أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} (24) سورة إبراهيم
قالوا قديما [في البدء كانت الكلمة ... وفي النهاية ... كانت الكلمة .. ومن دخل الكلمة لايموت ]لذلك قال سيد قطب ... كلماتنا عرائس من الشمع تظل صامتة حتى اذا متنا في سبيلها انتفضت وعاشت بين الأحياء..
كان لنا ان نقول بداية .. إن مهمة الكتابة صارت امرا مؤلم .. واصبحت وضعية الكاتب العربي صارفي الآونة الأخيرة [أشبه بالدجاجة التي انتحرت.. قائلة خلوا مكعبات ماجي المقولبة والمستوردة تنفعكم] إذا اعتبرنا أن الكتابة أصبحت عملا انتحاريا في ظل ثقافة العولمة والاستبداد السلطوي العربي اوانتهاء ان يسيل دم الكاتب من تحت اعتاب القضبان..
او كما قال عاصي الرحباني ..في مسرحية سقراط .. الدم حبر الحقيقة .. اذ انني اعتقد ان الدم هو حبر حقيقة الولاء لله والرسول والامة .. في تلك الحقبة من الزمان ..
زمن الكافر والدجال..
وكان لنا ان نتساءل..
:.لماذا قالوا ان من دخل الكلمة لايموت؟
ذلك لان كلمات الأديب عموما تكمن في أبعادها التوثيقية فنحن اذا أردنا ان نعرف كيف كان يفكر إنسان ما في العصر الحجري او الفرعوني او القبطي او الإسلامي بمراحله المختلفة سواء في الفترة نبوية اواموية او عباسية أو دويلاتية اوعثمانية او سايكس بيكية .
او اذا ذهبنا بعيدا الى عمق التاريخ ..فما كان المجد الذي حازته الحضارة المصرية مثلا.. الا لكون البعد التوثيقي .. فكانت في تلك الكلمات التي حفرت على الصخر.. فكان من ضخرها الكتب ..
ببساطة جدا فلنحضر قصيدة او نثرية او مخطوطة من أي مكتوب كان لأي فترة أو حقبة تاريخية لقصة أو لحكاية او لموضوع ما …ستعرف مباشرة كيف كان يعيش هؤلاء أو تعالى مثلا بعد مائة سنة وهات مقال للأستاذ فهمي هويدي أو محمود ابو شنب.. أو قصيدة لهاشم الرفاعي لكي تبكي على حال امة إربا مسكينة شربت القهر كاسات من كيعانها من الكفر.
.وتظل قيمة الكلمة على مر التاريخ ..لبعدها التوثيقي.. واذا انتقلنا من هذا البعد.. كان لابد لنا ان نتوقف مع .. الدور الهائل الذي تقوم به الكلمة .. في النهوض بالامم ..حيث تكمن قيمة الكلمة ..سواء من المنظورالعقدي كجهاد بالكلمة وانتهاء الى الابداع .. والاتيان بالجديد .. فهناك كلمة .. لهامن العمر ما يتجاوز الحاضر .. الى المستقبل .. الى الغد الاتي .. في بعدها التنظيرى .. وكونها تحمل تلك الروح الناهضه .. لتبعث الامم من تحت الركام .. قيمة الكلمة .. ان تستشعر آلام الاخرين .. ان تعيش لقضية .. ان يكون لها دورها الرسالي في الكون ..
ويبقى الهدف هو النهوض ..
ولما قال المحللون انه من المستحيل ان تنشأ حضارة في واقع الخوف والاستبداد.. كان العبء ثقيل على المثقف .. ليقوم بدوره .. الذي يمليه عليه الدين والضمير والولاء لله تعالى.. وهذا الدور..
يقابل بطبيعة الحال..بحالات من العداء والتضييق تنتهي في بعض الاحيان الى اربعة جدران يقف على بابها سجان .. ممن لديهم قناعات مختلفة لاتسير في السياق.. بل لديهم سياقات وركاب اخر .. ركاب بيع الامة .. سواء أكان جغرافيا.. وتاريخ ..واقتصاد ومقدسات .. وثقافة .. ودين .. الى اشياء لم نكن نتوقعها يوما ان تحذف ايات الله من كتب الصغار..كي لا تتغاضب علينا امريكا وتوصمنا بالارهاب .. او تكشر لنا اسرائيل عن انيابها ..
نعود الى موضوعنا ..
كثيرا من النظريات الغربية القديمة .. مثل نظرية art for art,s sake أي الادب من اجل الأدب وقد صدروها لنا يوما ما .. إلى ان تجاوزها الزمن وصار لها رائحة النفتالين .. الا ان مجد الكلمة .. يبقى في قيمتها في صنع الأمم وتحريك الامم من على الورق ..تحرك الامم في شعوبا تزحف ورايات تخفق
قيمة الكلمة .. هي صنع الفكر .. الرائع .. والإتيان بالجديد في عالم الابداع الذي لا يخرج عن مباديء الامه ..
