلة " تتداعى منذ السبعينيات وحتى اليوم بحيرة المنزلة - اكبر البحيرات المصرية على الاطلاق - ويتم اعدامها لحظه بلحظة ويوما بيوم وكأن قدرها السئ ان تقع بين محافظات خمس " بورسعيد - الاسماعيلية - الشرقية- الدقهلية - دمياط" فبدلا من ان تقوم تلك المحافظات برعايتها والاهتمام بها على أساس انها اكبر البحيرات انتاجا للسمك اذ يبلغ انتاجها السنوى 60 الف طن بنسبة 35 % من انتاج البحيرات الشمالية والذى يقدر بــ 172 الف طن سنويا اذ بتلك المحافظات وايضا الوزارات المعنيه وغير المعنية " تهيل عليها التراب فاعمال الردم تجرى على قدم وساق والتجفيف يقتطع منها مساحات شاسعة مع العمد وسبق الاصرار

تناقصت مساحه البحيرة من 750 الف فدان الى 190 الف فدان عام 1990 حتى الان وصلت اقل من100 الف فدان وذلك نتيجه اعمال الردم والتجفيف والتجريف فى مناطق كبيرة منها فبعد ان كانت تطل على خمس محافظات اصبحت تطل الان على ثلاث محافظات فقط
فبعد ان كانت تنتج كافة أنواع الأسماك البحرية فأصبح إنتاجها واقفا على البلطي كان يخرج منها عشرات سيارات النقل محملة بالأسماك إلى كافة أنحاء الجمهورية فأصبح الأن لا يخرج منها سوى بضع سيارات
فالانفلات الامني واستيلاء اصحاب السلطة والسطوة على بحيرة المنزلة في غياب من سلطة الحكومة الرادعه حتى صارت البحيرة مباحه لمن يملك السلاح والدعم من السلطة ، مما تسبب في تعرض الفقراء للقتل . ومنع الفقراء من الصيد كما يحدث في منطقة "قعر البحر" بجنوب بورسعيد بسبب سيطرة بعض الأفراد على البحيرة بالسلاح والمعدات الثقيلة مدعين ان معهم أسماء مسئولين كبار وأيضاً يتم توزيع الأراضي بالاموال على من يؤيدهم وترك الفقراء. فمن اعطاهم هذه السلطة ؟ .. واين الحكومة في مثل هذه المهزله ؟!!

بحيرة كبيرة كبحيرة المنزلة يسيطر عليها مجموعة من العاطلين يتحكمون في رزق أكثر من 25 ألف صياد تشكل البحيرة مصدر رزقهم الوحيد ويفرضون عليهم الإتاوات ! * البلطجية الذين سيطروا علي البحيرة يطاردون سفنهم باللنشات المزودة بالمواتير والمسماة "بالطيار" مسلحين بالأسلحة النارية ويحصلون الإتاوات علي أي كمية سمك يصطادها هؤلاء المساكين وقبل أن يخرجوا بها للشاطئ !! ومن لا يدفع يموت جوعاً هو وأولاده فلا يسمحون له بالنزول للبحيرة وإذا تحداهم ضربوا مركبه و حرقوا شباكه. * هذه الحرب التي تمارس علي ناس بسطاء ضعيفي الحيلة ليست وليدة اليوم فالمشكلة متكررة منذ سنوات تهدأ قليلاً لتعود وتطفو من جديد.. في كل مرة تشن سلطات الأمن حملات واسعة علي البلطجية ويعود الهدوء للبحيرة ثم تبدأ الحرب من جديد. * الغريب ان البلطجية معظمهم فارين من أحكام صادرة ضدهم مؤخراً وعندما شعروا بتكتل الناس ضدهم نقلوا أعمال البلطجة داخل القري يهددون الناس حتي جعلوهم كالمحبوسين في منازلهم ثم اتخذوا من منطقة الجسر الواقي "الليثيه" منصة لإطلاق الأعيرة النارية ليل نهار وبدون سبب بالإضافة لنزول كراكات يملكونها لوسط البحيرة واقتطاع مساحات كبيرة منها ويمنعون الصيد فيها نهائياً تحت تهديد السلاح بالتعاون مع عدد كبير من البلطجية من مدينة المطرية دقهلية مستخدمين كما قلت اللنش الطيار لتنفيذ جرائمهم والهروب سريعاً من الحملات الأمنية.

