بروتوكولات حكماء صهيون
عبارة عن مجموعة من النصوص تتمحور حول "خطة" لسيطرة اليهود على العالم. تم نشر هذه النصوص لأول مرة في الإمبراطورية الروسية في جريدة زناميا في مدينة سانت بطرسبرغ عام 1903 م. يرى العديد من المؤرخين أن هذه الكتابات هي مجرد خدعة وخاصة بعد إجراء تحقيق صحفي عام 1921 م حول مصداقية هذه الكتابات قامت به صحيفة التايمز اللندنية واستخلص إلى أن المقالات هي تزوير أدبي لكتاب فرنسي [1] وتم نشر سلسلة من المقالات التي وصفت عملية التزوير.
في نفس السنة -أي عام 1921 - تم طبع النص الكامل للبروتوكولات في الولايات المتحدة وفي عام 1934 قام الطبيب السويسري زاندر Dr. A. Zander بنشر سلسلة من المقالات يصف فيه البروتوكولات حقيقة تاريخية ولكنه تعرض للمحاكمة لنشره تلك المقالات.
البروتوكولات هي جزء من نظرية المؤامرة ومعاداة السامية ومعاداة الصهيونية وأن البروتوكولات في الأساس تم نشرها والدعاية لها من قبل الشيوعيين المعارضين لحكومة الإمبراطورية الروسية حيث بدأت بعد الثورة البلشفية عام 1917 م وعلى يد البلاشفة نشر أفكار مفادها أن اليهود يحاولون السيطرة على العالم.
النصوص
حسب المؤرخ الروسي ميخائيل ليبخين Mikhail Lepekhine فإن مؤلف البروتوكولات بشكله الحالي المثير للجدل هو روسي كان يعمل كعميل مزدوج للإمبراطورية الروسية والبلاشفة واسمه ماثيو جولوفنسكي Mathieu Golovinski والذي انتمى فيما بعد إلى منظمة الأخوة المقدسة Holy Brotherhood التي كانت معادية للسامية
حسب التحقيقات الصحفية التي قامت بها صحيفة التايمز اللندنية عام 1921 وهو الاعتقاد الراسخ لدى التيار الذي ينكر حقيقة هذه البروتوكولات فإن هذه البروتوكولات تم اقتباسها وتزويرها وتحريفها من كتيب ذو طبع نقدي لاذع من الطموحات السياسية لإمبراطور فرنسا نابليون الثالث حيث قام المحامي الفرنسي موريس جولي (1829 - 1878) بتأليف كتيب بعنوان "حوار في جهنم بين ميكافيلي ومونتيسكيو" وتم طبعه لأول مرة في بروكسل عاصمة بلجيكا عام 1864 [3]. ومن الجدير بالذكر أن مونتيسكيو (1689 - 1755) المفكر السياسي الفرنسي كان ينادي بعدم الانفراد في السلطة والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية [4].
حاول جولي استعمال الرموز والسخرية بصورة غير مباشرة لانتقاد طريقة حكم نابليون الثالث وقام بطبع الكتاب في بلجيكا لأن نقد العائلة المالكة في فرنسا كانت تعتبر جناية يعاقب عليها القانون ولكن السلطات الفرنسية ألقت القبض على جولي وحكمت عليه بالسجن لمدة 15 شهرا وتم منع الكتيب [5]. استنادا إلى نفس التيار الفكري المشكك للبروتوكولات فإنه في عام 1868 أي بعد 4 سنوات من طبع الكتيب المذكور أعلاه قام شخص كان يعتبر ذو أفكار توصف بمعاداة السامية واسمه هيرمان جويدشي (Hermann Goedsche (1815 - 1878 باقتباس جزء من الكتيب المذكور في أحد فصول كتاب كتبه بعنوان Biarritz والذي كتبه جويدشي تحت اسم مستعار وهو جون ريتكلف Sir John Retcliffe وفي هذا الفصل تحدث ريتكلف عن مجموعة من أحبار اليهود الذين -حسب التقاليد القديمة لليهود- يلتقون مرة كل 100 عام ليضعوا مشاريع وخطط لمستقبل اليهود في العالم [6].