والا اعتبرنا .. ما ساقه البعض ..في التطاول على ثوابت الامة وخطوطها الحمراء.. مجدا .. وهو في حقيقته لا يعدوا الا كمثل .. الذي ذهب ليبول في ماء زمزم بموسم الحج .. وحينما سألوه .. كيف يأتي بهذا المسلك .. قال لأكون مشهورا ..وللاسف لقد اصبح ذلك .. التصرف الغير موزون والغير مسئول .. والذي اعتبره نوعا من العار الثقافي.. يحكم بشكل او بآخر حياتنا الثقافية والفكرية.. تلك الحقبة الرديئة من الزمان ..
وهانحن اليوم .وبعد قراءتنا لجي دي موباسان وجبران ووليم بليك وت س اليوت.إلاانه يجب ان نرصد للامانة . انه كان هناك على سطح الكون.. كلمة من نوع اخر .. لها نوع معين من المجد ..
الاوهو مجد كلمة الله .... حيث كان القران بمثابة ..كتاب يختلف عن كل كتب الارض قاطبة .. بين دفتيه كلام الله .. كلام السماء .. يصفه الله تعالى بالقرآن المجيد .[.ق والقران المجيد] ..[ بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ]..
اذ ان كل سورة من القران بمثابة منشور سماوي الى البشرية .. لتعلموا فقه المجد والثورة.. اذ اعتبرنا ان الأنبياء ثوار الله في الارض ..
كان وسيظل وسيبقى .. كلام الله هو .. أروع .. ما في الوجود..
ان أعلاه لمثمر .. وان اسفله لمغدق
وانه يعلو ولايعلوا عليه
كلام الله ما أروعه .. إن هذه الروعة والهيبة ..ليست لأي كلام في العالمين اللهم إلا كلام السماء ... نعم كلام الله ..ماذا.. بعده .. ماذا يريدون .. نعم {فما لهم لا يؤمنون وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ*} (21) سورة الإنشقاق
إن كلام الله .. لايستلزم منا .. إلا الركوع .. والسجود ..وان لم تصدقوني اذهبوا الى مكة المكرمة واسمع سورة ق او طه في صلاة الفجر بالحرم المكي بلا مبالغة واستشعارا منك بالجو النفسي والروحي و كانه قد نزل لتوه من السماء لن يكون عتيقا او قديما كما هو الحال لكلام البشر قاطبة .بعد 50 أو 100سنة ولكن يبقى كلام الله دوما يانع رائع وكأنه نزل لتوه من السماء.. ويظل هذا اللغزمسيطرا على الحواس مبديا العجز من البشر والتضاؤل والتصاغر البشري أمام كلام الله. او الاتيان بمثله. وان كانت سورة من ثلاث ايات او لمجرد آية لسبب ما لانعرفه نجتهد لنحفظها في خلوة لنعطر بها مجالسنا.. بهذا الكلام الرائع..
وإن أحد من المشركين استجارك فأجره .. حتى يسمع كلام الله .. ثم أبلغه مأمنه.. ليس فقط ليقيم الحجة..
إن مجرد السماع له من التاثير فيما يشبه الصدمة على المتلقى فكرياً وعصبياً وروحياً وكان محمد r ..أجمل من صمت وأجمل من تحدث
إنه المصطفى من بين كل البشر .. تجرى مفردات الله على شفتيه .. ولأن صمته تشريع .. وكلامه تشريع ..
[ إنه لم يسحرهم بعصا .. تلقف .. ماصنعوا .. كموسي
ولم يحي ميتهم كعيسى ولكنه أحياهم .. بكلمة الحق .. فكانت أخلد على مدى الزمان وأبقى في الوجدان * ]
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (51) سورة العنكبوت
هكذا كان محمد يجهر بكلمة السماء .. لا إله إلا الله .. محمد رسول الله .. يغرسها لواءاً في الكون .. يرويها بجراحه ودماءه النازفه من شفتيه في احد وجراحه النازفه من قدميه في الطائف.. هذا محمد .. يركز لواءاً للحرية والعزة والمجد في الكون.. لاركوع لبشر.. ولاسجود لصنم سواء بشرى أو حجرى.. رفع جباه البشرية الناكسة الراس من تقبيل النعال .. وأحذية الطغاه.. ولا ثمة اله في الكون إلا الله .
نعم هذا محمد .. الذي يسبه .. ماكسيم رودنسون ويتداول كتابه بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ولم يرفع ضدهم دعوى للثأر ورد الإعتبار ..
وحول الكلمة يقول الاستاذ احمد الخطيب في احد مقالاته:
[ربما كان ضياع الكلمة وعدم الدقة فيها سبباً في انهيار الأمة .]. وربما كانت سيادة الكلمة .. أيضاً سبباً رئيساً في رقيها وسيادتها ، فالكلمة كما يقول المفكر الإسلامي " الدكتور محمود عكام [ تعتبر الكلمة بمثابة أهم معابر الحضارة ومنابرها] .
ربما عمق المأساه للكلمه فى عصرنا الحالى كما يصورها الأستاذ سالم الحافى فى مقاله "برقع الحياء تعيش أنت "بالحقيقة العدد 527 . إذ قال مختصرا .
[ الكتاب لوثتموه ياأقزام الكلمة الكلمة التى هى سر الله باتت تباع وتشترى فى سوق النخاسة ..القلم الذى أقسم الله به صار مداده فى أيديكم ملوثا ] انتهى
كانت لا إله إلا الله كلمة حق لاتصمت في وجوه الطغاه تلجمهم .. تخرسهم تمرغ أنوفهم في التراب ..
