مقال يهمك

2011/11/24

بعد ضياع‏625 ألف فدان من المنزلة من ينقذ بحيرات مصر من الانفلات السمكي ؟

فوق أرض مصر مساحات مائية يمكن أن تمد المائدة المصرية بكميات هائلة من الأحياء البحرية‏..‏ وأن يحل البروتين السمكي محل اللحوم الحيوانية التي أصبحت مرتفعة الثمن‏.‏
مسلسل التعدى على البحيرات مازال مستمرا

مسلسل التعدى على البحيرات مازال مستمرا
لدينا إحدي عشرة بحيرة عملاقة وبحران في الشمال والشرق ونهر طوله1500 كيلو متر وكلها بيئة صالحة للاستغلال السمكي.. ولكن بحيرات مصر تعاني بدورها من الانفلات الأمني بعد أن ضربها كل أنواع التلوث والصيد الجائر.
وقد فشلت جهود كل مراكز الأبحاث المائية والثروة السمكية المنتشرة في بلادنا من إنقاذ هذه البحيرات وتحويلها الي مواقع انتاج أسماك تكفي كل سكان مصر.. والحق يقال إن هذه المراكز قد نجحت بالفعل في مجرد تسجيل وإثبات ماتتعرض له البحيرات من ضربات مدمرة. ولكنها أعلنت أبحاثها ومخاوفها وألقت بها في الساحة ثم هربت من مسئولية تنفيذها!
قالت الأبحاث كما تشرح د. أميمة خفاجي رئيسة قسم الأسماك بجامعة قناة السويس ـ ان بحيرات مصر وعددها11 بحيرة هي, إدكو والمنزلة والبرلس ومريوط والبردويل وبور فؤاد وقارون والريان وناصر والتمساح والمرة وتوشكي جميعها قد بدأت تتقلص بسبب اعتداءات التجفيف.. فقد تقلصت علي سبيل المثال بحيرة المنزلة العملاقة من750ألف فدان عام56لتصل الي125 ألف فدان عام94وضاع منها625ألف فدان تم تجفيفها بوحشية كان يمكن أن تغطي كل طلبات مصر من الأسماك.. وهذا التقرير خرج منذ15عاما فماذا ياتري وصل الحال ببحيرة المنزلة الآن ؟
وإذا كان هذا الجور قد حدث في بحيرة واحدة فإن التقارير تؤكد تعرض كل بحيرات مصر لهذا المصير دون أي تحذير من قوانين أو عقوبات.
وأكدت الأبحاث أيضا ارتفاع نسب التلوث في مياه بعض هذه البحيرات والتغيرات البيئية مما أدي الي انخفاض ملوحة هذه البحيرات وبالتالي نقص انتاج الأسماك بها.
وقد كشفت التقارير ان بحيرة المنزلة تحتوي علي أملاح الزئبق والزنك في مياهها وأسماكها بنسب عالية مما يتسبب في موت الكثير منها وإصابة الباقي بالتسمم.. واحتلت المنزلة المركز الأول في التسبب باصابات المصريين بمرض الكبد بنسبة تفوق5%.
وتتعرض بحيرات التمساح والمرة لكميات مخيفة من الصرف الصحي والزراعي الذي يصل إليها دون معالجة بما تحمله من مبيدات حشرية وهرمونات مما هدد بحيرات التمساح والمرة والمنزلة والتي تعتبر المصادر الرئيسية للأسماك التي تغزي العاصمة بالذات.. وقد رصدت الهيئة العامة لمشروعات الصرف بالاسماعيلية20مصرفا تلقي مخلفاتها في التمساح والمرة والمنزلة, كما كشفت عن وجود محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي والتي يحظر استخدام المياه الناتجة منها ومع ذلك فإنها تصب في بحيرتي التمساح والمنزلة مما سبب زيادة نسبة غاز كيريتيد الهيدروجين القاتل في المياه.. وطالبت التقارير بتشكيل لجنة من محافظة الاسماعيلية وهيئة قناة السويس والري والزراعة والبيئة لإلغاء هذه المصبات ولكن أحدا لم يستجب ومازال الخطر يتسلل الي هذه البحيرات!
وسجلت البحوث أيضا ضربات موجعة لبحيرة إدكو في الصيد الجائر, حيث يتم الصيد بشباك اسمها الشبت وهي غزول ضيقة جدا تصيد كل أحجام الأسماك حتي الزريعة وتحرم البحيرة منها وتقضي علي الثروة السمكية فيها, حيث تقضي علي الأمهات والزريعة.. ورصدت أيضا مجموعة من الصيادين يلبسون بدل الغطس ويغطسون في قاع البحيرة ويستخدمون غزوا مخالفة لصيد الزريعة وبيعها الي المزارع السمكية بأثمان تصل الي130جنيها لكل ألف زريعة.
وطالبت الدراسات بحفر مصرف يفصل المزارع السمكية عن السطح المائي للبحيرة لمنع أي تعديات.. ولكن أحدا لم يستجب.
أما مياه النيل وهي بيئة صالحة لأسماك البلطي فإن المناطق النظيفة فيها تكاد تنحصر في بحيرة ناصر إذ ثبت أن أسماك بحيرة ناصر, تعتبر أقل الأسماك احتواء علي الملوثات. ولكن تلوث اسماك البلطي ترتفع كلما اقتربنا من شاطيء البحر المتوسط وأن أكثر الأسماك تلوثا في مناطق وسط الدلتا بتلوثها بالمخلفات الصناعية, ومازالت كل التقارير تصرخ مطالبة بإنقاذ البحيرات المصرية من المشكلات الثلاث التجفيف والتلوث والصيد الجائر ولكن أحدا لا يسمع ولا يري ولا يتكلم.

هناك تعليق واحد:

  1. فاروق الجناينى25 نوفمبر 2011 في 8:28 ص

    كانت بحيرة المنزلة منذأكثر من 25 عاما كنز ثمين من الأنتاج السمكى وكانت مصدر رزق لأكثر من محافضة مثل الدقهلية -دمياط-بورسعيد- الشرقية ونظرا لمشكلة التلوث البيئى من مصانع المحافظات المجاورة وكذلك مشكلة الصرف الصحى حيث أن المحافظات المجاورة يلقون مخلفات الصرف الصحى بالبحيرة كل هذة العوامل أدت فى النهاية الى أن البحيرة أصبحت مستودع أمراض مثل أمراض الكبد والفشل الكلوى وليتنا نتعلم الحكمة التى قالها أحد العلماء اليابانيين حينما شاهد البحيرة قال لو كنا نمتلك هذة البحيرة لبنينا جسورها من الذهب

    ردحذف

تعليقك يهمنا ويشرفنا

مدونتي صديقتي

أنا انثي لاأنحني كــي ألتقط ماسقط من عيني أبــــدا