بعد "معاداة" المجلس جميع طوائف الشعب.. المصريين يعلنون العصيان المدنى والعسكرى يصر على تجاهلهم.
منذ أن وقعت أحداث مذبحة بورسعيد المؤلمة والدعوات بالعصيان المدنى لا تتوقف، لإجبار المجلس العسكرى بتسليم حكم البلاد لسلطة مدنية منتخبة، على أن يبدأ العصيان فى يوم 11 فبراير القادم فى ذكرى تنحى المخلوع عن السلطة، ورغم ذلك يتعامل
المجلس مع تلك الدعوات بتجاهل تام وكأنها ليست موجهه له.
الغريب أن تلك الدعوة لم تخرج من جهة واحدة، كما هى العادة، ولكنها خرجت من جهات عدة ممثلة لكافة أطياف الشعب المصرى، فمن المصانع والشركات ومرورا بالجامعات والمدارس -الحكومية والأجنبية- وحتى وصولا إلى الناشطين والسياسين، والدعوات المنتشرة فى الفضاء الألكترونى تؤكد أن المشاركين فى العصيان يتزايدون يوما بعد الآخر.
وهذه نتيجة طبيعية لعام كامل من حكم المجلس العسكرى استطاع خلاله أن يعادى جميع الفصائل المصرية، فالقتل والمجازر التى شهدتها مصر خلال الفترة الانتقالية أو كما يسميها البعض "الانتقامية"، وقعت تحت سمع وبصر المجلس، بل قام العسكر نفسه ببعضها.
فالرجال والنساء، والمسلمين والأقباط، والجامعيين والعمال، الإعلاميين والنشطاء، الشيوخ والأطفال، قد ارتكب "حامى الثورة" جرائم ضدهم، حتى وصل الأمر إلى سفك دم مشجعى الكورة فى مصر لمجرد أنهم نددوا بحكم العسكر فى مدرجاتهم.
رجال و نساء
ربما سقط فى أيام الثورة الأولى المئات من الشهداء والآلاف من المصابين ولم يكسر ذلك فينا الروح إلا أن المجلس قد تمكن من فعل ذلك، فتم عمل "كشف العذرية" لـ 27 بنت مصرية على أيدى جنود الجيش المصرى، بعد فض اعتصام 9 مارس بالقوة، فى واقعة لم تشهدها مصر فى عصور الاحتلال، وبعدها بتسعة أشهر تم سحل البنات وتعريتهم فى شارع القصر العينى، فيما عرف بأحداث مجلس الوزراء، بعدها نظمت نساء مصر مسيرة حاشدة نددت فيها بحكم العسكر قالت خلالها " يا عسكر يا أوباش بنت مصر ما تتعراش"
مسلمين وأقباط
فى التاسع من أكتوبر الماضى تم دهس 29 قبطى تحت دبابات الجيش أمام مبنى ماسبيرو، ولأول مرة يهتف ضد العسكر من داخل كنائس مصر، وفى الثامن عشر من نوفمبر الماضى تم قتل الشيخ عماد عفت أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية خرجت بعدها جنازته من الأزهر الشريف مرددة هتافات ضد المجلس العسكرى، ليتوحد هتاف عنصرى الأمة ضد حكم العسكر مرددين "جوه كنيسة وجوه الأزهر.. يسقط يسقط حكم العسكر"
جامعيين وطلبة مدارس
بينما كان متطوعا بالمستشفى الميدانى بميدان التحرير فى أحداث مجلس الوزراء، سقط شهيدا برصاص العسكر، هو علاء عبد الهادى الطالب بكلية الطب جامعة عين شمس، وخلال نفس الأحداث سقط معه طلبة من كليات الحقوق والهندسة بجامعات حكومية مختلفة، وفى مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها 75 شهيدا، كان من بينهم "عمرو محسن" الطالب بالجامعة الأمريكية و"كريم خزام" الطالب بالجامعة الألمانية، وفى نفس المجزرة سقط الطالب "أنس محيى الدين" صاحب الـ14 عام، لتتوحد جامعات مصر ومدارسها الحكومية منها والأجنبية ضد جبروت العسكر، تضامنا مع الشهداء، فهتف مثلا طلبة التربية العسكرية بجامعة عين شمس "يسقط يسقط حكم العسكر".
نشطاء وإعلاميين
فى مسيرة سلمية كانت فى اتجاهها لوزارة الدفاع يوم 23 يوليو الماضى، خرج أعضاء المجلس العسكرى على الفضائيات ليخبروا المصريين أن الوطن فى خطر وأن "عملاء 6 إبريل" فى اتجاههم لتحطيم مبنى الوزارة، فى تلك الأثناء سقط "محمد محسن" ابن محافظة أسوان والناشط بحركة 6 إبريل، شهيدا، وفى أحداث شارع محمد محمود التى بدأت فى التاسع عشر من نوفمبر الماضى، كانت أسلحة "باشاوات" الداخلية تصوب فى عيون المتظاهرين، وكان رد الفعل حينها هو "جدع ياباشا"، حينها فقئت عين أحمد حرارة اليسرى بعدما فقد عينه اليمنى فى جمعة الغضب، وكذلك فقئت عين كلا من مالك مصطفى المدون والناشط، وأحمد عبد الفتاح المصور الصحفى بالمصرى اليوم
أهلاوى وزملكاوى
فى اليوم الثالث من أحداث محمد محمود سقط أول شهيد للألتراس فى مصر تحت حكم العسكر، هو "شهاب الدين أحمد" عضو رابطة "الوايت نايتس" –ألتراس زملكاوى-، وبعدها بشهر واحد فقط، سقط الشهيد الثانى "محمد مصطفى" عضو ألتراس أهلاوى، فى أحداث مجلس الوزراء، ليتوحد صف الألتراس فى مصر منتقلين من اتحادهم فى ميادين التحرير إلى توحدهم حتى فى ملاعب الكرة لتبدأ التنديدات بحكم العسكر فى المدرجات فهتف ألتراس أهلاوى فى مباراة الأهلى والمقاولون "أكتب على سور الزنزانة.. حكم العسكر عار وخيانة"، بعدها أتفق كلا من ألتراس أهلاوى وزملكاوى على عمل هدنة بينهما واتفقوا أيضا على توحيد هتافاتهم فى لقاء القمة، والذى كان مقررا له يوم 8 فبراير، على أن يكون الهتاف هو "يسقط يسقط حكم العسكر"، ولكن لم يسعفهم القدر فقد راح أكثر من 75 شهيدا و1000 مصاب غدرا فى مؤامرة دنيئة، لتصفية الألتراس عقابا لهم على وقوفهم كحائط صد فى ميادين الحرية، ليهتف بعدها الألتراس فى الشوارع "قتلوا الألتراس الأحرار.. علشان وقفوا مع الثوار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يهمنا ويشرفنا