كان هناك ثوار يحملون قضية لا اله الا الله .. فكانوا فرسانا وشهداء للكلمة .. كما هو الحال للفارس الشهيد سيد قطب .. ليكون رجلا شاهقا ..فوق حبل المشنقة .. وتسيل كلمة الحق بالدم من بين شفتيه ..
وفي سنة 61 هجرية .. حيث حاول يزيد .. اللعب بكلمة لا إله إلا الله .. رواها الحسين بدماءه في كربلاء .
نعم كانت لحظات كربلاء تختزن أزمنة ودهور من الاباء والعزة والرجوله والوفاء لدين الله .. تختزن أزمنه من الثورات المتكرره .. نعم كانت كلمة الحسين في كربلاء ..
" إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا شقاءاً وبرما " ...
نعم .. لقد كان الامام الحسين هو الحرف المدمّى الاول في سفر المجد
شرف الكلمة
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } (10) سورة فاطر
هناك كلمات ساقها اللاستاذ عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحيته
الحسين ثائر قال فيها على لسان الامام
[ الكلمه فرقان بين نبي وبغي ..]
نعم ايها السادة : الكلمة فرقان بين نبي وبغي
وشتان مابين كلام الأنبياء التي تقطر حكماً ، وحباً وزهراً وعدلاً تلك التي تختلف جذرياً عن كلام البغايا التي تقطر تلك الامراض السارية لهذا العصر..
نعم هناك فرق .. مابين من يموتون من أجل الكلمة ومن يقتاتون من أجل الكلمة.
وهذا ماقاله سيد قطب .. لذلك الأزهري الذي جاء ليلقنه الشهادة كما جرت العادة في إجراءات الإعدام بمصر ..
فيقول له ..
حتى أنت جئت لتكمل المسرحية [ نحن نموت من أجل لا إله إلا الله ]
وأنت تأكل عيش ( خبز ) بـ لا إله إلا الله
الكلمة لها حياة ولها عمر ..وهناك كلمات خالده وكلمات بلا عمر .. وقصيرة العمروهناك كلمات تحبس وتصادرأذكر أحد المواقف في أحدالايام قد صادرت وزارة اعلام لدولة مااحد المجلات ولسوء حظي كان لي بها احد مقالاتي"فذهبت لكي احصل على نسخة من المجلة من قبل الشركة الموزعة فوجدت المجلة التي بها المقال موضوعة في غرفة ومغلقة بقفل "يال
"عرفت يومها كيف تحبس الكلمة بالقفل"
وكيف تؤلف مجموعة من الكلمات والمفردات.. سواء أكانت مقالا او قصيدة .. تنظيما حركيا لابد ان يتم اعتقاله من قبل الطغاة.عرفت يومها ان الكلمة تخيف الطغاة وتنغص معيشتهم لدرجة أنني ألححت على الموظف المسئول فقال لي من المستحيل أن تأخذ عدد واحد لأنه يتم المراجعة عليهم بصورة دورية وكأن المقالات معتقلات سياسيات يجرى عليهن ما يجري علي السجينات والسجناء من تمام الصباح وطابور مساء.
لكن ماذا عسانا أن نقول بعد ماكممت الأفواه.. وصار الحق ضد الشفتين .. ..اعتقد في بعض الأحيان ان يستلزم على الكاتب ان تنفجر الحنجرة والقصبة الهوائية ولتخرج حشرجات الألم نزيفاً من الكلمات ..ولم يكن غريباً .. أن يوزن مداد العلماء بدم الشهداء إننا في بعض الأحيان .. نعتبر أن الورقة .. أرض مقدسة كالميدان كتلك التي كنا لا نسير عليها إلا ونحن نلبس الباريه أو طاقية الجند ... كنا لانمشي عليها إلا بالبياده أي ذلك الحذاء العسكري ذو الرقبة ...إنها صرح مقدس للحق .. تهرق دماءنا وتنفجر كلماتنا دماءاً تنزف الكلمات .. اللون لون الدم .. والريح ريح المسك .وكما قالت الأديبة كوثر الكيالي :
إن كان في قلب الكاتب جرح
ففي الكتاب دماؤه مطبوعاً
أو كما قال الأستاذ الياس أبو شبكة :
إجرح القلب وإسقى شعرك منه فدم القلب خمرة الأقلام
لقد ارتبطت الكلمة.. الجادة.. بالمجد و الخلود كما قال الفيتوري عن احد قصائده [انها قصيدة لا تلبس الكفن ]..
وأنا لا اختلف معه ان هناك كلمات ضد الموت تأخذ قيمة البعث المتكرر لها من قيمة الحق الذي تحمله والقضية الفاضلة التي تطرحها والدم الذي اهر ق من اجلها وهذه الرؤي تختلف جذريا عما ساقته الكاتبه غادة السمان بأن الكاتب (يولد على صفحة بيضاء ويموت مع آخر سطر )فهذا الرأي متجاوزا للحقيقة فان الكاتب حينما يوقع بدمائه على ما كتبه.. فهو يكون في هذه الحالة..قد قال كل ماعنده..
ولما كان الإسلام دين الحق فالكلمة لانتمائيتها لذلك الحق تأخذ بعدها الذي لا يموت او الخلود .. او المجد أذا صح التعبير ..
