

العدد الاول من مجلة روز اليوسف
كانت روز اليوسف السياسية ثرية بمواهب عديدة أفسحت لها صاحبة المجلة المجال للكتابة فتحولت إلى نجوم، ومن هذه المواهب مصطفى أمين وكامل الشناوي وعلى أمين وفنان الكاريكاتير صاروخان، أصبحت المجلة هى الأولى على الساحة، وساعدها على ذلك بجانب المواهب أن مصر في تلك الفترة كانت حبلى بالأحداث والصراعات السياسية، كالمواجهة بين الوفد والإنجليز، ومقتل السردار الإنجليزي سير لي ستاك، ومحاكمة المتهم بقتله واسمه جادالله ومعه أحمد ماهر والنقراشي، وكانت أخبار القضية و متابعة الجلسات مادة ثرية في المجلة حققت بسببها توزيعا كبيرا.
أصبحت المجلة وفدية الطابع ملتصقة بالزعيم سعد زغلول، ومن بعده مصطفى النحاس، حتى أطلق خصوم الوفد عل الحزب " حزب روزاليوسف"، فما كان من النحاس إلا أن أعلن أنه يفخر بالانتساب لروز اليوسف، ومن المفارقات في هذا الشأن أيضا عندما قابلها أحمد عبد الغفار باشا وهو من أقطاب الأحرار الدستوريين، وهو حزب كبار الملاك في مصر، فبادر فاطمة اليوسف بقوله" انت مش هتسيبي الوفد وتنضمي لينا ؟"، فقالت " ويبقى اسم الحزب روز اليوسف" فرد عليها " قابلين يا ستي ".
لم يستمر شهر العسل طويلا بين الوفد وفاطمة اليوسف، فقد برز الخلاف الأشد، عندما هاجمت المجلة وزارة توفيق نسيم، وبصفة خاصة وزيري المعارف والمالية أحمد نجيب الهلالي وأحمد عبد الغفار، وهو ما رفضه الوفد ثم تم فصلها من الحزب، وتصادف أن شكل الوفد حكومة جديدة بعد نيله الأغلبية، وصادر المجلة، وتتعرض فاطمة لضغوط مادية شديدة، فتعجز عن دفع أجور الخدم وتستخدم المواصلات العامة، وتمشي لمدة ساعة يوميا من بيتها في الزيتون إلى سراي القبة لعدم قدرتها على دفع ثمن المواصلات، وتتعلل لابنها بأن الأطباء نصحوها بالمشي.
حلم لم يمت
تعددت الأزمات على فاطمة اليوسف، وكانت تخرج منها الواحدة تلو الأخرى، لم تهادن أو تعرف الخوف يوما، كأنها كانت واثقة من النجاح رغم مرارة العقبات أحيانا، ولعل أكثرها مرارة دخولها السجن بعد اشتباكها مع أحد وكلاء النيابة جاء على رأس قوة لتفتيش المجلة بطريقة عنيفة، فقالت له يظهر إنك عايز تترقى على حسابي"، فكان السجن جزاء كلمتها، ثم أفرج عنها عقب اشتداد الحملة على الحكومة، فأجبرت وكيل النيابة على التنازل.
وتجلت جرأتها الكبرى، عندما قالت لكريم ثابت، سكرتير الملك فاروق، عندما جاء ليهنئها بالمجلة في عيدها "قل لمولاك أنني أرفض تهنئته".كما نهرت أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي، عندما طلب منها أن ينقل ابنها إحسان إليه أخبار الطلاب المتظاهرين في الجامعة، فقالت له:"إحسان لن يكون جاسوسا".
مرت تلك المواجهات على روز رغم شدتها مرور الكرام، لكن المصادمات لم تخل من مهانة، ولعل أغربها، عندما رفع عليها أحد المحررين دعوى قضائية لتسديد ستة جنيهات، وأصر على أن يتم الحجز على بعض حاجياتها التي ذكرها بالتحديد، وكانت المفاجأة أنها بعض ملابسها الداخلية.
تسامحت روز اليوسف عن كل ذلك، ونجحت في أن تحفر لنفسها اسما بارزا في تاريخ صاحبة الجلالة، كأول سيدة تؤسس مجلة سياسية ما زالت قائمة لليوم، كما أنجبت للأدب العربي أديبا مرموقا هو إحسان عبد القدوس، الذي اعتلى عرش الصحافة أيضا، بحملات ناجحة عن الأسلحة الفاسدة، ومواجهة سطوة الضباط بعد ثورة يوليو.
