تنفس أهل بورسعيد الصعداء مع قرب نهاية عام 2012م ، ذلك العام الذي وصفوه بالأسوأ خلال الثلاثين عاماً الماضية، نظراً لما عانوا خلاله من تدهور في جميع الخدمات المقدمة للمواطنين، كالانفلات الأمني والفوضي المرورية وانتشار الاشغالات ومشاكل العشوائيات، وتراكم القمامة، والصرف الصحي والبطالة واختفاء مشاريع اسكان الشباب، بخلاف الصراعات السياسية الشرسة التي شهدتها المحافظة وصلت بعضها إلي حرب شوارع بالمولتوف والأسلحة الألية والخرطوش ، وكانت تلك الأحداث أبرز ما رصده مصراوي في 2012 ببورسعيد.
مذبحة الاستاد
تتصدر أحداث "مذبحة الاستاد" التي أعقبت المباراة التي جمعت فريقي المصري والاهلي ببورسعيد، حصاد 2012 بالمدينة الساحلية ، والتي راح ضحيتها 74 ومن جماهير النادي الأهلي ، في سابقة تعد الأولي من نوعها بالملاعب المصرية .
دافع البورسعيدية عن أنفسهم ووصفوها بمؤامرة خطط لها عدد من قيادات الداخلية الموالين للنظام البائد ، بتنفيذ من بطلجية مأجورين ، ونفذت علي أرض المدينة الحرة لزرع الفتنة في صفوف المجتمع ، بينما لم يلتفت أهالي الشهداء وألتراس أهلاوي والإعلام الأحمر لتلك التبريرات وطالبوا بإعدام الجناة الحقيقين واتهموا روابط النادي المصري بالتخطيط والتنفيذ لتلك المجزرة.
من جانبه أحال النائب العام وقتها المستشار الدكتور عبد المجيد محمود ، في 15 مارس 75 متهما إلى المحاكمة الجنائية، وتضمنت قائمة المتهمين 75 متهما بينهم 9 من رجال الشرطة ببورسعيد، و3 من مسئولى النادى المصرى البورسعيدى، إلى جانب متهمين اثنين تم تحويلهما لمحكمة الطفل، وبرءتهما محكمة الطفل، وبعد ما يقرب من التسعة أشهر من المرافعات والمداولات، حددت المحكمة جلسة 26 يناير 2013 للنطق بالحكم.
كابوس زرزارة
يعتبر قرر اللواء أحمد عبدالله ، محافظ بورسعيد ،لجهاز الإنقاذ والطواريء يوم السبت 13 أكتوبر بإزالة جميع العشش العشوائية بمنطقة " زرزارة " بحى الضواحى وتسكين المستحقين منهم بمساكن الأمل الجديد ، هو الإنجاز الوحيد للمحافظ منذ أن تم تعينه في 15 أبريل عام 2011 وحتي اليوم.
حيث قامت الجهات المعنية بالمحافظة بإنهاء إجراءات تسليم المرحلة الأولى من مشروع الأمل الجديد، بتسكين 1700 وحدة سكنية للمستفيدين الذين ثبت استحقاقهم لتلك الوحدات، مع الإزالة الفورية للعشش الخاصة بهم ،علي أن يتم استغلال أرض زرزارة بعد ازالة العشش لبناء مساكن للشباب ومحدودي الدخل.
وبالرغم من ذلك فمازالت عشوائيات "زرزارة" تطل بظلالها علي شعب بورسعيد بين الحين والأخر ، خاصة مشكلة من يري جهاز الاسكان بالمحافظة عدم أحقيتهم لعدم تطابق شروط الاسكان معهم ، ما دفعهم لافتراش الشوارع المحيطة بالديوان والاعتصام هناك داخل خيام طلباً لوحدة سكنية ، فأجبرهم شباب المدينة الساحلية بعد معركة "بالمولتوف" و الأسلحة البيضاء علي فض اعتصامهم ، وسط وعود المحافظ بالعمل علي توفير وحدات سكنية لهم من خلال جهاز تنمية العشوائيات.
بحيرة المنزلة
شهدت بورسعيد خلال الأشهر التي سبقت حملة تطهير بحيرة المنزلة، حالة من الإنفلات الأمني، لم تشهدها المحافظة من قبل، وتحولت المحافظة كما وصفها أهلها إلى ''بورشيكاغو'' ، خاصة مع انتشار حالات الاختطاف للفتيات و رجال الأعمال وكبار التجار وأبنائهم لطلب فدية مقابل إطلاق سراحهم، وانتشرت تجارة الأسلحة والمخدرات بصورة مُخيفة في شوارع المدينة الساحلية.
واستجابة لنداءات الاستغاثة من شعب بورسعيد ، انطلقت حملة تطهير بحيرة المنزلة لمداهمة أوكار الخارجين عن القانون والبلطجية، وعدد من الهاربين من أحكام قضائية، ونجحت الحملة في تحسين الأوضاع الأمنية إلى حد كبير، مقارنة بما كانت عليه خلال ما يقرب من عامين عقب ثورة 25 يناير.
وتمكنت الحملة من ضبط 76 متهماً مطلوبين في قضايا سرقة وخطف وحيازة أسلحة، بالإضافة إلي ضبط ، وضبط 50 سلاحاً نارياً ، و 3200 طلقة متعددة للأسلحة المختلفة بينهم دانات ''آر. بى. ج" ، وهدم وإزالة 30 منزلاً وحالة تعد على أراضى الدولة ، كما تم إزالة التعديات على ما يقرب 3 ألاف فدان من أملاك الدولة ، متمثلة في مزارع سمكية وسدود وتحاويط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يهمنا ويشرفنا