وهذه الرؤية قد ساقها أحد الأقدمين حيث قال لو انتابني مجرد شك بأن كلماتي لن تعيش من بعدي للآلاف السنيين لما كتبتها
قد تتهيأ في منتصف الليل مشانق كي تخنق حلم الكلمة ..ترفع المصاحف من فوق أعواد
المشانق…تتهدل الأيدي وتنفرج الأصابع عن المصحف لا يسقط أرضا يتناوله الصغار
قبل السقوط
ليعودوا رفعه في وجه الباطل من جديد!!
سيكون الموقف كما قال السياب:
أغرق في دمي إلى القرار
احمل العبء عن البشر
فأبعث الحياة مع بعث أفكارهم
إن موتي انتصار
أو كما قال أحمد مطر
فخنقوا صوت الببغاء
ليعطوني صوت أبدي يتكلم
اوكما قال سيد قطب
أخي إن زرفت علي الدموع وبللت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع وسيروا بها نحو مجد جديد
وفكرة رفات الشهيد وارتباطها بالمجد أمر قلما يستوعبه إلا من فهم حقيقة الحياة وحقيقة الدين الإسلامي على وجه التحديد.وكيف يضيف المرء أعمارا إلى عمره كما قال الشاعر
و من يعرف التاريخ في سره أضاف أعمارا إلى عمره
في مهمة الكتابة ..أحياناً نعمل من الاقواس دروعاً للحق ندافع بها عن إمة مستباحة أمة يغتصبها الكفر جنسياً في ابو غريب حتى اللحظة .. في العادة نلغم الطريق المستقيم من السطور بعبوات ناسفة من الآيات " آيات الله " لكي نزهق بها الباطل ويخرج حشرجاته ونمرغ أنفه في تراب الصفحة البيضاء .
ويسيل دمنا عبرالنقاط وحين نضحي لتعلوا كلمة الله أكبر وننكس كلمة الباطل.. تتميز كلماتنا ساعتها بالرفعة دون غيرها من كلمات البشر . تتميز عن كلمات تجار الكلمة.. او تلك النوعية التي اشرنا اليها منذ قليل ..تلك التي تولد لتموت في مهدها لأنها لاتحمل سمو الكلمة.. ولا روعة الرسالة.. إن الكلمة مسؤلية .. كما قال الحسين على لسان عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحيته الحسين ثائراً .. ايها السادة: " إن كلمة الحق لها تجلياتها وهي تطفئ الباطل من بعد... كلمة الحق لو أطلقتها في الفضاء البعيد فإنها تخيف قوى الاستبداد فما أهش قوى الاستبداد.
كما قال نزار[ يسرني ان ترتعدوا من نقطة حبر وخشخسة الاوراق]
إن عروش الطغاة أهون من بيوت العنكبوت.. تخيل معي بكلمة تزول ..لذلك اندهشت ان يؤكد الدكتور سمير سرحان في لقاء له بمجلة اليمامة العدد1571 ان يقول بالنص[ ان (انظمة الرقابة) نستطيع ان ندخل أي جهة ونحن محملين بالملابس والعطور والإكسسوارات, ولكن الكتاب ممنوع فالكتاب مجرم في كل الجمارك العربية حتى تثبت براءته]
ذلك لأن الباطل عوامل ضعفه وانهياره كامنة في أصل كيانه والدعاية الواسعة التي يحيط بها نفسه ما هي إلا دعاية كاذبة .مهمة الرسل عملية جبارة ضخمة لا يحمل تبعتها إلا الأفذاذ من الرجال لأنهم يستعذبون أشواك الطريق ولا ينتظرون المكافأة إلا من الله .. الحق يستمد قوته من صاحب الحق الذي أمرنا باتباعه.. والسجود له ولا نسجد لغيره مهما كلفنا عدم السجود للطغاة من تضحيات دماء لأننا لم نؤثر الباطل على ما جاءنا من البيانات فليقضي ما هو قاض كما ان لفظ الباطل جاء في لسان العرب لابن منظور اسم من أسماء إبليس .
" وقديماً قالوا " ..
يموت المرء ويبقى ماكتبت يداه فلا تكتب غير شيء يسرك في القيام أن تراه .
ولماذا لاتنهض كلمات هؤلاء .. لماذا تظل كسيحة ..
وإن عطرت وإن مكيجت ..
هناك كتاب .. كثيرون .. قرأت لهم في صباي .
كنا مفتونون بالعديد من الكتاب.. في مرحلة الصبا ..وبعد ذلك زال بريقهم وخبا .. ولم يبقى له بريق في الجمجمه وظلت مفرداتهم وكلماتهم أشباحاً باهته في سجلات التذكر ..
ذلك لأنهم كتبوها في مرحلة ما بين اليقظة واللاوعي .ككتابة المساطيل ووحي الشياطين بزخرف القول غروراً أحياناً ..نقرأ كلمات لبعض الكتاب... نراه كلام في الهواء الطلق على المقهى حيث قهقهات لآخر نكته .وكركرة الشيشة والدخان الأزرق يعبق بالأجواء لايعدو ..