هناك 24 بروتوكولا يحاول فيه حكماء اليهود حسب كتاب جون ريتكلف استغلال غير المنتمين للديانة اليهودية لتحقيق مصالح اليهود في العالم وفي مقدمة الوسائل أو البروتوكولات هي نشر أفكار ليبرالية تدعو إلى حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة بالإضافة إلى نشر أفكار تشكك من الديانة المسيحية. وحسب البروتوكولات فإن السيطرة على وسائل الإعلام والاقتصاد سوف تؤدي على المدى الطويل إلى ازدياد هيمنة اليهود في العالم وتحاول البروتوكولات إبراز فكرة أن التقاليد المحافظة للكنيسة المسيحية هي ضد التطور والرأسمالية ويظهر البروتوكولات أيضا أن الماسونية بصورة غير مباشرة هي جزء من خطة حكماء اليهود للهيمنة على العالم وأنها سوف تستبدل في النهاية بحكومة يكون فيها للديانة اليهودية اليد العليا. ويتحدث البروتوكولات بصورة مفصلة عن "مملكة" سوف تنشأ في المستقبل وكيفية إدارة هذه المملكة التي يفضل فيها الحكماء ألا يكون الدين فيها مسيطرا بشكل واضح وصريح إنما يلعب دورا رئيسيا من خلف الستار
دور البلاشفة
المثير في موضوع بروتوكولات حكماء صهيون أن هناك العديد من نظريات المؤامرة المتعلقة بمنشأ البروتوكولات وهناك أيضا نظريات مؤامرة داخل كل نظرية مؤامرة شبيهة بأسلوب بعض الروائيين باستعمال الحلم داخل الحلم في الحبكة الروائية. هناك اعتقاد أن الشرطة السرية للإمبراطورية الروسية قامت بصورة متعمدة بنشر كتيب جون ريتكلف عن البروتوكولات لأنها وجدتها مفيدة لتقليل نفوذ الحركات الثورية ضد الأمبراطورية والحيلولة دون اتحاد اليهود مع البلاشفة ضد حكم القيصر نيكولاس الثاني [8] وقامت الشرطة السرية القيصرية أيضا وحسب التيار المشكك بالبروتوكولات باستخدام أحد رجال الدين الروس واسمه سيرغي نيلوس (Sergei Nilus) بنشر البروتوكولات بصورة غير مباشرة في كتابه "مجيء الدجال وحكم الشيطان" في عام 1905 وفي هذا الكتاب ذكر نيلوس أن البروتوكولات تم إقرارها في المؤتمر العالمي الأول للصهيونية في بازل
وكجزء من الحلم داخل الحلم أو المؤامرة داخل المؤامرة فإن البلاشفة الذين تم استعمال البروتوكولات لإضعافهم قاموا باستخدامها لنشر الكراهية ضد اليهود لكن الحقائق التاريخية تشير إلى أن الكتاب انتشر بكثرة بعد الترجمة للغة الإنجليزية الذي قام بها الصحفي البريطاني فكتور مارسدين في عام 1921 الذي كان مسجونا في معتقلات البلاشفة أثناء تغطيته الإعلامية للثورة البلشفية وأضاف إلى الترجمة مقولات لرئيس المنظمة الصهيونية العالمية حايم وايزمان [10]، وفي نفس السنة قام هنري فورد في الولايات المتحدة بدعم طبع نصف مليون نسخة من الكتاب وصرح فورد "أن البروتوكولات مطابقة لما يجري في العالم لحد هذا اليوم" [11].
تم إعادة طبع كتاب بروتوكولات حكماء صهيون عدة مرات في الاتحاد السوفيتي وحتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في روسيا حتى عام 1993 عندما أصدرت محكمة في موسكو قرارا باعتبار البروتوكولات عملا مزورا وسيكون هناك غرامة مالية لأية جهة تحاول نشر أفكار بان البروتوكولات حقيقية [12]، لكن في عام 2003 وبمناسبة مرور 100 عام على صدور البروتوكولات قامت الصحيفة الأسبوعية الروسية Argumenty i fakty بكتابة مقال ورد فيه مقتطفات من البروتوكولات مع تعليق نصه «لا يهم إن كانت البروتوكولات حقيقة أم تزوير ولكنها مطابقة لما يجري في أوروبا الآن
البروتوكولات والنازية
هناك اعتقاد سائد من قبل التيار المشكك في بروتوكولات حكماء صهيون إن النازية استعملت البروتوكولات في حملتها الدعائية ضد اليهود وفي عمليات الهولوكوست وإستنادا إلى المؤرخة الأمريكية نورا ليفين فان هتلر استخدم البروتوكولات كحجة لإبادة اليهود وتم ذكر البروتوكولات أيضا في كتاب كفاحي حيث كتب هتلر "إن البروتوكولات تظهر بشكل واضح بان تاريخ اليهود مستند إلى حد كبير على الأكاذيب والتزوير وان هناك مخاوف حقيقية من نشاطات اليهود وأهدافهم" [14].