فمنذ أكثر من عقدين من الزمان تستقبل بحيرة المنزلة يوميا 11 مليون متر مكعب من الملوثات وهي2 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي القادمة من القاهرة عبر مصرف بحر البقر و9 ملايين متر مكعب من مياه الصرف الزراعي المحملة بما تيسر من بقايا الأسمدة الزراعية والكيماوية غير كميات أخري غير محسوبة من صرف البشر علي البحيرة وعدد لا بأس به من المصانع.هذه المكونات أدت إلي تغيير حاد في بيئة البحيرة وظهور أمراض عديدة بين الصيادين واختفاء أنواع عديدة من الأسماك وظهور نباتات وحشائش المياه العذبة كورد النيل الذي صار سرطان البحيرة وأدي إلي تغيير حاد في سلوكيات الصيد بها كما أدي اختفاء المياه المالحة التي كانت تجدد وتطهر بيئة البحيرة إلي اختفاء الأسماك البحرية وهروب الطيور المهاجرة وارتفاع قاع البحيرة ,أما عن المخالفات فحدث ولا حرج وهي عبارة عن:*مئات المركبات البحرية الصغيرة والكبيرة التي تعمل بالمواتير الممنوعة قانونيا تصول وتجول في عرض البحيرة وشرطة المسطحات عاجزة عن ردعهم. وكما أدي ظهور ورد النيل إلي عجائب أغرب من الخيال فقد تحولت أماكن تجمعه إلي مظلات محببة للأسماك تحميها من برد الشتاء وتقيها حر الصيف فصارت مزارع سمكية طبيعية ومطمعا لمافيا الصيد بالبحيرة حيث بدأ القراصنة في تجميع مسطحات ضخمة من ورد النيل وإحاطتها بعدد كبير من الأوتاد الخشبية( الفرايز) وصل هذه الأوتاد بالحبال والأسلاك فتنشأ ما يسميه الصيادون الأحواش والعلاوي وصارت ملكيات خاصة في قلب البحيرة!والله العظيم * كل هذا لا يمنع من أن نلقى نظرة على المحمية الطبيعية ببحيرة المنزلة والمعروفة باسم محمية اشتوم الجميل وجزيرة تنيس , وهاتان المحميتان تتبعان محافظة بورسعيد ,,وتبعد منطقة اشتوم الجميل 200كم عن القاهرة ومساحتها 180 كم , وتتميز بالتنوع البيولوجى للكائنات حيث تعتبر محمية اشتم الجميل محطة للطيور المهاجرة, وتتميز الأراضي المحيطة بها بانها من نوع الاراضى الرطبة التى لها تميز نباتي خاص .
أن الحفاظ على بحيرة المنزلة يتطلب اتخاذ عدة إجراءات تتمثل فى الحفاظ على المسطح المائي للبحيرة عن طريق تجريم أعمال ردم وتجفيف البحيرة وعدم السماح بإنشاء الطرق أو المشاريع الاقتصادية أو السكانية إلا علي بعد مناسب من شواطئ البحيرة للحد من تناقص مساحة البحيرة و المحافظة على التنوع البيولوجي بمنع وتجريم صيد الذريعة أمام مناطق البواغيز بالاضافه الى تحديد المناطق ذات الأولوية مثل مناطق توالد وحضانة الأسماك، والمناطق ذات الطبيعة المتميزة ومنع التنمية في محيطها.لابد من تشكيل لجنة مشتركة من كل من وزارة البيئة وزارة الموارد المائية والري، وزارة الإسكان ، وزارة الزراعة ،لدراسة ما تراه بشأن وضع خطة لإعادة تأهيل البحيرة يراعى في أولوياتها الأسلوب الأمثل لتطهير قاع البحيرة لإزالة الرسوبيات الملوثة والتي تراكمت على مر السنين من المواد الغير قابلة للتحلل والتي تتواجد في البيئة لمدة طويلة وتستغرق مدة تحللها من شهور إلى عدة سنوات (معادن ثقيلة ، مبيدات ، مركبات عضوية) بالإضافة إلى دراسة الأسلوب الأمثل لتجديد مياه البحيرة وتطوير دورة المياه بين البحر المتوسط وجسم البحيرة خاصة الجنوبي منها لضمان انسياب المياه لجميع مناطق البحيرة سواء كان ذلك عن طريق توسيع وتطهير البواغيز الحالية مع تطهير ممرات المياه المقابلة لها بجسم البحيرة أو زيادة عدد البواغيز لتغطي اكبر مساحة ممكنة من البحيرة و وضع نظام للمتابعة الدورية لإزالة التعديات في البحيرة وفتح مناطق البحيرة على بعضها عن طريق مسارات ومقاطع لضمان سرعة سريان تيار الماء بالبحيرةعلاوة على بحث كيفية رفع كفاءة محطات معالجة الصرف الصحي التي تصرف علي بحيرة المنزلة بشكل مباشر أو غير مباشر من حيث نوعية المياه المعالجة بطرق معالجة .
فمشاكل بحيرة المنزلة تتلخص في
