مقال يهمك

2011/05/28

الدلتا علي موعد مع الأزمة ‏ ونهايات الترع أزمة مزمنة

أزمة خانقة في مياه الري تعاني منها محافظات مصر مع بداية كل صيف خاصة محافظات الدلتا التي تشهد بعضها مشاجرات علي أولوية الري تصل إلي حد إزهاق الأرواح.‏
 بينما يشهد البعض الآخر بوارا لمساحات شاسعة من الأراضي وإتلافا لزراعات قائمة بالفعل. والخطير في الأمر
هو اعتماد مساحات ليست قليلة علي مياه الصرف الصحي والصرف الصناعي في الري وهو ما يأتي بآثار سلبية سريعة علي الصحة العامة سواء للمزارع أو للمستهلك, وقد تمثل ذلك في الأمراض الخطيرة والعديدة المنتشرة في المجتمع الآن علي نطاق واسع تتكلف معه الدولة مليارات الجنيهات وتستنزف معه جيوب المواطنين في القري والمدن علي السواء وهي كارثة بيئية كان يجب أن تتقدم الأولويات.
ومع بداية كل صيف يحذر الفلاح ويدق ناقوس الخطر, بينما تحذر الدولة من الاستخدام المفرط للمياه من جهة وانتشار الزراعات العشوائية من جهة أخري إلا أن هذا وذاك في النهاية يذهب أدراج الرياح وتطرح المشكلة نفسها في وقت لا يبالي فيه البعض بسد مجري الترع بالقمامة والمخلفات, بينما تفشل جهود الجهات الرسمية في إدارة مشاريع الري الحديث.
هي إذن مشكلة ليست خاصة بالفلاح أو المزارع فقط بقدر ما يجب أن تكون قضية مصر كل مصر وكل مواطن يعيش علي أرض هذا الوطن وذلك من أجل أجيال قادمة يحق لها أن تجد غذاء صحيا وأن تتوافر لها مقومات حياة طبيعية.
ولذلك فإن المسئولية هنا مشتركة بين الفلاح والأجهزة التنفيذية كل فيما يخصه في شأن من شئون حياتنا لم يعد يحتمل التراخي أو اللامبالاة.
مراسلو الأهرام في محافظات الدلتا رصدوا الموقف علي الطبيعة من خلال المواطن الفلاح والمواطن المستهلك والمواطن المسئول وسجلوها كما هي أملا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه المرحلة التي غابت فيها الرقابة وتراجعت فيها المتابعة وتوارت فيها المسئولية.. ولكن بقي فيها الضمير وهو العامل الأهم
و ايضا وبالرغم من تخصيص‏19‏ مليون متر مكعب من مياه الري للترع الرئيسية بمحافظة الدقهلية وهي بحر شبين والمنصورية والبوهية هذا العام إلا أن مشكلات عدم وصول هذه المياه إلي نهايات الترع الفرعية لا تزال مستمرة .
وهي من المشكلات المزمنة التي يعاني منها المزارعون كل عام في الحصول علي المياه الضرورية لري الزراعات الصيفية خاصة الأرز والقطن والذرة.
أشار الدكتور الحسيني الزلوعي مالك إلي عدم وصول مياه الري إلي ترعة الناقعة التي تأخذ من ترعة النيل بمنطقة حفير شهاب الدين مما تسبب في عدم زراعة مساحات كبيرة من الأرز حتي الآن.
فيما أشار نصحي البسنديلي النائب السابق إلي نقص مياه الري في بحر بسنديلة في المسافة بين قرية دملاش وحتي كفر الغاب بدمياط ومرورا بعدد كبير من القري وأنهم حاولوا فتح هاويس البنه للحصول علي مياه من مصرف رقم(1) لزراعة المحاصيل الصيفية إلا أن ذلك لم يتحقق وقال إننا نخشي تصحر الأرض.
وقال السيد أبو العباس رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس محلي الدقهلية إن المشكلات المترتبة علي نقص مياه الري وعدم وصولها بانتظام خاصة لنهايات الترع لا تسمح للمزارعين بري زراعاتهم, وتؤكد فشل السياسة الزراعية بمصر بسبب عدم وجود استراتيجية واضحة المعالم علاوة علي التنسيق غير الجدي بين وزارتي الزراعة والري, مما يهدد بانهيار الزراعة, وحيث إن مصر من الدول التي أصبحت مستوردة لمعظم المحاصيل الزراعية; فإن ذلك يؤكد عدم وجود البعد الاستراتيجي لهذه السياسة وأنه تمت مناقشة موضوع نقص المياه وعدم وصولها إلي نهايات الترع الفرعية مع المسئولين بالري والذين وعدوا بزيادة منسوب المياه وتطهير بعض الترع وإقامة مغذيات جديدة.
وأكد فؤاد بركات من لسا الجمالية أنه لا توجد مشكلات في مياه الري بسبب حصول المزارعين علي المياه من ترعة السلام وإن كانت هناك مشكلة خطيرة تتمثل في نقص مياه الشرب في عدد من العزب التابعة للجمالية.
المهندس وهدان بركات وكيل وزارة الموارد المائية والري بالدقهلية أكد أن وزارة الري قد استجابت لمطالب مزارعي الدقهلية بزيادة حصة المياه بالمحافظة علي العام الماضي وأن تصرفات مياه الري القادمة للمحافظات تبلغ19 مليون متر مكعب يوميا موزعة بواقع8 ملايين متر لترعة المنصورية التي تغذي بدورها بحر طناح والبحر الصغير وفروعهما و8 ملايين متر أخري ببحر شبين لري مناطق غرب الدقهلية و3 ملايين لترعة البوهية لري الأراضي الواقعة بمراكز الجنوب, وأنه للقضاء علي مشكلة عدم وصول المياه إلي نهايات الترع تقرر إقامة مشروعات جديدة باستثمارات16 مليون جنيه منها10 ملايين جنيه لإقامة محطات رفع ومغذيات علي ترع الصافورية وصدقة وسنتماي وشكر الله ومحمود باشا طاهر والأميرة وأتميدة بري جنوب ومغذيات علي مساقي الخزان والحدودة والبشوات بري غرب, مؤكدا أن وضع المياه هذا العام أفضل من العام الماضي وأن المشكلات أقل من الأعوام السابقة, مشيرا إلي أن المستهدف زراعته بالدقهلية من الأرز هذا العام300 ألف فدان تمت زراعة100 ألف فدان منها دون وجود مشكلات في مياه الري حتي الآن.
فيما أكد المهندس عبدالغني شومان مدير عام ري غرب الدقهلية أنه تمت زراعة70 ألف فدان بمحصول الأرز من بين136 ألف فدان مقرر زراعتها في الأراضي التابعة لري غرب الدقهلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يهمنا ويشرفنا

مدونتي صديقتي

أنا انثي لاأنحني كــي ألتقط ماسقط من عيني أبــــدا