في عام 1934 قام طبيب من النمسا واسمه زاندير Dr. A. Zander والذي كان عضوا في منظمة نازية من النمسا بنشر سلسلة من المقالات يحاول فيها نشر فكرة ان البروتوكولات حقيقية وقدم مجموعة من الوثائق لتأكيد مزاعمه الا انه تم رفع دعوى قضائية عليه بتهمة تقديم وثائق مزورة وبدأت جلسات محاكمته في أكتوبر 1934 ووجدت المحكمة ان البروتوكولات لا وجود لها وان كتابات زاندير هو تزوير للتاريخ وتم فرض غرامة مالية على زاندير وفي نفس السنة جرت جلسات محاكمة مشابهة بسبب البروتوكولات وقضت المحكمة في جنوب أفريقيا في عام 1934 على ثلاثة من الصحفيين غرامة مالية قدرها اربع دولارات ونصف بسبب نشرهم لوثائق مزورة تحاول اثبات وجود البروتوكولات
المؤامرة
من وجهة نظر التيار المقتنع بأن البروتوكولات حقيقية فان الجدل الرئيسي ليست عما إذا كانت البروتوكولات مزورة أو مقتبسة أو محرفة من عمل ادبي تم كتابته في القرن الثامن عشر، النقطة الرئيسية التي يحاول هذا التيار إبرازه هو انه وبغض النظر عن نظريات المؤامرة المتعددة والمتشابكة والتي يصعب في بعض الأحيان على الأنسان البسيط غربلته وفهمه فان هناك باعتقادهم نوع من الهيمنة لشخصيات يهودية على وسائل الإعلام والاقتصاد والسياسة وعما إذا كانت هذه الهيمنة قد تحققت بصورة عشوائية أو عن طريق حملة تدريجية منظمة فهذا لايغير من الواقع الحالي شيئا وهذا الواقع وحسب رأي هذا التيار يشهد نفوذا كبيرا لأشخاص محسوبين على الديانة اليهودية بغض النظر عن مدى تمسك هؤلاء الأشخاص بالتعاليم الدينية اليهودية.
على الصعيد السياسي هناك نوع من القناعة لدى البعض بان اليهود مهيمنون بطريقة أو بأخرى على عملية صنع القرار السياسي في العديد من دول العالم ففي ماليزيا صرح رئيس الوزراء مهاتير محمد "نحن المسلمون اقوياء لايمكن لأكثر من مليار مسلم ان يتم محيهم من الوجود بسهولة لقد قتل الأوروبيون 6 ملايين من مجموع 12 مليون يهودي ولكن اليوم فان اليهود يحكمون العالم ويجعلون الآخرين يقاتلون ويموتون من اجلهم" [16] وفي ديسمبر 2003 كتب الصحفي شريف حتاته في جريدة الأهرام "ان الرئيس الأمريكي جورج و. بوش استطاع ان يجمع 200 مليون دولار لحملته الأنتخابية لعام 2004 وان معظم هذه الأموال قد أتت من اللوبي الصهيوني
البروتوكولات والعالم العربي
في عام 2002 أثيرت ضجة أعلامية وسياسية حول المسلسل المصري "فارس بلا جواد" حيث قالت خارجية الولايات المتحدة إن دبلوماسيين من سفارتها في القاهرة سوف يتابعون المسلسل يوميا لمعرفة إن كان يحتوي على مواد معادية للسامية وسوف تحتج لدى السلطات المصرية إن حدث ذلك وكان تدخل الولايات المتحدة بالموضوع تحت ضغوط من "رابطة مكافحة التشهير" اليهودية التي وصفت المسلسل حتى قبل أن يتم عرضه بأنه "آخر مظاهر التحريض على معاداة السامية في الإعلام المصري." وقد صرح الفنان محمد صبحي الذي قام بدور البطولة إنه يقر بأن البروتوكولات مفبركة لكن بعض اليهود لا يزالون يتبعون المبادئ الصهيونية [18].
