القاهرة: ظهرت في بعض شوارع وميادين القاهرة وبشكل مفاجئ وغامض، ملصقات تدعو الى ترشيح رئيس جهاز الاستخبارات المصرية العامة الوزير عمر سليمان في انتخابات الرئاسة المقبلة.
وذكرت صحيفة "الجريدة" الكويتية ان تلك الملصقات التي انتشرت حملت بشكل واضح في عدد من الشوارع والميادين الرئيسية في العاصمة شعار "البديل الحقيقي عمر سليمان رئيسا للجمهورية".
وجاءت تلك الملصقات تزامنا مع توزيع بيان موقع من "الحملة الشعبية لدعم عمر سليمان رئيسا لمصر" يقول "ان سليمان هو الشخص المناسب لهذه المرحلة، وانه كان بسجله الوطني النظيف، ودوره الكبير الذي لعبه على مستوى علاقة مصر بقضايا خارجية مهمة وحساسة بمنزلة بديل حقيقي مطروح بقوة من قبل اطراف عديدة باستمرار، ويحظى بقبول داخلي من قبل المعارضة، وبعض الاجنحة العاقلة من داخل النظام، وبقبول على المستوى الخارجي لما يملكه من سمعة حسنة، وسجل مشرف، ودور بارز لعبه على مستوى السياسة الخارجية".
ودعا البيان من سماهم الاصوات العاقلة من داخل النظام، واطياف المعارضة المصرية الوطنية الى مساندة ان يتولى سليمان مسؤولية الحكم في مصر فترة انتقالية، يتم فيها اجراء اصلاحات داخلية سريعة، تكفل اطلاق الحريات كافة، واطلاق حرية العمل الحزبي والسياسي المدني، واجراء اصلاحات دستورية وتشريعية بما يكفل وجود تداول سلمي امن للسلطة.
وبرر البيان الصادر بعنوان "عمر سليمان..البديل الحقيقي" الحملة بان مصر "تمر بمرحلة فارقة في تاريخها، قد يعقبها انطلاقا لركب التقدم والتطور في البلاد لتصعد مصر الى مصاف الدول المتقدمة ممن سبقتهم هي بحضارتها وتاريخها، او قد تنجرف الى نفق مظلم يكرس تخلفها وتأخرها ويزيد من حدة التوترات الاقتصادية والاجتماعية بها".
وندد البيان بحملات ترشيح جمال مبارك و"من يقف ورائها" ، واكد البيان ان سليمان هو الشخص المناسب لهذه المرحلة.
فيما قال احد النشطاء في اتصال هاتفي مع صحيفة "القدس العربي" اللندنية "ان الحملة الشعبية لاسناد عمر سليمان هدفها السعى لحشد التأييد للرجل القوى ازاء ترشيحه للرئاسة".
ورفض المتحدث، الذي قال ان جماعته تقف وراء لصق البوسترات في مناطق عدة في القاهرة الكشف عن هويته او فيما اذا كانت جهات سياسية تقف وراء الحملة.
ولم يعلق سليمان او احد من المسؤولين على الحملة كما ان سليمان لم يبد حتى الاحد اية اشارة برغبته في تولى المنصب.
ووفقا للتعديلات الدستورية التي اجريت في العام 2007 يحق فقط لاعضاء قيادين في الاحزاب السياسية الترشح لمنصب الرئيس في حين يتطلب ترشح شخصية مستقلة الحصول على دعم 240 عضوا من اعضاء المجالس التشريعة والمحلية.
وقد شغل سليمان (74 عاما) الذي يعتبر من ابرز مساعدي الرئيس مبارك فيما يتعلق بالسياسة الخارجية منصب مدير المخابرات المصرية لما يقرب من عشرين عاما.
وقد تزايدت التكهنات بشأن الشخصية التي ستخلف مبارك بعد ان اجرى عملية جراحية في وقت سابق من العام الحالي مما زاد المخاوف بشأن حالته الصحية.
ويذكر ان مبارك يحكم مصر لما يقرب من 30 عاما، حيث تولى السلطة عام 1981 عقب اغتيال الرئيس المصري السابق انور السادات. ولم يحدد الرئيس مبارك (82 عاما) حتى الآن اذا ما كان سيخوض الانتخابات القادمة في 2011 ام لا.