من نجاح لنجاح، ومن تحد إلى آخر تكونت أسطورة روز اليوسف، وسيستمر صداها للأبد، حتى بعد أن أسلمت الروح في التاسع من أبريل عام 1958 عن عمر يناهز 68 عاما، قضتها في خدمة العقل العربي.
أصبحت المجلة وفدية الطابع ملتصقة بالزعيم سعد زغلول، ومن بعده مصطفى النحاس، حتى أطلق خصوم الوفد عل الحزب " حزب روزاليوسف"، فما كان من النحاس إلا أن أعلن أنه يفخر بالانتساب لروز اليوسف، ومن المفارقات في هذا الشأن أيضا عندما قابلها أحمد عبد الغفار باشا وهو من أقطاب الأحرار الدستوريين، وهو حزب كبار الملاك في مصر، فبادر فاطمة اليوسف بقوله" انت مش هتسيبي الوفد وتنضمي لينا ؟"، فقالت " ويبقى اسم الحزب روز اليوسف" فرد عليها " قابلين يا ستي ".
لم يستمر شهر العسل طويلا بين الوفد وفاطمة اليوسف، فقد برز الخلاف الأشد، عندما هاجمت المجلة وزارة توفيق نسيم، وبصفة خاصة وزيري المعارف والمالية أحمد نجيب الهلالي وأحمد عبد الغفار، وهو ما رفضه الوفد ثم تم فصلها من الحزب، وتصادف أن شكل الوفد حكومة جديدة بعد نيله الأغلبية، وصادر المجلة، وتتعرض فاطمة لضغوط مادية شديدة، فتعجز عن دفع أجور الخدم وتستخدم المواصلات العامة، وتمشي لمدة ساعة يوميا من بيتها في الزيتون إلى سراي القبة لعدم قدرتها على دفع ثمن المواصلات، وتتعلل لابنها بأن الأطباء نصحوها بالمشي.
حلم لم يمت
تعددت الأزمات على فاطمة اليوسف، وكانت تخرج منها الواحدة تلو الأخرى، لم تهادن أو تعرف الخوف يوما، كأنها كانت واثقة من النجاح رغم مرارة العقبات أحيانا، ولعل أكثرها مرارة دخولها السجن بعد اشتباكها مع أحد وكلاء النيابة جاء على رأس قوة لتفتيش المجلة بطريقة عنيفة، فقالت له يظهر إنك عايز تترقى على حسابي"، فكان السجن جزاء كلمتها، ثم أفرج عنها عقب اشتداد الحملة على الحكومة، فأجبرت وكيل النيابة على التنازل.
وتجلت جرأتها الكبرى، عندما قالت لكريم ثابت، سكرتير الملك فاروق، عندما جاء ليهنئها بالمجلة في عيدها "قل لمولاك أنني أرفض تهنئته".كما نهرت أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي، عندما طلب منها أن ينقل ابنها إحسان إليه أخبار الطلاب المتظاهرين في الجامعة، فقالت له:"إحسان لن يكون جاسوسا".
مرت تلك المواجهات على روز رغم شدتها مرور الكرام، لكن المصادمات لم تخل من مهانة، ولعل أغربها، عندما رفع عليها أحد المحررين دعوى قضائية لتسديد ستة جنيهات، وأصر على أن يتم الحجز على بعض حاجياتها التي ذكرها بالتحديد، وكانت المفاجأة أنها بعض ملابسها الداخلية.
تسامحت روز اليوسف عن كل ذلك، ونجحت في أن تحفر لنفسها اسما بارزا في تاريخ صاحبة الجلالة، كأول سيدة تؤسس مجلة سياسية ما زالت قائمة لليوم، كما أنجبت للأدب العربي أديبا مرموقا هو إحسان عبد القدوس، الذي اعتلى عرش الصحافة أيضا، بحملات ناجحة عن الأسلحة الفاسدة، ومواجهة سطوة الضباط بعد ثورة يوليو.
من نجاح لنجاح، ومن تحد إلى آخر تكونت أسطورة روز اليوسف، وسيستمر صداها للأبد، حتى بعد أن أسلمت الروح في التاسع من أبريل عام 1958 عن عمر يناهز 68 عاما، قضتها في خدمة العقل العربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يهمنا ويشرفنا