في نوفمبر 2003 قامت مكتبة الإسكندرية في مصر بعرض أقدم نسخة مترجمة إلى العربية من البروتوكولات بجانب الكتاب المقدس اليهودي التوراة واثار هذا ردود فعل معارضة من قبل اليهود ولكن مدير قسم المخطوطات بالمكتبة يوسف زيدان قال "بالنسبة لأتباع الفكر الصهيوني فان هذه البروتوكولات تعتبر أكثر اهمية من التوراة الذي يعتبره اليهود كتابهم المقدس [19]. ومن الجدير بالذكر ان أول ترجمة عربية للبروتوكولات تمت على يد محمد خليفة التونسي [20]
في السعودية يتضمن بعض المناهج التي تدرس في المدارس أشارات إلى ان البروتوكولات هي "وثائق سرية" ومن المحتمل انه "تم اقرارها في المؤتمر العالمي الأول للصهيونية في بازل" وان اليهود "يحاولون انكارها" وحسب المناهج الدراسية السعودية فان أفضل دليل على كون البروتوكولات حقيقية هي "التأمل في مجريات التاريخ خلال القرن الماضي" حيث تعتبر التغييرات السياسية والجغرافية والاقتصادية والأعلامية التي حدثت لليهود مطابقة لما ورد في البروتوكولات [21].
في لبنان قام تلفزيون المنار الذي يشرف عليه حزب الله بعرض مسلسلة "الشتات" في أكتوبر ونوفمبر عام 2003 وكان المسلسل متمحورا حول "هيمنة اليهود على العالم" في إشارة صريحة إلى بروتوكولات حكماء صهيون [22]. وفي فلسطين يضم الميثاق الرئيسي لحركة حماس إشارة واضحة إلى ماتعتبره الحركة محاولة الحركة الصهيونية تنفيذ بنود بروتوكولات حكماء صهيون [23]. وفي مقابلة تلفزيونية لقناة المجد السعودية مع مفتي القدس عكرمة سعيد صبري في 20 فبراير 2005 وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري قال المفتي "إن من يقرأ بروتوكولات حكماء صهيون يرى بوضوح ان هدف هذه البروتوكولات هو خلق فوضى لتهديد أمن وأستقرار العالم
عبارة عن مجموعة من النصوص تتمحور حول "خطة" لسيطرة اليهود على العالم. تم نشر هذه النصوص لأول مرة في الإمبراطورية الروسية في جريدة زناميا في مدينة سانت بطرسبرغ عام 1903 م. يرى العديد من المؤرخين أن هذه الكتابات هي مجرد خدعة وخاصة بعد إجراء تحقيق صحفي عام 1921 م حول مصداقية هذه الكتابات قامت به صحيفة التايمز اللندنية واستخلص إلى أن المقالات هي تزوير أدبي لكتاب فرنسي [1] وتم نشر سلسلة من المقالات التي وصفت عملية التزوير.
في نفس السنة -أي عام 1921 - تم طبع النص الكامل للبروتوكولات في الولايات المتحدة وفي عام 1934 قام الطبيب السويسري زاندر Dr. A. Zander بنشر سلسلة من المقالات يصف فيه البروتوكولات حقيقة تاريخية ولكنه تعرض للمحاكمة لنشره تلك المقالات.
البروتوكولات هي جزء من نظرية المؤامرة ومعاداة السامية ومعاداة الصهيونية وأن البروتوكولات في الأساس تم نشرها والدعاية لها من قبل الشيوعيين المعارضين لحكومة الإمبراطورية الروسية حيث بدأت بعد الثورة البلشفية عام 1917 م وعلى يد البلاشفة نشر أفكار مفادها أن اليهود يحاولون السيطرة على العالم.
النصوص
حسب المؤرخ الروسي ميخائيل ليبخين Mikhail Lepekhine فإن مؤلف البروتوكولات بشكله الحالي المثير للجدل هو روسي كان يعمل كعميل مزدوج للإمبراطورية الروسية والبلاشفة واسمه ماثيو جولوفنسكي Mathieu Golovinski والذي انتمى فيما بعد إلى منظمة الأخوة المقدسة Holy Brotherhood التي كانت معادية للسامية
حسب التحقيقات الصحفية التي قامت بها صحيفة التايمز اللندنية عام 1921 وهو الاعتقاد الراسخ لدى التيار الذي ينكر حقيقة هذه البروتوكولات فإن هذه البروتوكولات تم اقتباسها وتزويرها وتحريفها من كتيب ذو طبع نقدي لاذع من الطموحات السياسية لإمبراطور فرنسا نابليون الثالث حيث قام المحامي الفرنسي موريس جولي (1829 - 1878) بتأليف كتيب بعنوان "حوار في جهنم بين ميكافيلي ومونتيسكيو" وتم طبعه لأول مرة في بروكسل عاصمة بلجيكا عام 1864 [3]. ومن الجدير بالذكر أن مونتيسكيو (1689 - 1755) المفكر السياسي الفرنسي كان ينادي بعدم الانفراد في السلطة والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية [4].
