هناك فى محافظة الدقهلية 63 منطقة عشوائية قديمة منها 37 منطقة لا تزال دون تخطيط و26 منطقة غير آمنة وتقع 6 مناطق منها تحت خطوط كهرباء الضغط العالى مما يمثل خطورة داهمة على حياة السكان الذين يعيشون تحتها وتحتاج إلى التعامل معها عن طريق تحويل خطوط الكهرباء الهوائية إلى أرضية ويجرى إعداد مخطط لتطوير 20 منطقة تباعا حسب خطورة تلك المناطق بالتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات التابع لمجلس الوزراء.ورصدت أحدث التقارير ـ التى تم إعدادها بمعرفة مديرية الإسكان والإدارة العامة للتخطيط والتنمية العمرانية بالمحافظة منذ قيام ثورة يناير وحتى الآن ـ أن هناك زيادة هائلة فى عدد العشوائيات الجديدة التى أقامها المواطنون دون رقيب ودون النظر لأى تخطيط عمرانى مستقبلى مما يمثل خطورة كبيرة ليس على حساب الأراضى الزراعية التى تتآكل بفعل التعديات اليومية والمستمرة على الأراضى الزراعية فحسب بل فى إيجاد عشوائيات جديدة على جانبى الطرق الرئيسية والفرعية.
وإذا أخذنا مدينتى المنصورة وطلخا كمثال نجد أن مناطق مثل وقف الحرم بمدينة طلخا والزعفران المقابلة لجامعة المنصورة والبؤمة أمام الجدارية الجديدة بمدخل المنصورة الجنوبى قد شهدت خلال الشهور الأخيرة زحفا عمرانيا غير مسبوق، حيث يقوم المواطنون بالبناء العشوائى، وهو الأمر الذى ضاعف هموم المسئولين الذين يعجزون عن مواجهة هذه الظاهرة بسبب الظروف الأمنية التى تمر بها البلاد، مما سيضاعف من حجم مشكلات العشوائيات وتكاليف توصيل البنية الأساسية لهذه المناطق فى المستقبل إذا لم تتم إزالتها.
وبالرغم من مرور أكثر من عام على قيام صندوق تطوير العشوائيات بمجلس الوزراء برصد نحو 100 مليون جنيه لتطوير عدد من عشوائيات الدقهلية منها 25 مليون جنيه لتطوير المرحلة الأولى بعزبة الشحاتين التى تعتبر أقدم منطقة عشوائية بالمنصورة فإن شيئا من ذلك التطوير لم يتحقق حتى الآن ولا يزال سكان العزبة يتجرعون الهوان بسبب الأوضاع غير الإنسانية التى يعيشونها صباح مساء.
وعزبة الشحاتين لمن لا يعرفها تقع على مساحة 25 فدانا بقلب المنصورة ويسكنها نحو 17 ألف نسمة وتعانى ضيق الشوارع ومشكلات الصرف الصحى والمياه والرصف، وكان المحافظ الأسبق سمير سلام قد شرع فى تطويرها وانتهت مديرية الإسكان وإدارة العشوائيات بالمحافظة من أعمال الرفع العمرانى وتم وضع مقترح مبدئى لتطوير العزبة قائم على إيجاد محورين أساسيين لاختراق الكتلة السكنية بعرض 20 مترا للمحور و إيجاد منطقة تجارية وحضارية تطل على شارع الجلاء.
يبدأ المحور الأول من شارع الجلاء حتى شارع محمد فتحى، والمحور الثانى من شارع الثانوية حتى شارع السلخانة، بالإضافة إلى إزالة 476 عقارا وتعويض ساكنيها بمنازل بديلة تقام على مساحة 20 فدانا تابعة لهيئة الأوقاف المصرية بجوار قريتى البقلية وشاوة، وبالرغم من تخصيص هذه المساحة والبدء فى أعمال التخطيط العمرانى المنظم، فإنه وقع ما لم يكن فى الحسبان وهو اغتصاب الأهالى هذه المساحة والبناء عليها ولم يستطع أحد من المسئولين أن يوقف هذا الزحف بسبب الانفلات الأمنى والأخلاقى وهى قضية أخرى يجب التصدى لها بحزم. وقد وقف عدم اتخاذ التدابير اللازمة لإزالة ورشة نجارة بشارع جناح التى تغلق أحد الشوارع بعزبة الشحاتين حائلا دون فتح المحور الشرقى الغربى بالمنطقة، وهو ما يمثل عائقا إضافيا لتطوير هذه العزبة.