إلا أن يكون كما يقول العوام . كلام جرايد ... لأن كلام بعض الجرائد الرسمية هو نوع من الأكلشيه المتكرر لأنه لايعبر عن رؤية الكاتب ولكن رؤية الدولة .. يمضغ .. ويلقى بعد ذلك ويلف به حذاء إلى الإسكافي ليرقع كما يرقعون .. البنية الفكرية لشعوبهم ويخدرون ويعطون المسكنات .,في بعض الأحيان تقتضي الضرورة الا نوزع المسكنات ولن نحذر الأمة .. كما يفعل تجارالكلمة الذين أمتهنوا قيمتها
ونسوق هنا أحد الرؤى العلمانية للكلمة كمجرد المثال لا الحصر .. نعم هناك .. فرق بين من يجعل الصفحة كميدان مقدس يلغمها بعبوات ناسفة من الآيات السماوية .
يقول أحد الكتاب في الشرق الأوسط الأربعاء 3-6-1998م :
" كيف تحول الدور الرسالي إلى معالجة من نوع اخر [جنسية]
يقول الكاتب [بعد معاناة التجربة تأتى معاناة الكتابة الحدث جاهز إنه النقطة الأبدية الأولى ,لكن الورقة البيضاء مساحة أفعوانية تنظر إلى أبداً بعيون باردة مخيفة .. هنا الصراع بين الكاتب والورقة البيضاء يقوم الصراع وحين أغلق الباب من ورائي وأوقد شموعي وأتطيب غالية تعطرى الدنيا بالشميم المخدر يكون على أن أذهب في المكتب وآجيء .. كأنني عريس في ليلة دخلته تدوي من حوله الدفوف وتنطلق الزغاريد وهو مشغول بهموم الامتحان الصعب أنه أمام بكارة الموجه العذراء .. عليه أن يثبت إنه فارس أو يترجل عن حصانه الأبيض أمام التي حلمت به الورقة البيضاء عروس - ويستطرد - والفارس هو أنا وفي كل ليلة يتكرر الحلم حين يتكرر الإمتحان .. سيجارة تشتعل من أختها وفنجان قهوة يجيء وفنجان آخر في الطريق والسيجارة تشتعل من أختها والليل يمضي والتوتر يشتد .. والسم يجري مجرى الدم في العروق " . إنتهى كلام الكاتب
وكان لنا ان نقول .. ان عملية الابداع التي تتم على هذا النحو .. لا تنهض بها الامم .. ولا ترتفع بها راية ..
كما قال تعالى {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (105) سورة الأنبياء
لقد حول هذه الكتابة من قدسية الرسالة إلى آلية جنسية
والدماء المقدسة تحولت الى دعارية للفكر
ولقد ذكرني هذا ..باحد الكتاب ممن امتهنوا الادب الرخيص وبالتحديد في الجنس.. في حوارله بمجلة الشباب
. أنا أتحدى أي انسان يأتي لي بشيء مخل في كتبي أكثر مما هو موجود في روايات جميع المؤلفين وأنا أكتب عن مشاكل الشباب وأحاول أن أعالجها ..
وحينما يسأله الصحفي .
" وأبنتك هل تقرأ كتبك وتناقشها معك "
يرد بكل برود .. نعم تقرأ رواياتي وتناقشها معي .
.
ان مسيرة المفكر الإسلامي هي مسيرة لشفاء وليس لشقاء الناس .. ومكانه في القمم .. في اعالي الجبال .
كما قال المصطفى r : " إن الله يحب معالى الأمور ويكره سفاسفها "
أو كما قال الشابي :
ومن لم يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
إن مسيرة المفكر الإسلامي ماهي إلا مسيرة النحل .. ومسيرة وحي قلمه إتخاذ الجبال والقمم بيوتاً والمسيرة بين الثمرات وتلك سبل الله زللاً وليس سبل الشيطان ..
وتفرز من الجمجمة ماهو شفاء للناس
) وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذ من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلى من كل
الثمرات فاسلكي سبل ربك زللاً يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس إن في
ذلك لأية لقوم يتفكرون ( ( 69 النحل )
إن النحل في الشكل الخارجي قريب من الزبابة.. ولكن هناك فرق وهوه شاسعة بين تلك التي تتخذ من الجبال بيوتاً وبين من تتخذ من القاذورات بيوتاً .. هناك بون شاسع بين الإفرازات الفكرية التي فيها شفاء للناس وبين الإفرازات الفكرية التي يشقى بها الناس عند الأطباء يطلبون لها العلاج ..
لقد بحثت في قواميس المفردات عن الشهادة والموت ودم الأبطال . بحثت عن كل المعايير والأفكار التي يعيش من أجلها البشر ومن أجلها يموتون وجدت بداية أن الفكرة هي الأساس والمنطلق فما الإنسان إلا مباديء متحركة ومن أجل الأفكار يحيا ومن أجلها يموت ..
وعن الحقيقة يقول محمد قطب في كتابه النفس والمجتمع ..
" ثمة حقيقة واحدة مطلقة في هذا الكون العريض هي الله وحده هو الحقيقه المطلقة لأن الحقائق النسبية تنتهي إليه - انتهاء مطلقاً لأنه خالقها بينما لاينتهي بعضها إلى بعض إلا بالنسبة التي قدرها الله بين بعضها البعض والله وحده هو الذي ينبغي أن يعبد ويطاع لأنه الحقيقة الواحدة في هذا الكون.. ولكن الإنسان يركب رأسه ويرفض أن يطيع الله ويزعم أن بصره بالأشياء أصدق من خالقه . وإذا كانت الحقيقة من هذا المنظور الإسلامي على هذا النحو من المثالية فمالها إلا قول الشاعر ..