حاول جولي استعمال الرموز والسخرية بصورة غير مباشرة لانتقاد طريقة حكم نابليون الثالث وقام بطبع الكتاب في بلجيكا لأن نقد العائلة المالكة في فرنسا كانت تعتبر جناية يعاقب عليها القانون ولكن السلطات الفرنسية ألقت القبض على جولي وحكمت عليه بالسجن لمدة 15 شهرا وتم منع الكتيب [5]. استنادا إلى نفس التيار الفكري المشكك للبروتوكولات فإنه في عام 1868 أي بعد 4 سنوات من طبع الكتيب المذكور أعلاه قام شخص كان يعتبر ذو أفكار توصف بمعاداة السامية واسمه هيرمان جويدشي (Hermann Goedsche (1815 - 1878 باقتباس جزء من الكتيب المذكور في أحد فصول كتاب كتبه بعنوان Biarritz والذي كتبه جويدشي تحت اسم مستعار وهو جون ريتكلف Sir John Retcliffe وفي هذا الفصل تحدث ريتكلف عن مجموعة من أحبار اليهود الذين -حسب التقاليد القديمة لليهود- يلتقون مرة كل 100 عام ليضعوا مشاريع وخطط لمستقبل اليهود في العالم [6].
هناك 24 بروتوكولا يحاول فيه حكماء اليهود حسب كتاب جون ريتكلف استغلال غير المنتمين للديانة اليهودية لتحقيق مصالح اليهود في العالم وفي مقدمة الوسائل أو البروتوكولات هي نشر أفكار ليبرالية تدعو إلى حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة بالإضافة إلى نشر أفكار تشكك من الديانة المسيحية. وحسب البروتوكولات فإن السيطرة على وسائل الإعلام والاقتصاد سوف تؤدي على المدى الطويل إلى ازدياد هيمنة اليهود في العالم وتحاول البروتوكولات إبراز فكرة أن التقاليد المحافظة للكنيسة المسيحية هي ضد التطور والرأسمالية ويظهر البروتوكولات أيضا أن الماسونية بصورة غير مباشرة هي جزء من خطة حكماء اليهود للهيمنة على العالم وأنها سوف تستبدل في النهاية بحكومة يكون فيها للديانة اليهودية اليد العليا. ويتحدث البروتوكولات بصورة مفصلة عن "مملكة" سوف تنشأ في المستقبل وكيفية إدارة هذه المملكة التي يفضل فيها الحكماء ألا يكون الدين فيها مسيطرا بشكل واضح وصريح إنما يلعب دورا رئيسيا من خلف الستار
دور البلاشفة
المثير في موضوع بروتوكولات حكماء صهيون أن هناك العديد من نظريات المؤامرة المتعلقة بمنشأ البروتوكولات وهناك أيضا نظريات مؤامرة داخل كل نظرية مؤامرة شبيهة بأسلوب بعض الروائيين باستعمال الحلم داخل الحلم في الحبكة الروائية. هناك اعتقاد أن الشرطة السرية للإمبراطورية الروسية قامت بصورة متعمدة بنشر كتيب جون ريتكلف عن البروتوكولات لأنها وجدتها مفيدة لتقليل نفوذ الحركات الثورية ضد الأمبراطورية والحيلولة دون اتحاد اليهود مع البلاشفة ضد حكم القيصر نيكولاس الثاني [8] وقامت الشرطة السرية القيصرية أيضا وحسب التيار المشكك بالبروتوكولات باستخدام أحد رجال الدين الروس واسمه سيرغي نيلوس (Sergei Nilus) بنشر البروتوكولات بصورة غير مباشرة في كتابه "مجيء الدجال وحكم الشيطان" في عام 1905 وفي هذا الكتاب ذكر نيلوس أن البروتوكولات تم إقرارها في المؤتمر العالمي الأول للصهيونية في بازل
وكجزء من الحلم داخل الحلم أو المؤامرة داخل المؤامرة فإن البلاشفة الذين تم استعمال البروتوكولات لإضعافهم قاموا باستخدامها لنشر الكراهية ضد اليهود لكن الحقائق التاريخية تشير إلى أن الكتاب انتشر بكثرة بعد الترجمة للغة الإنجليزية الذي قام بها الصحفي البريطاني فكتور مارسدين في عام 1921 الذي كان مسجونا في معتقلات البلاشفة أثناء تغطيته الإعلامية للثورة البلشفية وأضاف إلى الترجمة مقولات لرئيس المنظمة الصهيونية العالمية حايم وايزمان [10]، وفي نفس السنة قام هنري فورد في الولايات المتحدة بدعم طبع نصف مليون نسخة من الكتاب وصرح فورد "أن البروتوكولات مطابقة لما يجري في العالم لحد هذا اليوم" [11].