؟ 1- مشكلة التجفيف :دأبت وزارة الزراعة خلال الخمسين عاما الأخيرة على تجفيف مساحات شاسعة من البحيرة دون مراعاة لخطورة الآثار المترتبة على التجفيف وكأن أرض مصر خلت من الأراضي الصحراوية القابلة للإستصلاح وكل الدراسات أكدت أن إنتاجية الفدان المائي تعطي أضعاف إنتاجية الفدان الزراعي فضلا عن التكلفة الباهظة التي يتكلفها الفدان الذي يتم إستصلاحه هذا بالإضافة إلى تبعية أكثر من ثلثي مساحة البحيرة لمحافظة بورسعيد جعل البحيرة خلال العشرين عاما الأخيرة مالا مستباحا لمشروعات وطرق محافظة بورسعيد وكان لإنشاء ترعة السلام بالطريقة التي تمت بها أثرا كبيرا لإستقطاع مئات الألوف من الأفدنة من البحيرة وحتى اليوم مازال سلاح التجفيف مسلطا على رقبة بحيرة المنزلة من قبل بعض الأهالي
2- مشكلة التعديات وطرق الصيد الجائر: كان لتدهور البحيرة ولحالة الإسترخاء الأمني أثرا كبيرا في تشجيع كثير من الأهالي إلى استحداث طرق للصيد تتناسب مع ما آلت اليه البحيرة من تدهور والحصول على أسماك بأي طريقة حتى وأن أدت إلى موت البحيرة و لجأ آخرون إلى تحويط مساحات كبيرة من مياه الصيد الحر بجسور أو تحاويط من السدد والغاب او حلاويق من ورد النيل مما مثل إعتداءا على الملكية العامة للبحيرة وفي ظل استمرارية التدهور فدائما الحاجة تولد لدى الصيادين طرقا جديدة للصيد سعيا للبقاء
3- مشكلة السكوت والتراخي الأمني والعجز القانوني : ماكان لحجم التعديات والصيد الجائر أن يبلغ مداه إلا لعدم وجود منظومة أمنية متكاملة ذات تواجد مستمر وفعال في مختلف أجزاء البحيرة وهو ما كان متحققا في زمن تبعية البحيرة لسلاح الحدود مع إنكارنا لما كان يحدث فيها من تجاوزات للعدل والحق حيث كانت توجد أكشاك أمنية تكفل الردع قبل حدوث التعدي هذا بالإضافة الى أن شبكة القوانين المنظمة للصيد والراعية لحرمات البحيرة غير كافية وبحاجة الى إعادة تقنين حتى تفي بالمستجدات والطوارئ التي حدثت للبحيرة
4- مشكلة الإطماء والتلوث البيئي :كان لنزول ملوثات الصرف الصحي والصناعي ومخلفات ورد النيل وعدم التجديد لمصادر المياه للبحيرة أكبر الأثر في زيادة الرواسب العالقة بقاع البحيرة مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه في أماكن كثيرة من البحيرة وإلى عدم آهلية قاع البحيرة لأن تكون مرعى انتاجيا وآمنا للأسماك 5
- مشكلة عدم تطير البواغيز والفتحات : تتصل بحيرة المنزلة من ناحية الشرق بقناة الأتصال التي تصلها بقناة السويس وهذه شبه مغلقة ويعوقها الكوبري القديم المتهدم وهو مايعرف بكوبري الرسوة ومن ناحية الغرب توجد فتحة العنانية وفتحة الصفارة والرطمة التي تصل مياه النيل بالبحيرة وهذه الفتحات مهملة منذ زمن بعيد ولم تمتد إليها يد التطهير لتنعش البحيرة بالمياه العذبة وخاصة بعد إنشاء ترعة السلام وتتصل البحيرة من الناحية الشمالية بكوبري الجميل القديم وكبري الجميل الجديد وفتحة البغدادي وفتحة الماسورة التي تصل البحيرة بمياه المثلث وكان لانشاء طريق بورسعيد الدائري عائقا صناعيا وصار الكوبريين المقاميين في اتجاه البوغازين عائقين أمام البوغازالقديم والجديد بالاضافة أن البوغازين من ناحية البحيرة في حاجة إلى تطهير دائم ومستمر يمتد الى عمق البحيرة من كافة الإتجاهات وإلى إزالة كافة الحشائش والغاب المعوق لمرور المياه وفتح وتطهير مقاطع تصل البواغيز إلى عمق البحيرة وتتصل البحيرة من الناحية الجنوبية بمصرف بحر البقر ومصرف حادوس الذين يعتبروا المصدرين الرئيسيين لورد النيل في البحيرة الذي يمثل أكبر عوائق البحيرة
والبحيرة ايضا لابد لدخول المياه المالحة من البحر اليها لتطهيرها فمنسوبها الان لا يسمح
فلماذا ما يحدث في بحيرة المنزلة يرضي جميع المسئولين ولا يملكون غير تبريرات وتسويقات
**/زينب الشافعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يهمنا ويشرفنا

مدونتي صديقتي

أنا انثي لاأنحني كــي ألتقط ماسقط من عيني أبــــدا