إذا المرء لم ينهض بقائم سيفه فياليت شعري كيف تحمى الحقائق
الحقيقه التي استوعبناها من خلال التجربة والواقع أن الإنسان بدون رصيد عقدي كعملة غير مغطاة برصيد ذهبي .
الامة الاسلامية لن تموت.. لأنها تستمد وجودها من الكتاب الذي هو من روح الله والله حي لايموت .. الإنسان بدون ربه .. يصبح بلا قيمه وبلا هدف وبلا ثمن .. لأنه فقد الغاية والمصير .. لذلك قال نبي الله عيسى عليه السلام .. ليس بالخبز وحده يحيا الانسان .. لأن هناك مباديء .. لابد أن يعيش من أجلها .
وقال محمد r " حسب ابن آدم بضع لقيمات يقمن صلبه " .
يقول الإمام على بن أبي طالب .. ( إذا كان الإنسان همه مايدخل بطنه فقيمته ما يخرج منها ... ) المباديء الإسلامية .. ليست مباديء أرضية الجذور سرعان ماتذبل وتتحلل كأديان عبثت بها أيدي البشر أو جدلية مادية .. لا.. إن المباديء الإسلامية هي مباديء فوقية من السماء .. وهذه المباديء لو طبقت في الأرض تحولت إلى مجتمع مثالي . والى مدينة فاضلة .. وتحولت حياتهم من علو في الحياة .. إلى علو في الممات ومن ثم إلى عليين في الآخره .
عن كل الشهداء .. قرأت وعن معظم الشهداء كتبت دارت الأفكار في جمجمتي وبحثت عيناي في مفردات أصحاب البيان وأهل الكلمة مابين المتاجرون بالكلمة وما بين المشنوقون على حبال الكلمة في بداية دربي قرأت " كتاب قصتي مع الشعر .. لنزار قباني " .. يتساءل فيه .. من في الشعراء العرب مثل لوركا (1) الذي شنق على حبال الكلمة (1) لوركا - شاعر وكاتب أسباني - ولد في 5 حزيران 1899 في قرية قرب غرناطة بالأندلس
واندهشت كيف ضل نزار الطريق عن سيد قطب .. وعبد القادر عوده .. كيف ضل الطريق عن الحسين .. ومن ساروا على درب الحسين وهو الذبيح قرباناً إلى الله من أجل الكلمة .
يقول الحسين في حواره .. مع الوليد .. كما جاء في " الحسين ثائراً لعبد الرحمن الشرقاوى " :
الوليد .. نحن لانطلب إلا كلمة ..
فلتقل بايعت واذهب بسلام إلى جموع الفقراء
فلتقلها واذهب ياابن رسول الله حقنا للدماء
فلتقلها ما أيسرها إن هي إلا كلمة ..
الحسين : كبرت كلمة
وهل البيعة إلا كلمة
ومادين المرء سوى كلمة
وماشرف الله سوى كلمة
ابن مروان : بغلظه فقل الكلمة واذهب عنا ..
الحسن .. أتعرف مامعنى الكلمة
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمه
وقضاء الله هو كلمه
الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور
الحسين الكلمة نور ..
وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخه يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبى وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة .
عيسى ماكان سوى كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم ..
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسؤولية
إن الرجل هو كلمة
شرف الله هو الكلمة
قال الله I .. - } ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثه اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار { ..
يقول " سيد قطب " .. (إن الكلمة الطيبة راسخة ثابتة لاتهزها الأعاصير ولا العواصف اما الكلمة الخبيثة فهي هشه الجذور سرعان ماتزول مع أول عاصفة .. وإن بدت .. إنها .. منتفشه)..
وعن الكلمة يقول .. " مالك بن نبى في كتابه شروط النهضه
" ( إن الكلمة لمن روح القدس إنها تساهم إلى حد بعيد في خلق الظاهره الاجتماعية فهي ذات وقع في ضمير الفرد إذ تدخل سويداء قلبه وتستقر معانيها فيه لتحوله إلى انسان ذى رسالة فالكلمة يطلقها إنسان تستطيع أن تكون عاملاً من العوامل الاجتماعية حين تثير عواصف في النفوس تغير الأوضاع العالمية )
وهكذا كانت كلمة " جمال الدين الأفغاني " فقد شقت كالمحراث في الجموع النائمة طريقها فأحيتها وألقت بذوراً بفكره بسيطه فكرة النهوض فسرعان ما أتت أكلها في الضمير الإسلامي ضعفين وأصبحت قوية وفعاله بل غيرت مابأنفس الناس من تقاليد وبعثتهم إلى أسلوب حياه جديد . انتهى
من هذا المنطلق يتضح لي أن الذي غير الكون كله وسيغيرها مستقبلاً هي كلمة " لا إله إلا الله محمد رسول الله " وبسبب هذه الكلمة دارت رحى المعارك دوماً منذ أن بعث الله الرسل وانتهاء بخاتم الأنبياء ومن أجل هذه الكلمة كانت الدماء في بدر وأحد .. والقادسية . انتهاء الى الفالوجة وان لم تكن النهاية... حتى أنهم في اللغة الأردية يقولون أن فلاناً قد قال الكلمة أي أنه قد اسلم..