تم إعادة طبع كتاب بروتوكولات حكماء صهيون عدة مرات في الاتحاد السوفيتي وحتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في روسيا حتى عام 1993 عندما أصدرت محكمة في موسكو قرارا باعتبار البروتوكولات عملا مزورا وسيكون هناك غرامة مالية لأية جهة تحاول نشر أفكار بان البروتوكولات حقيقية [12]، لكن في عام 2003 وبمناسبة مرور 100 عام على صدور البروتوكولات قامت الصحيفة الأسبوعية الروسية Argumenty i fakty بكتابة مقال ورد فيه مقتطفات من البروتوكولات مع تعليق نصه «لا يهم إن كانت البروتوكولات حقيقة أم تزوير ولكنها مطابقة لما يجري في أوروبا الآن
البروتوكولات والنازية
هناك اعتقاد سائد من قبل التيار المشكك في بروتوكولات حكماء صهيون إن النازية استعملت البروتوكولات في حملتها الدعائية ضد اليهود وفي عمليات الهولوكوست وإستنادا إلى المؤرخة الأمريكية نورا ليفين فان هتلر استخدم البروتوكولات كحجة لإبادة اليهود وتم ذكر البروتوكولات أيضا في كتاب كفاحي حيث كتب هتلر "إن البروتوكولات تظهر بشكل واضح بان تاريخ اليهود مستند إلى حد كبير على الأكاذيب والتزوير وان هناك مخاوف حقيقية من نشاطات اليهود وأهدافهم" [14].
في عام 1934 قام طبيب من النمسا واسمه زاندير Dr. A. Zander والذي كان عضوا في منظمة نازية من النمسا بنشر سلسلة من المقالات يحاول فيها نشر فكرة ان البروتوكولات حقيقية وقدم مجموعة من الوثائق لتأكيد مزاعمه الا انه تم رفع دعوى قضائية عليه بتهمة تقديم وثائق مزورة وبدأت جلسات محاكمته في أكتوبر 1934 ووجدت المحكمة ان البروتوكولات لا وجود لها وان كتابات زاندير هو تزوير للتاريخ وتم فرض غرامة مالية على زاندير وفي نفس السنة جرت جلسات محاكمة مشابهة بسبب البروتوكولات وقضت المحكمة في جنوب أفريقيا في عام 1934 على ثلاثة من الصحفيين غرامة مالية قدرها اربع دولارات ونصف بسبب نشرهم لوثائق مزورة تحاول اثبات وجود البروتوكولات
المؤامرة
من وجهة نظر التيار المقتنع بأن البروتوكولات حقيقية فان الجدل الرئيسي ليست عما إذا كانت البروتوكولات مزورة أو مقتبسة أو محرفة من عمل ادبي تم كتابته في القرن الثامن عشر، النقطة الرئيسية التي يحاول هذا التيار إبرازه هو انه وبغض النظر عن نظريات المؤامرة المتعددة والمتشابكة والتي يصعب في بعض الأحيان على الأنسان البسيط غربلته وفهمه فان هناك باعتقادهم نوع من الهيمنة لشخصيات يهودية على وسائل الإعلام والاقتصاد والسياسة وعما إذا كانت هذه الهيمنة قد تحققت بصورة عشوائية أو عن طريق حملة تدريجية منظمة فهذا لايغير من الواقع الحالي شيئا وهذا الواقع وحسب رأي هذا التيار يشهد نفوذا كبيرا لأشخاص محسوبين على الديانة اليهودية بغض النظر عن مدى تمسك هؤلاء الأشخاص بالتعاليم الدينية اليهودية.