ولا يقتصر وجود العشوائيات بالمنصورة على عزبة الشحاتين فقط، فهناك أيضا عزب الصفيح والهويس ورشاح جديلة وقولونجيل بحى شرق وتقع عزبة الصفيح بمدخل المنصورة الشرقى على بداية طريق المنصورة ـ دكرنس وهى واحدة من العشوائيات التى تعانى نقصا شديدا فى مياه الشرب ويقوم الأهالى بنقلها باستخدام (الفناطيس والجراكل) وتحتاج هذه العزب إلى ملايين الجنيهات لتنفيذ مشروعات جديدة لمياه الشرب والصرف الصحى وأعمال التطوير والرصف.
كما لا يقتصر وجود العشوائيات على المنصورة وحدها ولكن هناك 59 منطقة عشوائية قديمة بمختلف مراكز المحافظة منها 16 منطقة فى مركز دكرنس وحده خلف المستشفى المركزى ومستشفى الصدر والمنباوى وجبانة المسيحيين وميت الحلوج وميت مجاهد والخفير بميت رومى ومنشيتى عبدالصمد والسيد محمود والشرفا والأربعين والسماروه والثمانية ومضرب الأرز ومدرسة الزراعة وبشير وطريق جبانة ميت الحلوج.
كما تضم الجمالية 5 مناطق هى: الصيادين وقشطة ومثلث العطيوى والسكة الحديد والمدارس، والمنزلة 5 مناطق هى: أرض أبو عامر ومدرسة الفداء ومدرسة على ماهر وحى الهويس وحى الحويطة، و5 مناطق بالسنبلاوين هى: منشية السادات والسلخانة والحوال والفحمى والمعداوى، و4 مناطق فى المطرية بأرض عزام والجسر الواقى والسكة الحديد والمجاير، و4 مناطق بشربين هى: حوض العطار وشميس وعزبة وهدان وعزبة الجزار، و3 ببلقاس هى: خلف الساحة الشعبية وأرض حلمى الحسينى وعبدالعليم داود، و3 بمنية النصر بميت الخولى مؤمن والدراكسة وميت طاهر، و3 فى ميت سلسيل وهى: السلام والأشراف والترعة المستجدة. و3 بلطخا هى: الجرن والجامع والمثلث، و3 بميت غمر هى: عزب بدر وأبوعايشة وهلال وواصف وجالوس وامتداد سوق الجملة، ومنطقتين بأجا هما جنابية عبدالنبى وجورجينا، وواحدة بنبروه هى البر الشرقى، وواحدة بتمى الأمديد هى عزبة العبيد.
ويقيم فى هذه المناطق نحو نصف مليون مواطن فى ظروف إنسانية غاية فى السوء ويحتاج تطوير هذه المناطق إلى نحو مليار جنيه لإقامة مشروعات مياه وصرف صحى من شبكات انحدار وصرف كاملة وتوفير أراض لإقامة محطات رفع ومحطات معالجة مياه الصرف.
ومن جانبه أكد المحافظ صلاح الدين المعداوى أن هناك اتصالات مستمرة مع المسئولين بصندوق تطوير العشوائيات بمجلس الوزراء لاتخاذ خطوات إيجابية نحو توفير الاعتمادات اللازمة لتطوير عشوائيات الدقهلية، موضحا أنه تم الانتهاء من الرفع العمرانى لـ 6 مناطق هى: عزب الشحاتين بالمنصورة ومئذنة الأمير حماد بمدينة ميت غمر ووسط مدينة الكردى وحى الصيادين بالجمالية ومنطقتا السلخانة ومقلب القمامة والحوال بالسنبلاوين والإيواء بالمطرية وأنه يجرى عرض العقارات الآيلة للسقوط على لجان المنشآت الآيلة للسقوط بمختلف الوحدات المحلية لتقرير حالتها الإنشائية واتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة بشأنها، وهناك اقتراح بإزالة منطقة مئذنة الأمير حماد وعمل تطوير سياحى للمنطقة لرفع قيمة الأثرين الموجودين بها، حيث إنها منطقة شعبية وعشوائية، كما أن هناك مقترحا بنقل سكان منطقة الإيواء بمدينة المطرية وإنشاء مساكن بديلة لـ 50 أسرة.
وأضاف المحافظ أنه أصدر تعليماته لجميع المسئولين بالوحدات المحلية بتقديم الرعاية الصحية والتموينية وخدمات النظافة والمرافق والشباب والرياضة، وذلك حتى يتم الانتهاء من عملية التطوير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يهمنا ويشرفنا