فلقد كان " المصطفى صلى الله عليه وسلم " عملاقا ذو قضية.. كانت قضيته.. تغيير الكون بـلا اله الا الله الى الامثل .. ومن أجل الكلمة كان الخروج من مكه .. وما أسهل طريق المهادنه .. ولكن ليس هذا طريق الرسل فلقد سأل " اعرابي " " المصطفى r " - إلى أي شيء تدعوهم يامحمد قال - المصطفى أدعوهم إلى لا إله إلا الله محمد رسول الله ..
- فقال الأعرابي .. إن هذا لن تتركه لك قريش ولن تتركه لك العرب.. وضع الكلمة في الاسلام شديد الحساسية.. فبكلمة واحدة يكون المسلم رفيقاً لسيد الشهداء حمزه ..وبكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوي بها في جهنم سبعين خريفا
- فقد قال المصطفى .. ان سيد الشهداء حمزه ورجل قال كلمة حق عند سلطان جائر .. أمره ونهاه فقتله وبالكلمة تنهض الأمم وبالكلمة تنتكس الأمم
فقد قيل أن سبب هزيمة المسلمين في بلاط الشهداء أنها مجرد " إشاعة " أطلقت مفادها أن عبد الرحمن الغافقى قد مات .. وبالكلمة تنهض الأمة .. وتبعث موات الشعوب ..
وإذا كانت الحره تموت ولاتأكل من ثدييها .. فكذلك يموت الحر ولايأكل من وراء كلمته .
الكلمة هي زاد الثوار .. وماكانت الله أكبر .. التي يصدح بها الآذان خمسة مرات يومياً إلا إعلاناً للحرية فوق بقاع الأرض .. وأن وضعها لايتحمله الشيطان فيفزع منها وله ضراط .. كما جاء في الحديث .. النبوي ولقد كان الآذان ملهماً للثوار ..
يقول " بدر شاكر السياب "(1)
من آجره خضراء
عليها كتب إسم الله بقيا من دم فينا
أأذان فجر هو أم تكبيرة ثوار
هذا ، يشبه ماقاله " هاشم الرفاعي " ..
حتى سرى في النيل صوت مؤذن بالفجر فجر المجد والعزمات
وأنا أؤمن أن وقعها مؤلم على طغاة العالم كما هو الحال في ميدان الجهاد ..فهي تزلزل الكفر في عقر داره . كما كان في الشيشان حينما يسمع الروس التكبير يبولون على أنفسهم ..
قال " الأستاذ فهمي هويدي " يومافي احد مقالاته .. أثناء انعقاد مؤتمر صحفي في القاهرة قالت صحفية فرنسية .
(ألا ترون أن الآذان خمس مرات يومياً يذكى من ظاهرة التطرف)
ولا اعرف هل هناك ثمة رابطة ما بين ما قالته الصحفية ضد المساجد والماذن .. سواء في البوسنة أو مسجد بابري بالهند أو أنفاق تحت مسجد الأقصى المبارك او ماذن البوسنة والفلوجة.. وهاهي أحوال المساجد الاخرى في فلسطين ويصدم المسلمين بتقرير ساقته مجلة المجتمع الكويتيةالعدد 1214وكيف حولوا مساحدنا الى نواد ليلية يفعلون بها كل قبيح اوملاه ليلية او مكبات للنفايات ومزابل اولكنيس يهودي وعزز التقرير بصورتين احداها لمسجد وضعوا في قبلتة نجمة داوود ذرقاء…….
كانت قيمة الكلمة الكلمة.. هي ان تتصدر الجموع وتلبس الكفن .. وتشهر سيف الحق والعدالة ونبالة الرسالة..
ولقد قال .. " المصطفى r " .. " إذا هابت أمتى أن تقول للظالم ياظالم فقد تودع منها"
إن كلمة الحق من المقدرة بمكان أن تسفل كلمة الباطل وتعلى كلمة الله .. في الارض ولقد ذكرالقرآن كلمات الثوار من الأنبياء ضد الكفر الفرعوني أو النمرودي . فها هو " إبراهيم " أبو الأنبياء
يدحض حجج النمرود باسلوب بليغ فيبهت الكافر ويصدم .. ويفقد الجوله . هاهو " موسى "
الكريم مع فرعون .. والرد البليغ المعجز ..
) قال فمن ربكما ياموسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى قال فما بال القرون
الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لايضل ربي ولاينسى (
هاهو الطفل في قصة اصحاب الاخدود الصغير يقول .... لأمه اصبري ياأماه فأنت على الحق .. مثل هذه الكلمات يخلدها ..التاريخ ويسير بها الركبان . ومثله أيضاً في تلك القصة التي كان بطلها طفل
صغير - رأى حاكماً ظالماً .. فقال الطفل إنه عار تماماً . إنه عار حتى من ورقة التوت..
قالوا ان اضعف مداد يخطه القلم ابقى من احد ذاكرة
the weakest ink is better than the greatest memory..
الا ان قيمة الشهداء دوما انهم يوقعون بدماءهم ..فيكون اكثر بقاء من المداد ..