على الصعيد السياسي هناك نوع من القناعة لدى البعض بان اليهود مهيمنون بطريقة أو بأخرى على عملية صنع القرار السياسي في العديد من دول العالم ففي ماليزيا صرح رئيس الوزراء مهاتير محمد "نحن المسلمون اقوياء لايمكن لأكثر من مليار مسلم ان يتم محيهم من الوجود بسهولة لقد قتل الأوروبيون 6 ملايين من مجموع 12 مليون يهودي ولكن اليوم فان اليهود يحكمون العالم ويجعلون الآخرين يقاتلون ويموتون من اجلهم" [16] وفي ديسمبر 2003 كتب الصحفي شريف حتاته في جريدة الأهرام "ان الرئيس الأمريكي جورج و. بوش استطاع ان يجمع 200 مليون دولار لحملته الأنتخابية لعام 2004 وان معظم هذه الأموال قد أتت من اللوبي الصهيوني
البروتوكولات والعالم العربي
في عام 2002 أثيرت ضجة أعلامية وسياسية حول المسلسل المصري "فارس بلا جواد" حيث قالت خارجية الولايات المتحدة إن دبلوماسيين من سفارتها في القاهرة سوف يتابعون المسلسل يوميا لمعرفة إن كان يحتوي على مواد معادية للسامية وسوف تحتج لدى السلطات المصرية إن حدث ذلك وكان تدخل الولايات المتحدة بالموضوع تحت ضغوط من "رابطة مكافحة التشهير" اليهودية التي وصفت المسلسل حتى قبل أن يتم عرضه بأنه "آخر مظاهر التحريض على معاداة السامية في الإعلام المصري." وقد صرح الفنان محمد صبحي الذي قام بدور البطولة إنه يقر بأن البروتوكولات مفبركة لكن بعض اليهود لا يزالون يتبعون المبادئ الصهيونية [18].
في نوفمبر 2003 قامت مكتبة الإسكندرية في مصر بعرض أقدم نسخة مترجمة إلى العربية من البروتوكولات بجانب الكتاب المقدس اليهودي التوراة واثار هذا ردود فعل معارضة من قبل اليهود ولكن مدير قسم المخطوطات بالمكتبة يوسف زيدان قال "بالنسبة لأتباع الفكر الصهيوني فان هذه البروتوكولات تعتبر أكثر اهمية من التوراة الذي يعتبره اليهود كتابهم المقدس [19]. ومن الجدير بالذكر ان أول ترجمة عربية للبروتوكولات تمت على يد محمد خليفة التونسي [20]
في السعودية يتضمن بعض المناهج التي تدرس في المدارس أشارات إلى ان البروتوكولات هي "وثائق سرية" ومن المحتمل انه "تم اقرارها في المؤتمر العالمي الأول للصهيونية في بازل" وان اليهود "يحاولون انكارها" وحسب المناهج الدراسية السعودية فان أفضل دليل على كون البروتوكولات حقيقية هي "التأمل في مجريات التاريخ خلال القرن الماضي" حيث تعتبر التغييرات السياسية والجغرافية والاقتصادية والأعلامية التي حدثت لليهود مطابقة لما ورد في البروتوكولات [21].
في لبنان قام تلفزيون المنار الذي يشرف عليه حزب الله بعرض مسلسلة "الشتات" في أكتوبر ونوفمبر عام 2003 وكان المسلسل متمحورا حول "هيمنة اليهود على العالم" في إشارة صريحة إلى بروتوكولات حكماء صهيون [22]. وفي فلسطين يضم الميثاق الرئيسي لحركة حماس إشارة واضحة إلى ماتعتبره الحركة محاولة الحركة الصهيونية تنفيذ بنود بروتوكولات حكماء صهيون [23]. وفي مقابلة تلفزيونية لقناة المجد السعودية مع مفتي القدس عكرمة سعيد صبري في 20 فبراير 2005 وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري قال المفتي "إن من يقرأ بروتوكولات حكماء صهيون يرى بوضوح ان هدف هذه البروتوكولات هو خلق فوضى لتهديد أمن وأستقرار العالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يهمنا ويشرفنا