.. ذلك كما هي طبيعة الثوار دوما.. وبتوقيع الدم تعرى كل الأقنعة..و ليتوقف الفعل المضارع للاستبداد عن ممارسة افعاله الجهنمية..
بقي ان نقول قضية القلم و الكلمة ووصولها الى المتلقي ليست بالأمر الهين في إطار الإبداع سواء من جرح القلب واسقاء الشعر منه كما قال ابو شبكة او المعاناة في اخراج نزيف المشاعر على سطح الورقة فعلى ما اعتقد ان ابراهيم ناجي قد ضرب رأسه في الحائط عشرات المرات مع كل بيت ليخرج لنا الأطلال هذا هو الشعور الذي استنتجه من مفرداته..
وهناك على الجانب الاخر قد لاحظتها في من رؤى بعض الكتاب الإسلاميين.. حيث تكون معظم الإلهامات له اثناء سماعه .. لآيات القران في الصلاة فمع الوضوء وفنح مسام البشرة والاذن.. بماء الوضوء والاقبال على الله وانسيابية القران مع روحك قد تستوعب اشياء لم تكن تستوعبها.. في الأحوال الأخرى..
في مكان اخر وهذا ربما كان السر في استشهاد الفراهيدي نظرا لأصتدامه بأحد سواري المسجد.
تقول الباحثة سلام خياط:بالكلمة شيدت الحضارات وتلاقت المعارف
وفلسفات والعدم والخلود والفناء وتؤكد الكاتبة انتصار العقيل
بهذا الصدد في احد المقالات.. ان الكلمة المبدعة بأنواعها سواء أكانت شعرا او رواية او مقالة هي [ هبة ] طبيعية غير مكتسبة [ هبة ] من الخالق ينعم بها على المبدع فيميزه عن سائر البشر… وتؤكد ان المعاناة هي اهم عامل محرك لجذوة فكره …واقوى محرض لها في دروب الابداع الوعرة..وبهذا تؤكد ما سقناه في وضعية ناجي مع الاطلال ..
وتذكر الكاتبة كلمة لوركا في هذا الصدد ياله من الم الا يكون لك الم وان الابداع لايذهب الى الجحيم.. بل الى فردوس التألق والجمال والخلود.
مجد الكلمة في عالم تقنية المعلومات.
*في عالم النظريات والقوانيين رأينا ان النظرية يمكن ان تلغى بنظرية اخرى استجدت على الساحة
اما القانون فهو امر ثابت قد اخذ شكله النهائي بناء على تجربة او استنتاج.. من هنا كانت مرجعية الامة في الحق المنزل من السماء ..
وكان لابد ان نقول بعد ان مضغنا الفكر الغربي جيدا.. ثم بصقناه.. ان مجد المعلومة الإسلامية بزخمها الالهي المنزل تأخذ شكل القانون الغير قابل للإجهاض حتى يرث الله الأرض ومن عليها نظرا لمصداقيتها كحق منزل وإعجازها العلمي على مر العصور..
ذلك لان مجد المعلومة المنزلة تقص الحق والله خير الفاصلين … انه امر سماوي من عليم خبير وليست بقول شيطان ولا ساحر ولا كاهن.. ناهيك عن ان المعلومة الإلهية نور والعلم كما قال الكواكبي قبسة من نور الله …فكم من ارفف للمكتبات اكتظت بالمراجع والكتب نسجا لمفرداتنا وكلماتنا حول اية او سورة معينة ذلك لان مجد المعلومة الالهية ربما تكون اية واحدة بمثابة قران كامل..
تكمن قيمة مجد الكلمة الإسلامية لنا ككتاب .. في ان نعرض كلماتنا لأشعة نورانية كلام الله .. فانعكاسية نور الكلام الالهي على كلماتنا يعطيها .. ذلك الزخم من المجد .. والبقاء والخلود ..
تكمن اهمية المعلومة انها ركيزة البحث وانها تشكل وتهندس حياة الأمم والشعوب..
ونحن امة ذات وضع خاص وهذا الوضع الخاص وسط الضخ المعلوماتي الهائل اليوم..فلابد ان نأخذ المعلومة بالتدبر والدراسة والتحليل..قبل ان تستقر في ذهنه كمبدا حياتي.
والنهاية للحق دوما .إذ ان الباطل يعتبر بمثابة العدم ليس له وجود..[ وان بقي من الحق ذرة ازالت جبال الباطل]
نحن ضد الانزوائية الفكرية والدونية الفكرية وفي المقابل نطمح في الهيمنة والندية وهذا امر يلزمه الذهن المتوقد والتمسك بالثوابت.. بل والموت في سبيل تلك الثوابت..
والغرب يدرك ذلك فلقد جاء بمقال اسمة موت اللغات نشرته التايم الأمريكية في 7 يوليو97
[ ان مازال هناك أفراد معينين من جماعات محدده لهم القدرة على ارباك قوى العولمة والثقافة الشاملة ويؤكد المقال..
[ ان هؤلاء المتشبثين بلغاتهم وثقافاتهم سيكون لهم الكلمة النهائية في هذا الموضوع ]
أنا لا أخاف على الأمة من هذا الوضع الغربي الذي يتسيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يهمنا ويشرفنا